الأحد، 8 ديسمبر 2013

ظلمات


(الظلم ظلمات يوم القيامة)، (انصر أخاك ظالماً أو مظلوما)، (إياكم ودعوة المظلوم، فليس يينها وبين الله حجاب). أحاديث عديدة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، جالت في خاطري وأنا أتابع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الأيام السابقة، وعدد كبير من الفيسبوكيين يدلون بدلوهم حول حادثة، أقل ما يقال عنها أنها غير مكتملة الأطراف، أو من ذوات أنصاف الحقائق، هذا إن كان فيها حقيقة، وخصوصاً أنها جاءت من طرف واحد، بالتالي فهي منقوصة ومنقوضة على جميع الأحوال. وكما يقال إذا وقعت الشاة كثرت سكاكينها، فما بالك أنها لم تقع، بل تم زجها في طريق وعرة، فاختل توازنها، وهذا أمر طبيعي والكل معرض له، ولو حافظت على توازنها لكان أسلم لها، ولكن الكمال لله وحده. ولست بصدد الدفاع عن طرف دون آخر، بل لن أتطرق إلى الحادثة بأي نوع من التفصيل، وإن كان الحدث يتطلب فتح تحقيق شامل، وخصوصاً أن القضية أصبحت قضية رأي عام، وأصبح فيها تشهير على نطاق واسع، فلا بد من نشر الحقيقة كاملة دون محاباة أو مجاملة لأي جهة كانت، حتى يحاسب المخطئ، ويظهر حجم المشاكل بصورة تفصيلية، وحجم الجهود المبذولة لتفادي أي مشكلة أو كارثة لا سمح الله. وهنا وليس من باب الدفاع أقول أن دول كبيرة تعاني أكثر مما نعاني من مشكلتي الكهرباء والمياه، وحتى حالة غرق الشوارع بمياه الأمطار فقد رأينا عواصم خليجية تغرق بمياه الأمطار رغم كل قدراتها وإمكاناتها. وهذا الكلام ليس من باب التهرب من المسؤولية، ولكن من باب التوضيح وعدم التهويل. إن الإنجازات التي حققتها البلديات رغم قلة الإمكانات وكثرة العوائق لهي واضحة وملموسة، وإن كنا وما زلنا ننتظر المزيد منها خدمةً للمواطنين وتوفيراً لمتطلباتهم المعيشية والحياتية بصورة أفضل مما عليه الآن. ولكن هل سألنا أنفسنا كمواطنين، هل قمنا بواجبنا بتسديد فواتير ما استهلكناه من كهرباء ومياه، وهذا أعتقد أنه واجب شرعي قبل أن يكون ضرورة لتمكين هذه الجهات من الاستمرار في تقديم خدماتها، حتى وإن كانت ليست على المستوى المطلوب، وهل قمنا بتقديم النصيحة لهذه الجهات والتعاون معها من أجل إيجاد حلول للمشكلات، وحسب علمي أن اللقاء الذي تفجرت خلاله المشكلة الأخيرة كان بهدف توضيح الواقع والتشاور في كيفية الخروج من هذه الأزمة، ولكن للأسف تم استغلاله بصورة خاطئة. ومن الضروري التأكيد على مبدأ حرية الانتقاد البناء والحوار الهادف، وحسن استغلال المساحات المخصصة لذلك، بالإضافة لمبدأ المساءلة، فهذا حق مشروع للجميع، وكذلك تحمل المسؤول مهامه بأمانة وشفافية، وكل ذلك دون التشهير أو التجريح أو الاتهامات الباطلة، وقد تطرقت لذلك في مقالات: (انتقد ولكن، وتواصل، ومسؤول، وغيرها)، بالتالي نحن بحاجة إلى أن تتحمل كل جهة مسؤوليتها بصورة كاملة، وأن يؤدي الجميع دوره في المنظومة المجتمعية على أحسن وجه، وأن تتكاتف الجهود وأن تكون بتنسيق كامل حتى تؤتي أُكُلَها على أحسن وجه، ولذلك فنحن بحاجة إلى تكريس مفاهيم الاحترام المتبادل والثقة والأمانة والشفافية والنقد البناء والتشاور والمصداقية والبعد عن الإشاعة والأهم البعد عن الظلم حتى لا يتقلب علينا يوم القيامة إلى... ظلمات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق