بعد حرب #العصف_المأكول كتبت مجموعة من الخواطر القصصية بعنوان حفرة وهي عبارة عن رسائل منوعة تبدأ بمقدمة عن شخص يسير بين أنقاض الحرب فيقع في حفرة فيجد فيها مجموعة من الأوراق لكل منها حكاية
للاسف أضعت المقدمة والورقة الاولى والثانية
وهنا انشر الورقة الثالثة
للاسف أضعت المقدمة والورقة الاولى والثانية
وهنا انشر الورقة الثالثة
الورقة الثالثة
رسالة من بين الأنقاض
أبي الحبيب
عشرون سنة عشتها بين أحضانك غمرتني فيها بحبك وحنانك وربيتني فيها على حب الدين والوطن تعلمت فيها معنى الحياة، وغرست في داخلي معاني العزة والكرامة. عشرون سنة رأيت من خلالها فيك مباديء التضحية والجهاد، ومعاني العطاء والاخلاص. وها أنا لا أدري يا أبتي بعد أن ودعتك قبل ما يزيد عن عشرين يوما ماذا خبأ القدر لنا؟ ومتى ستضع الحرب أوزارها ومتى ستغادر غربان الاحتلال ارضنا الطيبة لتعود من حيث أتت، ولا أقصد هنا إلى أرضنا المحتلة في العمق الفلسطيني بل من حيث أتى هؤلاء المغضوب عليهم إلى يوم الدين. أتذكر دائماً أبتاه أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام والتي كنت تقرأها أمامنا لتزيد من ثقتنا بأن الخير قادم ولترفع من معنوياتنا حين مواجهة يهود وأعوان يهود، وها نحن في هذه الأيام نستشعر هذه الأحاديث بأن النصر من عند الله والتمكين منه وحده، والله يا والدي في كثير من المرات لو نظروا يميناً او يسارا او حتى لو نظروا للأرض لوجدونا ولكنها معية الله التي أعمت بصيرتهم رغم أنهم مدججين بأعتى أنواع الأسلحة والنواظير الليلية. نعم يا والدي الحبيب إنها معية الله التي صبرتنا طوال هذه الايام وزادنا وزوادنا وعتادنا بدأ ينفذ ولم يتبق لدينا إلا زاد التقوى. كم كنت أسمع منك احرص يا بني على الصف الأول في الصلاة ليثبتك الله وأنت في الصفوف الأولى في مواجهة العدو، كنت استغرب من إصرارك علي بهذا الطلب ولكنني الان أعيه تماماً. كم كنت تقول لي اجعل القرآن أنيسك ليكون مؤنسا لك في وقت العسرة، وها أنا أردد ما أحفظ منه وقد أكون في لحظاتي الأخيرة بعد أن أصابتني قذيفة من قذائفهم الحاقدة ولكن يا أبتي بالله عليك لا تحزن على فراقي فالملتقى الجنة بإذن الله فها أنا قدمت لحياتي كما كنت تسألني ماذا قدمت لحياتك وما الحياة إلا حياة الآخرة سلام لك يا أبي من ابنك الذي يفتخر بأنه يحمل اسمك سلام لك من أرض المعركة سلام لك من بين أصوات زخات القدائف التي عادت من جديد سلام لك سلام سلام
رسالة من بين الأنقاض
أبي الحبيب
عشرون سنة عشتها بين أحضانك غمرتني فيها بحبك وحنانك وربيتني فيها على حب الدين والوطن تعلمت فيها معنى الحياة، وغرست في داخلي معاني العزة والكرامة. عشرون سنة رأيت من خلالها فيك مباديء التضحية والجهاد، ومعاني العطاء والاخلاص. وها أنا لا أدري يا أبتي بعد أن ودعتك قبل ما يزيد عن عشرين يوما ماذا خبأ القدر لنا؟ ومتى ستضع الحرب أوزارها ومتى ستغادر غربان الاحتلال ارضنا الطيبة لتعود من حيث أتت، ولا أقصد هنا إلى أرضنا المحتلة في العمق الفلسطيني بل من حيث أتى هؤلاء المغضوب عليهم إلى يوم الدين. أتذكر دائماً أبتاه أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام والتي كنت تقرأها أمامنا لتزيد من ثقتنا بأن الخير قادم ولترفع من معنوياتنا حين مواجهة يهود وأعوان يهود، وها نحن في هذه الأيام نستشعر هذه الأحاديث بأن النصر من عند الله والتمكين منه وحده، والله يا والدي في كثير من المرات لو نظروا يميناً او يسارا او حتى لو نظروا للأرض لوجدونا ولكنها معية الله التي أعمت بصيرتهم رغم أنهم مدججين بأعتى أنواع الأسلحة والنواظير الليلية. نعم يا والدي الحبيب إنها معية الله التي صبرتنا طوال هذه الايام وزادنا وزوادنا وعتادنا بدأ ينفذ ولم يتبق لدينا إلا زاد التقوى. كم كنت أسمع منك احرص يا بني على الصف الأول في الصلاة ليثبتك الله وأنت في الصفوف الأولى في مواجهة العدو، كنت استغرب من إصرارك علي بهذا الطلب ولكنني الان أعيه تماماً. كم كنت تقول لي اجعل القرآن أنيسك ليكون مؤنسا لك في وقت العسرة، وها أنا أردد ما أحفظ منه وقد أكون في لحظاتي الأخيرة بعد أن أصابتني قذيفة من قذائفهم الحاقدة ولكن يا أبتي بالله عليك لا تحزن على فراقي فالملتقى الجنة بإذن الله فها أنا قدمت لحياتي كما كنت تسألني ماذا قدمت لحياتك وما الحياة إلا حياة الآخرة سلام لك يا أبي من ابنك الذي يفتخر بأنه يحمل اسمك سلام لك من أرض المعركة سلام لك من بين أصوات زخات القدائف التي عادت من جديد سلام لك سلام سلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق