الخميس، 20 فبراير 2014

متناقضات


متناقضات تحدث في الضفة الغربية، لا أعرف إذا كانت مقصودة ومعداً لها، أم أنها عفوية وغير مرتب لها؟!. هذه المتناقضات تلخص الحالة التي وصلت لها القضية الفلسطينية، والحال الذي آل إليه من يفترض أن يكونوا مؤتمنين عليها. مفاوضات متواصلة مع المحتل، وبصورة رسمية بحضور الراعي الأمريكي، وبوفد فلسطيني على أعلى مستوى لإبرام سلام مع الاحتلال. وفي المقابل وفد أيضاً رفيع المستوى يأتي لغزة، استبشر الكثيرون بقدومه خيراً، ولكنها كانت زيارة تهدف إلى ترتيب البيت الفتحاوي، ولا عزاء للبيت الفلسطيني، الذي بحاجة إلى ترميم كلي ليحتضن الجميع. ولكن دعونا ألا نتشاءم كثيراً، فعساهم يريدون رأب خراب بيوتهم ليستطيعوا العودة إلى بيت العائلة كما ادعوا، ولن نفقد الأمل حتى لو جاءوا بدون تفويض، واكتفوا بالابتسامات لزوم الصورة، فغايتنا فلسطين. هذه الصورة اجتهد المنظمون أن تكون براقة وسيادة الرئيس يستقبل مجموعة من الطلبة، ليشرح لهم رؤيته وتطلعاته للمستقبل. وهذا التصرف يعتبر تصرفاً حضارياً ومسؤولاً وديمقراطياً واعترافاً بمكانة الشباب، وأنهم قادة التغيير والتحرير، لو كان ذلك مع الشباب الفلسطيني، ولكنه للأسف الشديد كان مع الطلبة الصهاينة. فهؤلاء تفتح لهم القاعات، وترفع لهم الأيادي للتحية والسلام، وتؤخذ معهم الصور التذكارية، وأما طلبة بير زيت والنجاح والقدس وغيرها من جامعات الضفة الغربية فتفتح لهم السجون، وترفع عليهم الأيادي للضرب والاعتقال، وتؤخذ لهم الصور لتوثيق إرهابهم بتشويش أمن وسلامة الجار العزيز. وفي خاطرة بعنوان: (كرم عبسي) وصفت لسان حال الرجل قائلاً: ...ولن أفكر في مدينتي لا من بعيد ولا من قريب... فقلبي معهم، وكيف أجرح مشاعرهم فلست بصنم... فأنا لمن يحاول إزعاجهم خير رقيب... وهل أرضى بمضايقة أصحاب النِعم... سأسهر على راحتهم في القدس وحيفا وتل أبيب... فلا إرهاب بعد اليوم، وعما سبق أبدي الندم... وتأكد أن ظنهم بي لن يخيب... وعند إشارتهم سأكون دوماً تحت القدم. وهذا الظن لن يخيب كثيراً، فبعد أن تخلى عن حقه في العودة لصفد، فها هو يؤكد أنه لن يغرق (إسرائيل) باللاجئين الفلسطينيين، وكأن اللاجئين طوفان يخاف على بني صهيون منهم. وإن كنا نؤكد أن أي فلسطيني وطني في أي مكان كان لن ينسى ما فعله الاحتلال بأبائه وأجداده، وسيبقى على العهد مع ربه ونفسه وأهله بأن يظل المحافظ على الثوابت، ليس بالكلام ولكن بخطوات عملية. وفي خطوة لم يفهم مغزاها حتى الآن، يأتي قرار غريب بحذف خانة الديانة من بطاقة الهوية، في نفس الوقت الذي يصر فيه الصهاينة على فرض يهودية الدولة، ويجيشون لها كل إمكاناتهم وعلاقاتهم الدولية. وفي حجة واهية، ودون سابق إعلان، يأتي هذا القرار بزعم المساواة بين المواطنين وعدم التمييز فيما بينهم على أساس الدين. عن أي تمييز يتحدثون؟! ونحن لم نسمع شكوى واحدة طوال السنين السابقة من أي جهة كانت. بل بالعكس، ما هو معروف عمق العلاقة بين أبناء المسلمين والمسيحيين. والسؤال لماذا هذه الخطوة الآن؟ وما الهدف منها؟ سؤال يطرح نفسه ضمن المتناقضات الكثيرة الموجودة على الساحة، عساه يجد جواباً شافياً وواضحاً. وقائمة المتناقضات تطول، وليس بآخرها التوقيف المستمر لحملة بطاقات الشخصيات المهمة من الفلسطينيين من أصغر جندي صهيوني، وفي المقابل الكرم العبسي شبه الأسبوعي بإعادة مستوطن (ضل الطريق) أو أكثر إلى أحضان مسؤوليه معززاً مكرماً، مرفوعاً على كتفي أكبر عميل فلسطيني، عفواً أقصد أكبر عميد فلسطيني، ولا تستغربوا من خطأي، فنحن في زمن المتناقضات...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق