الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

مبادرون


بدعوة كريمة من الجامعة الإسلامية شاركت في افتتاح معرض(مبادرون٢)، والخاص بمخرجات مشروع تطوير ودعم الأفكار الريادية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. سعادتي كانت كبيرة وأنا أتجول بين جنبات المعرض، مستمعاً لشرح سبعة وخمسين مبادرة ومبادر، وهم يعرضون ثلاثين مشروعاً متميزاً، وكلها كانت متميزة بفكرتها، وبطريقة العرض، والأهم من ذلك بالفائدة المرجوة من المشروع. ومن موقع المسؤولية أقول أن مشاعري وأفكاري تداخلت أثناء هذه الجولة، بين شعور الافتخار بهذا الجيل من الشباب، وبين شعور المسؤولية والأمانة تجاهه، وخصوصاً هؤلاء المبدعين المبتكرين والمتميزين، بل المبادرين، فلولا مبادراتهم لما كان هذا الإنجاز، ولما كانت هذه المشاريع المتميزة. وأود هنا أن أوجه ثلاث رسائل، فأما الرسالة الأولى فهي للمبادرين أنفسهم، فأقول لهم هنيئاً لكم هذه المبادرات المتميزة، ولتعلموا أن أول خطوة في مجال النهضة الشاملة والتنمية المستدامة هي المبادرة. والمبادرة في اللغة تعني السبق والمسارعة، وهي دائماً توحي بالإيجابية وبعمل الخير وبالهمة والعزيمة والجدية، وكلها ركائز للتقدم والتطور وليس فقط للنجاح، بل هي مقدمة للإبداع والابتكار والتميز. وكل هذه النقاط مرجوة من الشباب الفلسطيني، فهم أمل الأمة الواعد، وهم معاول كسر الحصار بهذه المبادرات والإبداعات، وهم سفراء خير لشعبهم، لأن أعمالهم قريباً بإذن الله ستتخطى الحدود. والمبادرة كما ورد في أكثر من حديث للمصطفى عليه الصلاة والسلام مقرونة دائماً بالأعمال، فبادروا بالأعمال. وأقول لكم لقد وضعتم أنفسكم في المسار الصحيح، وسخرتم إمكاناتكم وقدراتكم للسير أماماً، أنهيتم المرحلة بنجاح، ولكن هناك مراحل أخرى أمامكم، تتطلب المواصلة بنفس الهمة والنهج والأسلوب، مع ابتكاراتكم التي يجب أن تزداد يوماً بعد يوم، ومرحلة بعد مرحلة، وتزداد معها ثقتكم بقدراتكم، والأهم يزداد معها تواضعكم، فإن عرف الغرور طريقه لأنفسكم فاعلموا أنها بداية النهاية. ورسالتي الثانية رسالة شكر موجهة للجهات المانحة على جهودهم في الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في أزماته الناتجة عن الاحتلال الصهيوني، ولكن اسمحوا لي أن أطالبكم بزيادة المخصصات للمشاريع الإغاثية ذات الطابع التنموي على حساب المشاريع الإغاثية الاستهلاكية، والتي بكل تأكيد لها ضرورة، وهناك فئة ما زالت بحاجة لها، ولكن يجب التفكير سوياً لزيادة الفكر التنموي بين أفراد شعبنا، بهدف القضاء على فكر (الكوبونة) الذي يقتل المبادرة والهمة في بعض النفوس، وشعبنا شعب كريم، وخصوصاً فئة الشباب، لا تريد من الجميع إلا أن يفسحوا لهم المجال لإثبات ذاتهم، وترجمة قدراتهم بمشاريع ترى النور مثل مشروع (مبادرون). وأما رسالتي الثالثة فهي نابعة من الشعور بالمسؤولية تجاه الشباب، فأقول موجهة للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية: افتحوا الأبواب على مصراعيها أمام الشباب، وافسحوا لهم المجال بدون قيود للمشاركة الفعالة في النهضة المجتمعية. صحيح أن هناك جهوداً تبذل من خلال وزارة الشباب والرياضة ومشاريعها المتعددة، ومنها الخطط الاستراتيجية الجاري إعدادها لهذا القطاع، وكذلك وزارة العمل ومشروع جدارة، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال أكثر من نافذة للتواصل مع الشباب، ومنها المجلس الاستشاري الشبابي، ومشروع منح فرص تشغيل لأصحاب مشاريع التخرج المتميزة، وإقرار الاستراتيجية الوطنية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي تناولت محور التعليم والبحث العلمي ضمن محاور أخرى، وغيرها من الوزارات، ولكن أقول المزيد المزيد من إتاحة الفرص للشباب، مهدوا الطريق أمامهم، أزيلوا العقبات إن وجدت، ذللوا الصعاب، فنحن بحاجة للشباب كما هم بحاجة إلينا، فشباب فلسطين مجاهدون مرابطون مبدعون مبتكرون مميزون، فشباب فلسطين شبابٌ... مبادرون.

هناك 3 تعليقات:

  1. بصفتي منسق مشروع مبادرون، فإني أشعر بعظيم الفخر بهذه الكلمات يا دكتورنا الفاضل،،
    وأود أن أؤكد على رسائلك جميعها والأخيرة على رأسها، فالشباب بشكل عام يحتاج إلى الرعاية والاهتمام لنهضة المجتمع، ونحن الشباب في غزة نحتاج إلى درجات أكبر من هذا الاهتمام والدعم،،
    وهذا ما نتمناه من حضراتكم، وأن تستمروا على هذا النهج،
    مرة ثانية، سعيدين جدا بزيارتك لناا، وفخورين جدا بهذه الكلمات، وبارك الله فيك ،،

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك واتمنى لكم دوام التوفيق

      حذف
  2. تحية طيبة لك سيادة الوزير،
    الشركات الناشئة كمفهوم وثقافة لم تنتشر بعد بين مجتمعنا وهذا أكثر ما نعاني منه، فالجميع لديه تصوّر وفهم للشق الأول "شركة" وليس لديه أدنى فكرة عن "الناشئة" وهكذا يتم التعامل مع الشركات الناشئة من قٍبل الجميع على أنها شركات كبيرة ذات دخل وأموال طائلة،
    جيد أن أصحاب القرار كحضرتكم صارت لديهم القناعة بأهمية هذا المجال وهذه الحالة وضرورة دعمها ونشرها في بلدنا، إلّا أننا نتمى أن يكون لهذه القناعة انعكاس على أرض الواقع، لا أقول بدعم خاص أو مشاريع كبيرة -إن كانت على المدى الطويل فهو ما يجب-، لكن على الأقل مراعاة هذه المشاريع والشركات الناشئة ومعاملتها على قدر حجمها بتسهيل الأمور أمامها مثلاً في الإجراءات والمؤسسات الحكومية وهذا ما يندرج ضمن مهامكم لا سيما أن معظم هذه المشاريع ضمن مجال تكنولوجيا المعلومات،
    ومن جانب آخر لمَ لا يتم تخصيص وتكييف مقدار من المشاريع القائمة بما يخدم هذه الشركات الناشئة، كمشروع جدارة الذي ذكرته في مقالتك، فكثير من الشركات الناشئة بحاجة شديدة لتشغيل أشخاص لديها لتوسيع عملها وتكبير حجمها إلا أنها لا تستطيع تغطية تكلفة تشغيلهم، فلِم لا يتم تخصيص عدد من الوظائف للشركات الناشئة مع عدم وضع أعباء مادية عليهم.

    سيدي الوزير مشروع مبادرون أخرج لكم 30 مشروع ومن قبلهم مثلهم وانتهى دوره هنا وله جزيل الشكر، لكن السؤال هل هذه المشاريع ناضجة بالدرجة الكافية وقادرة لأن تبقى وتستمر أم أنا ستموت في هذا المجتمع الغير قادر على احتضانها وإبقائها ؟؟

    ها قد رأيتم وأكدّتم روعة وقيمة هذه المشاريع،
    فأتمنى أن تكون قرارات عملية ملموسة على أرض الواقع تساهم في خلق قصص نجاح حقيقة ليس على مستوى محلي فسحب، بل على مستوى دولي إنشاء الله ،،

    ردحذف