الأحد، 23 يونيو 2013

عش حياتك




هي الحياة تواصل المسير... تأخذ بأيدينا نحو المصير. نحو قدر محتوم علينا مكتوب... لا مفر منه... لا بديل عنه... لا هروب. نعيشها بين مد وجزر... في عمر مهما طال قصير... ورغم مآسيها فالفجر آتٍ بعون القدير...
نعم هذه هي الحياة بحلوها ومرها، بخيرها وشرها، بأفراحها وأتراحها، بأخبارها السارة والحزينة. هي خليط من المشاعر، ومزيج من الأحداث... وما الحياة إلا أيام تغدو مسرعة إلى حيث نهايتها لتلتقي بمن سبقها، تحمل معها أحداثاً مرت بنا، وأعمالاً قمنا بها لتصبح بحسنها وقبيحها ذكريات... وما هي إلا محطات يتنقل بينها الإنسان في حياته،
لكل محطة طبيعتها ومحدداتها، إنجازاتها وإخفاقاتها، إيجابياتها وسلبياتها، وأهم ما في هذه المحطات أشخاصها ورجالاتها، تؤثر بهم ويؤثرون بك، تتعرف على أشخاص جدد، وكذلك ينكشف لك بعض القدامى منهم. يظهر لك الرجالات على حقيقتهم فتزداد حباً لهم وتقرباً منهم، ويظهر لك آخرون بزيفهم فتبتعد عنهم.
فالحياة إذن مواقف وأحداث وأشخاص، ماضي وحاضر ومستقبل. و ما أجمل الحياة عندما يكون لك هدف وما أجمل الهدف عندما يكون فيه إرضاء لله تعالى، ويحقق مصلحة مجتمعية. وعندما تسخر حياتك ووقتك وجهدك لخدمة مجتمعك فأنت تخدم نفسك بصورة تلقائية. لذا أخي الحبيب ولأنك تعيش حياتك مرة واحدة فاغتنمها، اشغل نفسك بالخير وإلا فالشر جاهز، مداخله كثيرة وأبوابه متعددة، وما أسهل مبرراته. استفد من أوقاتك التي تمر من أمام عينيك وهي ذاهبة إلى سجل أعمالك إما بالحسنات أو السيئات، وحتى في دنياك إما تزيد من رصيد سعادتك ونجاحاتك، أو من رصيد تعاستك وفشلك. وبكل تأكيد من الخمسة التي وصانا بها المصطفى  أهمها اغتنام مرحلة الشباب، فهي مرحلة الإنتاج الدنيوي والآخري، هي مرحلة الزرع، هي المنعطف الذي يحدد مستقبلك، إما يقودك إلى بر الأمان أو إلى الهاوية. ولخطورة هذه المرحلة وأهميتها يعمل المحتل على إفساد الجيل بالمغريات الشتى وبالوسائل المتعددة، من فن ساقط إلى جنس هابط إلى مخدرات مدمرة. ويعمل على توفير هذه الأمور بين أيدي الشباب وتحت متناولهم بكل سهولة ويسر ظاناً أنه سينجح في قتل الحياة في نفوس هؤلاء الشباب، قد ينجح مع البعض الذي يظن أنه بتعاطي هذه الأمور الثلاثة يساعده في نسيان آلامه ويعاونه في الهروب من الواقع، وأنه يصعد به من هموم الحياة وكدرها إلى لحظات سعادة وتجلي، ولكنه في الواقع يزيد من آلامه، ويعقد همومه، ويصعد به إلى الهاوية. ومع ذلك كله، فإننا على يقين أنه ما زال الخير كل الخير في شبابنا، رغم العوائق التي يمرون بها في حياتهم، ورغم الصعوبات التي يواجهونها، ورغم البطالة وغيرها من هموم يعيشونها. رغم ذلك فإنني أستبشر خيراً بشبابنا وبأبنائنا، وأقول لكل منهم: أنت الأمل، أنت الغاية، أنت العنوان، أُنظر إلى المستقبل بعين التفاؤل، وحتى تصبو إلى ما تريد سر في طريق الله... و عش حياتك...فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق