السبت، 12 ديسمبر 2020

اشتياق

 


للذين تشتاق لهم أرواحنا


كالنخيل الباسقات تسمو أخلاقكم إلى العلياء

 

كالخيل الجاريات يطوف حبكم في كافة الأرجاء

 

كماء الفرات يحلو السمر معكم في كل الآناء

 

أخلتي وأحبابي اشتقت لكم فعجلوا باللقاء

صمت

 




برؤياك تغيب عني قواميس اللغات وتتهدج بين حناياي أحبال الصوت

 

فلما كانت كلماتي لا تعبر عما بداخلي وجدت ملاذي في الصمت

 

عسى عيوني تبوح لك بمشاعري وتنطق بما أخفيته طوال الوقت

 

فمنها شعاع العشق والهوى ينبري ساعياً نحوك يا طيبة السمت

 

فهيا لنغرس على تراب الشوق وردة لتزدان بعبقها أركان البيت

 

وليغرد جمالها عالياً لتصبح حكايانا ذائعة الصيت

حبيبتي



حبيبتي

لا تغصبي مني فليس لي سواكي

فأنت روحي أنت قلبي أنت ملاكي

نور دربي أستقيه مما تقوله عيناكي

وأمل حياتي يزهو عندما تبتسم وجنتاكي

أنت حاضري أنت مستقبلي وجنة الدنيا في لقياكي

 

حبيبتي

أتعلمين أنك جعلتيني كالعنقاء تعود من الركام

أحوم بين ثنايا الأرض والسماء كأني بين الحقيقة والأحلام

وأعود لك فالبقاء بين يديك أصبح غاية المرام

ففي حلي وترحالي طيفك معي وحتى في المنام

عشقي لك وشوقي لرؤياك فاق حدود الهيام


حبيبتي

كلما تضحكين تخرج الشمس من خلف السحاب

وعندما تتكلمين تنحسر الحيرة وينقشع الضباب

وأما برؤياك يعود للحياة رونقها ويزول السراب

هيا نعود لوصالنا من جديد بحلو العتاب

لتصفو قلوبنا من جديد ونرسم سوياً درب الأحباب


السبت، 9 فبراير 2019

مرحلة العودة

مقال عن مرحلة العودة في مجلة مدارات الصادرة عن وزارة الثقافة

كرس الاحتلال الصهيوني وأعوانه منذ بداية الاحتلال كل وقتهم واهتماماتهم للعمل على تدجين الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل والطرق، العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وغيرها من الوسائل، ليزرعوا في أبناء فلسطين ثقافة الهزيمة والانكسار والخنوع والقبول بالأمر الواقع، فكانت النكبة والنكسة والتهجير، وبعدها محاولة مسح الهوية من عقول الجيل الجديد، واغتيالات هنا وهناك، وحروب واجتياحات منها الفرقان وحجارة السجيل والعصف المأكول في غزة، واعتقالات ومداهمات للبيوت شبه يومية في الضفة، جعلوا من المواطن الفلسطيني لاجئاً في وطنه وفوق أرضه، بل وفي الشتات كذلك، حيث المخيمات التي نصبت له هنا وهناك، يعيش بها ردحاً من الزمن معلوم البداية، ولكنه مجهول النهاية. وقد يجور القريب قبل الغريب عليه، فيضطر للتنقل، أو قل للتشرد من مخيم إلى مخيم، ومن شتات إلى شتات، بل من مأساة إلى مأساة. دمر المحتل البيوت والبنى التحية للاقتصاد الفلسطيني ليبقى الشعب الفلسطيني يدور في دوامة المساعدات الخارجية ومرتبطاً بالقرارات الصهيونية والاقتصاد الصهيوني. يريد المحتل أن يبقى حال الفلسطيني في انشغال دائم، ليس مسموحاً له بالاستقرار في حياته إلا إذا تنازل عن كرامته، وعن هويته، فيصبح فلسطينياً بلا هوية، بلا جذور، وبلا أرض. بل إنهم يحاولون جاهدين على أن يسلبوه الزمان كما سلبوه المكان.
ولكن كل هذه الوسائل والمحاولات تحطمت أمام صمود هذا الشعب الصابر المرابط، وتمسكه بأرضه وعدم قبوله بالتخلي عن ذرة تراب من تراب فلسطين، ولأنها فلسطين تعالى المواطن الفلسطيني على كل جراحاته وهمومه، فهم الوطن أكبر وأهم. مات الكبار وورثوا حب الوطن لأحفادهم، علموهم أن حب الأوطان من الإيمان، وأن كرامة الإنسان بحياته حراً على أرضه، فلا وجود للمحتل بيننا، كانت وصية الشيوخ للأحفاد: (.. لا تهدأ أعلنها ثورة.. حطم قيدك... اجعل لحمك جسر العودة.. فليمسي وطني حرا ... فليرحل محتلي فليرحل)، وفهموهم مغزى كلمات الرنتيسي: (لا نفرق بين فلسطين وفلسطين فيافا كغزة وتل الزهور كرفح والجليل كالخليل لا نفرق بين شبر وشبر من الوطن). كبر الصغار وكبر معهم حب الوطن، حب عكا وحيفا، حب العودة ليافا وللمجدل، وكبرت معهم الحجارة التي هرب الجنود منها، لتصبح بندقية وصاروخ، وليتحول هذا الحب إلى إبداعات في مقارعة اليهود ومواجهتهم في كافة الميادين، والتنغيص عليهم وكشف حقيقتهم وجرائمهم أمام العالم، وما أعظمها من جريمة جريمة اغتصاب الأرض، فكانت مسيرات العودة، التي سطر فيها المواطن الفلسطيني أسمى آيات الانتماء لهذا الوطن السليب، خرج الجميع وما زالوا يخرجون صغاراً قبل الكبار، وشيوخاً قبل الشباب، ونساءً قبل الرجال، ليقولوا للعالم: انتهت مرحلة البكاء على الأطلال، انتهت ثقافة الملاطم، انتهى زمن الخنوع والانكسار، انتهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، انتهت مرحلة الهزائم والنكبات والنكسات، وها نحن نخطط بأجسادنا ونرسم بدمائنا خارطة طريق جديدة، يعلن فيها الجميع أنهم شوكة في حلق الاستعمار، وأنهم مستمرون في هذه المسيرات التي ما هي إلا وسيلة من وسائل دحر العدو مهما كانت التضحيات، ومهما ازداد عدد الشهداء والجرحى، يرتقي الشهيد وتجد عائلته في الأسبوع التالي في الصفوف الأولى من المشاركين في هذه المسيرات المباركة، يصاب الجريح فتجده متلهفاً للشفاء ليعود من جديد ليقف أمام السلك الزائل ويعلنها مدوية في وجه المحتل: (يا مستعمر: اصحى وفكر حنا نشامى ما نرضى العار، ما بنتخلى عن حبة رملة ويشهد الله يا ثوار). نعم هذا هو حال الشعب الفلسطيني يجود بالغالي والثمين، فهو يرى بعين الواثق بنصر الله وتمكينه أن التحرير قادم لا محالة، وأن العودة قريبة، وأن العدو إلى زوال قريباً بإذن الله، فهذا هو وعد الله. ويقترب تحقيق هذا الوعد كلما اقتربنا إلى الله، وتقترب مرحلة العودة كلما عدنا إلى ديننا إلى قرآننا، إلى سنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، (يا أيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، تقترب العودة كلما عدنا إلى ثوابتنا الوطنية وتمسكنا بها، وتقترب مرحلة النصر والتحرير كلما توحدنا ونبذنا الفرقة والانقسام. واسمعوا إلى القادة الشهداء حينما يقول أبو عمار: (إن ثورتكم هذه وجدت لتنتصر، وستنتصر طال الزمن أو قصر)، وحينما يقول أسد فلسطين: (سننتصر أيها الإخوة وتنهزم أمريكا وينهزم الكيان الصهيوني)، فالنصر قريب بإذنه تعالى وصدق من قال: (إنما النصر صبر ساعة)، وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال: (وإن النصر مع الصبر).
هنيئاً لفلسطين بأبنائها الصامدين الصابرين المحتسبين، وما الشدائد إلا مقدمات النصر، وما الابتلاءات إلا تمهيداً للتمكين والتحرير، وهنيئاً لأبناء فلسطين بمشاركتهم في مسيرات العودة وصبرهم على كل ما يحاك بهم، هنيئاً لهم بجهادهم وتضحياتهم وثباتهم ورباطهم على ثرى هذه الأرض المباركة الذي ارتوى بدماء الشهداء، وعرق المجاهدين، ودموع المرابطين على الثغور، يقفون على مشارف الوطن ويتطلعون إلى تحريره، فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة.

الجمعة، 2 نوفمبر 2018

عمارة الإنسان


عمارة الإنسان خاطرة العمران العدد 14

كانت العمارة وستبقى ما بقي الإنسان انعكاساً لحضارة الأمم وواقعها وقيمها، ومبادئها وثقافتها، وعاداتها وتقاليدها، أو قل سلوكياتها، وكما يقول تشرشل: (نحن نصنع أبنيتنا، ومن ثم هي تصنعنا وتنظم مجرى حياتنا)، ويعني ذلك أننا نشكّلُ أبنيتنا، ثم هي تؤثر قي تشكيلنا بعد ذلك. ومن هنا تنبع العلاقة التكاملية بين العمارة والإنسان، وضرورة الاهتمام بإنسانية العمارة لتلبي كافة احتياجاته المادية والروحية، الفيزيائية والنفسية، الوظيفية والإحساسية، وبهذا تكون العمارة بالفعل عمارة الإنسان يحيا فيها وتحيا فيه، بوجدانه... بأفكاره... بسلوكه... بتخيله... بحياته اليومية... وتأملاته... وأماله المستقبلية، وهذا هو الفيصل الأساس في الحكم على المنتج المعماري من ناحية النجاح أو الفشل، وإن كانت النتيجة هنا نسبية وتختلف حسب أولويات الإنسان. ومنذ اليوم الأول لتواجد الإنسان على هذه الأرض (أو قل المعمورة) وهو يسعى في عمارتها، وفي الاستفادة مما حوله ليعمل على تطويره (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)، واستمر هذا التطور والتطوير معتمداً على احتياجات الإنسان، وعلى التقدم العلمي الذي وصل إليه في كافة المجالات، وحتى منذ بداية التنظير للعمارة في كتب المعماري الروماني ماركو فيتروفياس (Marcus Vitruvius) العشرة عن العمارة والتي دارت حول أن الإنسان هو محور هذا الكون، فإنه للحصول على فضاءات عمرانية متجانسة وتشكيلات معمارية ناجحة، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار جسد الإنسان نفسه الذي خلقه الله في أحسن تقويم، ليمارس فيها الإنسان حياته بسهولة وانسيابية وراحة تامة تتحقق معها المنفعة الحقيقية والجمال الكامل.
ولأن العمارة هي هوية الأمة، يأتي واجب المعماري في الحفاظ على هذه الهوية، بالإضافة إلى ما تم ذكره اعلاه من تحقيق إنسانية العمارة وتلبيتها لاحتياجات مستخدميها المتعددة والمتنوعة، ويأتي دوره في تشكيل المكان منطلقاً في أعماله بالزمان ومستجداته، وبكل تأكيد الإنسان وهويته، وكما يقول المعماري فرانك جيري (Frank Gehry): (يجب أن تتحدث العمارة عن زمانها ومكانها، ولكنها تتوق إلى الخلود) لتكون شاهدة على عصرها في المستقبل. وقد يقول البعض أن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه إلا في مجتمعات مستقرة، ويصبح من ترف القول إن طلبنا من معماريينا المحليين العمل جاهدين على تحقيق البصمة الشخصية والهوية المحلية لعمارتنا في مرحلة تتسم بعدم الاستقرار السياسي وبالكساد الاقتصادي وبالظروف الاجتماعية الصعبة! ولكن نقول: هذا هو بيت القصيد من هذه الخاطرة، أن ينطلق معماريونا بأفكارهم... بمبادئهم... بتصوراتهم لعمارة المكان بما يتناسب مع الإنسان بعيدين عن التقليد الأعمى والتكرار المزعج في التكوينات المعمارية المحلية، متحدين كافة الظروف الصعبة. وكلنا ثقة بأن لدينا من الإمكانات المعمارية الكثير ممن هم قادرون على تحقيق ذلك، حتى من الخريجين الجدد المليئين بالحيوية والحماس والرغبة في التغيير، وبكل تأكيد يحدوهم الأمل والتفاؤل نحو مستقبل أفضل في عمارتنا المحلية لتتحقق معها عمارة الإنسان. وكما يقول المعماري البريطاني نورمان فوستر(Norman Foster): (إذا لم تكن متفائلاً، سيكون من المستحيل أن تكون معمارياً).

الأحد، 6 مايو 2018

كن ناراً وثورة



كن ناراً وثورة كن بركان الغضب

جمع جهز صوب اضرب أعداءك لا تهب

وجه غضبك نحو عدوك واقذف نيراناً ولهب

اجمع شعبك هيا وانهض وانفض عنك التعب 

وحد صفك جمع جهدك لا تركن للفرقة والعتب

يا شباب الشعب الثائر حرر أرضك  ممن قد اغتصب 

اجعل خير البشر قدوتك إذ حوصر في الشُعَب

وارج رضا الرحمن ربك وادعوه مفرج الكُرَب


واصل سيرك نحو القدس فتحقيق الوعد قد اقترب


فالأمل فيك ووحدك ولا أمل في حكومات العرب

أختاه...



جودي بما في يديك من خير وفير

فالحجارة في كفك فيها من الطهر الكثير

تزودي أختاه وأربكي هذا العدو الحقير

اضربي فحجارتك تتساقط على جنودهم كالسعير

صوبي بركانك نحو أحفاد بني نضير

هذه أرضي وعرضي وأنا أقرر ما المصير

لا مكان لكهم هنا فالعودة حقي قالها الصغير قبل الكبير

وبمسيرات العودة أعلنها شعبي حي على النفير

فقرارنا واضح كالشمس إما شهادة وإما التحرير