السبت، 8 يونيو 2013

مرحلة جديدة







نكبة، تتبعها نكسة، ويصاحبهما احتلال وهزيمة وانكسار ورضوخ للأمر الواقع، يتبعها نشر ثقافة الملاطم والولولة والبكاء على الأطلال. هذا هو السيناريو الذي عمل الاحتلال الصهيوني طوال سنين مضت على فرضه على الشعب الفلسطيني، وهذه النفسية التي جيشوا كل إمكاناتهم وعملاءهم ليرسخوها في الإنسان الفلسطيني. نجحوا في ذلك لفترات عدة وساعدهم في ذلك تواطؤ المتخاذلين.
 ولأن الله تعالى يأبى إلا الخير لعباده الصالحين من أبناء هذا الشعب فسخر لهم رجالات وجماعات يوجهون الدفة ويعيدون السفينة إلى مسارها الصحيح ويقودوها بحكمة أمام العواصف العاتيات والأمواج المتلاطمات لتخرج منها السفينة وركابها أقوى وأكثر تمسكا بهذا الطريق رغم صعوباته لأنهم يعرفون أن طريق الجنة محفوف بالأشواك وطريق التحرير محفوف بالصعاب ويتطلب التضحيات.
أراد الاحتلال من الفلسطيني أن يكون بلا هوية، وأن ينسى قضيته فكان شعارهم (الكبار يموتون والصغار ينسون). مات الكبار ولكن الصغار كبروا وهم أكثر إصرارا على التحرير وأكثر تمسكا بالعودة إلى مدن وقرى أجدادهم.
رسم الصغار خارطة طريق جديدة بدمائهم بتضحياتهم بجهادهم برباطهم بيقينهم أن النصر آت لا محالة. كبر الصغار وكبرت معهم الحجارة التي هرب الجنود منها، لتصبح بندقية وبتار وياسين وقسام وإم ١٧ وفجر، ليكون ذلك إعلانا عن فجر جديد، عن مرحلة جديدة، يعلن فيها الشعب: انتهى زمن الخنوع والانكسار، انتهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، انتهت مرحلة الهزائم والنكبات والنكسات، وليعلن إنها مرحلة جديدة مرحلة الوهم المتبدد، مرحلة معركة الفرقان وحجارة السجيل.
ومن هذا المنطلق ومن هذه النفسية الجديدة كانت خطوة الحكومة من خلال وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في ذكرى النكسة بتدشين مرحلة جديدة للصراع مع المحتل تحمل معاني العزة والكرامة... معاني الجهاد والاستشهاد... معاني النصر والتحرير.فكان تدشين طابع بريد يجسد انتصار معركة السجيل وعوامل الانتصار بالمقاومة وشهداء المقاومة، ومن أمام منزل قائد المقاومة الشهيد أحمد الجعبري. من خلال طابع البريد الذي هو خير رسول للمجتمعات والشعوب وخير سفير لها يوثق تراثها وعاداتها وتقاليدها وثقافتها وتاريخها وحاضرها. فكانت رسالة هذا الطابع للعالم أجمع وللمحتل على وجه الخصوص انتصرت غزة في حجارة السجيل وقريبا سننتصر ونحرر القدس ويافا والخليل، سنتصر بإذن الله لأننا بدأنا معكم مرحلة جديدة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق