(الآن بدأ العمل)، كلمات لا أنساها للشيخ الشهيد أحمد ياسين، قالها لنا في بيته بعد فوز قائمة الشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب في انتخابات نقابة المهندسين عام ٢٠٠٣. كلمات تذكرتها وأنا أرى عشاق المقاومة وهم يجتمعون في مهرجان الوفاء والثبات بمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد الياسين. وفي حديثه معنا أكمل الشيخ رحمه الله قائلاً: (الآخرون يعملون لهذه اللحظة، أما نحن فنعمل لما بعدها). هي كلمات قليلة، ولكنها معبرة وقوية وفي الصميم، وتوضح حقيقة من وهب نفسه ووقته وجهده لعقيدته ولمبادئه ولوطنه. كلمات كانت بمثابة توجيه لما بعد الفوز، وكأنه يريد أن يوصل رسالة مفهومها: لستم من الذين يبحثون عن نشوة فوز لحظية، أو انتصار وقتي، بل أنتم أصحاب مشروع ورسالة وغايات سامية، تبدأ وتنتهي بالعمل على رفع لواء الحق عالياً في كل الميادين، وفي كل فلسطين من بحرها لنهرها، ومن رفح إلى رأس الناقورة. وليس فقط في فلسطين، بل مشروعنا يشمل كل من هو فلسطيني على وجه المعمورة. وفي مهرجان الوفاء والثبات نجحت حماس في تحقيق الحشد المطلوب معنوياً وواقعياً، لتكون رسالة واضحة وقوية لكل العالم: ها هي غزة المحاصرة الجريحة، ورغم كل المؤامرات تخرج لتقول للجميع: حاصرونا ما شئتم، حاربونا كما أردتم، افعلوا ما تريدون، ولكنكم لن تجدوا منا إلا الصبر والثبات على هذه الأرض وعلى هذه المبادئ. فكان المهرجان بمثابة تفويض للمضي قدماً في مشروع المقاومة، ليس لكسر الحصار بل لتحقيق الانتصار. ومن هنا أقولها: الآن بدأ العمل لتوحيد الصفوف والجهود وشحذ الهمم تحت راية المقاومة، والسير بخطى واثقة في نهج التحرير. هذا التفويض الذي سجله أهل غزة في مهرجان المقاومة، ووقعه أهل الضفة بدمائهم في اليوم الذي سبق المهرجان، ليبرهنوا هنا وهناك أنهم عشاق الوطن، وأنهم يتوحدون تحت لواء المقاومة، فهي طريق الحرية والعزة والكرامة. والآن وقد انتهى المهرجان وحقق الهدف المرجو منه، ووصلت الرسائل كاملة وواضحة وقوية لكل المتربصين والمرجفين والمحتلين والمحاصرين، وفي نفس الوقت وصلت رسائل التطمين والثقة لكل المخلصين والمناصرين والمؤيدين وقبلهم المجاهدين، أننا كلنا مقاومة، الصغير قبل الكبير، والمرأة قبل الرجل، والشيخ قبل الشاب، ومع المقاومة حكومة وشعب، وقبلهم وبعدهم ركن شديد يأوون إليه بعد أن يخلصوا النية له ويتخذوا كافة الأسباب للنصر والتمكين بإذن الله، لذا أصبح من الواجب على كل الغيورين والمخلصين من أبناء الوطن ومن قادة الفصائل الوطنية والإسلامية أن يضعوا حداً للانقسام بالسرعة الممكنة، فكل دقيقة تمر دون تحقيق الوحدة فهي خسارة لفلسطين ومكسب للاحتلال الصهيوني، وأصبح واجباً على الجميع وخصوصاً في الضفة الغربية أن يشكلوا الدرع الواقي للمقاومة. وصار لزاماً على دعاة الإنسانية والحرية دعم هذا الشعب والوقوف بجانبه، وكذلك لم يبقى أي مبرر للدول العربية للتخلي عن دعم فلسطين وشعبها والعمل على تحريرها إن لم يكن بجيوشها فبدعم صمود الشعب المرابط وفصائله المقاومة، وبات واضحاً وجلياً للمحتل أن هذا الشعب لا يعرف إلا لغة الانتصار والفوز، إما بالنصر او بالشهادة، فمن الأنسب له أن يغادر أرضنا بلا رجعة، . وحتى يتحقق قدر الله بالنصر والتحرير بإذنه وفضله نقول للمقاومة: سيري على بركة الله فمعك من شعبك تفويض، وما أعظمه من تفويض.
الأربعاء، 26 مارس 2014
تفويض
(الآن بدأ العمل)، كلمات لا أنساها للشيخ الشهيد أحمد ياسين، قالها لنا في بيته بعد فوز قائمة الشهيد المهندس إسماعيل أبو شنب في انتخابات نقابة المهندسين عام ٢٠٠٣. كلمات تذكرتها وأنا أرى عشاق المقاومة وهم يجتمعون في مهرجان الوفاء والثبات بمناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد الياسين. وفي حديثه معنا أكمل الشيخ رحمه الله قائلاً: (الآخرون يعملون لهذه اللحظة، أما نحن فنعمل لما بعدها). هي كلمات قليلة، ولكنها معبرة وقوية وفي الصميم، وتوضح حقيقة من وهب نفسه ووقته وجهده لعقيدته ولمبادئه ولوطنه. كلمات كانت بمثابة توجيه لما بعد الفوز، وكأنه يريد أن يوصل رسالة مفهومها: لستم من الذين يبحثون عن نشوة فوز لحظية، أو انتصار وقتي، بل أنتم أصحاب مشروع ورسالة وغايات سامية، تبدأ وتنتهي بالعمل على رفع لواء الحق عالياً في كل الميادين، وفي كل فلسطين من بحرها لنهرها، ومن رفح إلى رأس الناقورة. وليس فقط في فلسطين، بل مشروعنا يشمل كل من هو فلسطيني على وجه المعمورة. وفي مهرجان الوفاء والثبات نجحت حماس في تحقيق الحشد المطلوب معنوياً وواقعياً، لتكون رسالة واضحة وقوية لكل العالم: ها هي غزة المحاصرة الجريحة، ورغم كل المؤامرات تخرج لتقول للجميع: حاصرونا ما شئتم، حاربونا كما أردتم، افعلوا ما تريدون، ولكنكم لن تجدوا منا إلا الصبر والثبات على هذه الأرض وعلى هذه المبادئ. فكان المهرجان بمثابة تفويض للمضي قدماً في مشروع المقاومة، ليس لكسر الحصار بل لتحقيق الانتصار. ومن هنا أقولها: الآن بدأ العمل لتوحيد الصفوف والجهود وشحذ الهمم تحت راية المقاومة، والسير بخطى واثقة في نهج التحرير. هذا التفويض الذي سجله أهل غزة في مهرجان المقاومة، ووقعه أهل الضفة بدمائهم في اليوم الذي سبق المهرجان، ليبرهنوا هنا وهناك أنهم عشاق الوطن، وأنهم يتوحدون تحت لواء المقاومة، فهي طريق الحرية والعزة والكرامة. والآن وقد انتهى المهرجان وحقق الهدف المرجو منه، ووصلت الرسائل كاملة وواضحة وقوية لكل المتربصين والمرجفين والمحتلين والمحاصرين، وفي نفس الوقت وصلت رسائل التطمين والثقة لكل المخلصين والمناصرين والمؤيدين وقبلهم المجاهدين، أننا كلنا مقاومة، الصغير قبل الكبير، والمرأة قبل الرجل، والشيخ قبل الشاب، ومع المقاومة حكومة وشعب، وقبلهم وبعدهم ركن شديد يأوون إليه بعد أن يخلصوا النية له ويتخذوا كافة الأسباب للنصر والتمكين بإذن الله، لذا أصبح من الواجب على كل الغيورين والمخلصين من أبناء الوطن ومن قادة الفصائل الوطنية والإسلامية أن يضعوا حداً للانقسام بالسرعة الممكنة، فكل دقيقة تمر دون تحقيق الوحدة فهي خسارة لفلسطين ومكسب للاحتلال الصهيوني، وأصبح واجباً على الجميع وخصوصاً في الضفة الغربية أن يشكلوا الدرع الواقي للمقاومة. وصار لزاماً على دعاة الإنسانية والحرية دعم هذا الشعب والوقوف بجانبه، وكذلك لم يبقى أي مبرر للدول العربية للتخلي عن دعم فلسطين وشعبها والعمل على تحريرها إن لم يكن بجيوشها فبدعم صمود الشعب المرابط وفصائله المقاومة، وبات واضحاً وجلياً للمحتل أن هذا الشعب لا يعرف إلا لغة الانتصار والفوز، إما بالنصر او بالشهادة، فمن الأنسب له أن يغادر أرضنا بلا رجعة، . وحتى يتحقق قدر الله بالنصر والتحرير بإذنه وفضله نقول للمقاومة: سيري على بركة الله فمعك من شعبك تفويض، وما أعظمه من تفويض.
الاثنين، 24 مارس 2014
تشكيل اللجان
على شاكلة قصة النملة النشيطة والمنتجة، التي قتلوا إبداعاتها وعطاءها بتشكيل لجنة إشرافية، وأخرى رقابية، وثالثة للمتابعة، ورابعة وخامسة لسبب أو لآخر، حتى عادت كباقي النمل الكسول، قررت القيادة العليا في بلد ما تشكيل لجنة لوضع خطة لدراسة خطة الخطة التي وضعتها لجان سابقة تم تشكيلها بعد أن قامت الجهة المسؤولة عن تنفيذ المشروع الذي ينتظره الجميع ويترقبه الكل بإصدار توصية بضرورة تشكيل لجان لمزيد من الاستشارات. هذا للأسف حال من لا يفقه في الإدارة شيئاً، وينظر للجان نظرة سطحية نمطية وضيقة، لذا يصبح تشكيلها عاملاً من عوامل تأخر المؤسسة وتعطيل التطور فيها، فتكون مضيعة للوقت، وإهدار للمال، وتثبيط للهمم. وجهة نظر سلبية أخرى للجان، هي أنها وسيلة من وسائل التهرب من المسؤولية وتمييع الأزمات، وكذلك طريقة مناسبة لمن يسعون إلى تسويف الحلول، والذين يعملون جاهدين على إبقاء الوضع السلبي على ما هو عليه لأسباب شخصية، حتى أنه انتشرت بين الجميع مقولة: إذا أردت أن تقضي على أمر ما شكل له لجنة. وحقيقة الأمر أن تشكيل اللجان هو أحد الوسائل لتنظيم العمل، والمساهمة في وضع تصورات لتطويره، والخروج بتوصيات مهنية ومتقدمة من خلال توسيع دائرة المشاركة من المختصين في موضوع اللجنة، والحصول على أرائهم التخصصية. وكذلك قد تكون اللجنة أداة من أدوات تسهيل العمل، وإصدار وتنفيذ القرارات بصورة أكبر فاعلية، حيث يتولد شعور من الانتماء لدى أعضاء اللجنة لمؤسستهم إذا ما تم تبني توصياتهم، حينها يكون لهم دور فعال في الترويج لهذه القرارات، لأن فيها رؤيتهم وبصمتهم وتصوراتهم للقضايا المطروحة للتنفيذ. والحكم على إيجابية تشكيل اللجان أو سلبيتها ينبع من فهم الغرض من تشكيلها، والهدف منها، وهل هي صورية أم واقعية، وكذلك كيفية نظرة الإدارة العليا لها وقناعتها بها. وحتى يستفاد من هذه الوسيلة الإدارية، وتكون عامل نجاح للمؤسسة يجب أن يتم اختيار أعضائها بدقة ومهنية، وشرط أساسي أن يكونوا ذوي خبرة بموضوع اللجنة، مع تحديد الهدف المنشود من هذه اللجنة. وحتى تكون اللجنة فاعلة وعملية يجب ألا يكون عددها كبير ولا قليل كذلك، بحيث لا يقل عن ثلاثة ولا يزيد عن سبعة، مع تحديد وقت لقيام اللجنة بمهامها، ورفع التوصيات المطلوبة منها. وكذلك على إدارة المؤسسة تحديد القضايا التي بالفعل بحاجة لتشكيل لجنة خاصة لها، وكذلك تحديد الأمور التي تحتاج إلى لجنة دائمة، على أن لا تطول مدة عضوية هذه اللجنة، حتى لا يتولد الملل لدى أعضائها أو يستملكهم الروتين والرتابة في عملها. وأحد عوامل نجاح اللجان هو التجانس والتآلف بين أعضائها، وتزداد نجاعتها عندما يكون رئيسها مؤمناً بأهدافها، وديناميكياً في إدارتها، وإلا ستكون لجنة فاشلة منذ بداية تكوينها. وخلاصة الكلام أن اللجان ضرورة من ضروريات العمل، ولكن دون الإفراط في الاعتماد عليها بكل كبيرة وصغيرة من أعمال المؤسسة، وهي كذلك وسيلة من وسائل اتخاذ القرارات داخل المؤسسة، والمدير الناجح وكذلك الفاشل يعتمد عليها في إدارة مؤسسته، ولكل له من وراء ذلك مقصوده الخاص.
الخميس، 20 مارس 2014
وطن
من جديد تؤكد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على نهجها وفهمها لحقيقة الصراع بين الشعب الفلسطيني وبين الاحتلال الصهيوني. ويأتي التأكيد هذه المرة على لسان رأس هرمها التنظيمي الأستاذ خالد مشعل "أبي الوليد"، ليقطع أي مجال للتشكيك برؤية الحركة المستقبلية حول طبيعة إدارة المعركة مع الاحتلال، أو القبول بنتائج المفاوضات العبثية، والتي كرس لها الاحتلال ووسطاؤه كل وقتهم واهتماماتهم عساهم يحصلون على المزيد من التنازلات ممن نصبوا أنفسهم مفاوضين عن الشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني براء من هذه المفاوضات، وخصوصاً أنها لن تعيد له حقاً من حقوقه، كيف ذلك وراعي المفاوضات يميل كل الميل للجانب اليهودي؟، فجسده في قاعات المفاوضات، ولكن عقله وقلبه مرتبطان باللوبي الصهيوني، وعينه على الانتخابات الرئاسية القادمة. قالها أبو الوليد صريحة وبلا مقدمات: (المقاومة لن تتوقف إلا بتحرير فلسطين). وعندما يعلن أكبر فصيل مقاوم أن القضية الفلسطينية لن تخرج من حالتها الراهنة إلا بتجديد روح الجهاد والمقاومة، فاعلم أن الوطن بخير، ولن يحلم الصهاينة بإذن الله بتمرير مخططاتهم على شعب اتخذ من النضال والجهاد استراتيجية واضحة له للتحرير الكامل والشامل، ليس في غزة لوحدها، بل في الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام ٤٨، وليس داخل حدود الوطن فقط بل في الشتات كذلك. وطالما أن الوطن للجميع ومن الجميع، ولن يكون إلا بتضافر وتكامل الجهود المخلصة والشراكة الكاملة من أبنائه الغيورين عليه، وليس من أولئك الذين يتساقطون يوماً بعد يوم، يعرون بعضهم البعض، وتعريهم الأيام، تكشفهم الأحداث على حقيقتهم، ويظهرون على طبيعتهم، بعد أن يزول عنهم زيف الوطنية المصطنع، فهؤلاء لا مكان لهم على ثرى الوطن الطاهر، الذي ارتوى بدماء الشهداء، وعرق المجاهدين، ودموع المرابطين على الثغور، يقفون على مشارف الوطن ويتطلعون إلى تحريره. ولأن الوطن بحاجة إلى جميع الجهود المخلصة، فما أقواها وما أجملها من عبارات خرجت على لسان قائد آخر من قادة فلسطين ألا وهو الدكتور رمضان شلح ليعلن أن الجهاد وحماس شركاء في الحرب والسلم. فهي وحدة العقيدة، ووحدة الدم، ووحدة الانتماء لهذا الوطن. فكان هذا الخطاب بمثابة صاروخ آخر من صواريخ كسر الصمت، بل لا أبالغ إن قلت أن هذا الخطاب كان أكثر ضراوة على بني صهيون وأكثر ألماً عليهم من كل الصواريخ التي دكت الأراضي المحتلة في هذه العملية النوعية، التي أثبتت الوعي العسكري والسياسي للمقاومة على حد سواء. جاء هذا الخطاب ليفتح عهداً جديداً من الشراكة الميدانية، وليرسم فصلاً جديداً من فصول المقاومة والتحرير، والبناء والتعمير، وهذه هي الشراكة التي يحتاجها الوطن، وقد يكون احتياجه لها في حالة السلم ليس بأقل أهمية أو ضرورة من احتياجه لها في حالة الحرب. وعندما يكون الوطن هو العنوان تذوب المسميات، وتتلاشى الاختلافات، وتتكاتف الأيدي ليسمو الصرح ويزداد شموخاً، ويعلو علم فلسطين فوق أي راية حزبية، فالوطن فوق الجميع وقبل الجميع. والوطن لمن يدافع عنه ويحميه، وليس لمن يستغل قضاياه لمآربه الشخصية، فهو ساقط ساقط لا محال، الوطن لمن يرفعون سلاح المقاومة والجهاد، وليس لمن يرفعون وثائق التنازلات والفساد لبعضهم البعض، ومع ذلك نقول أن طريق العزة والتحرير واضح، وطريق الذل والمذلة بينه المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما قال: (ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا). فمتى تشبثنا جميعاً بهذا النهج حينها سيكون لنا بإذن الله وطن.
الأربعاء، 19 مارس 2014
مكان
مررت على مكان
بحثت عن إنسان
كان لي معه ذكريات محفورة في الوجدان
لم اجده
فظننت اني تهت في العنوان
طافت عيناي في جميع الأركان
انه المكان نفس المكان
فتيقنت حينها ان المكان بلا ذلك الانسان يفقد الأركان فيتوه حينها العنوان
بحثت عن إنسان
كان لي معه ذكريات محفورة في الوجدان
لم اجده
فظننت اني تهت في العنوان
طافت عيناي في جميع الأركان
انه المكان نفس المكان
فتيقنت حينها ان المكان بلا ذلك الانسان يفقد الأركان فيتوه حينها العنوان
الأربعاء، 12 مارس 2014
M75
في قصيدة لها بعد معركة حجارة السجيل أوجزت الشاعرة المبدعة إلهام أبو ظاهر أصول الحكاية بيننا وبين الاحتلال الصهيوني بدأتها بالإشارة إلى مظلومية الشعب الفلسطيني، والتأكيد على أنه لكل ظالم أوان، وأنهتها بكلمات تنقش بمداد من ذهب تقول فيها: (الدولة تبنيها الإرادة، والسيادة للبارود). هذه المعادلة التي فهمتها جيداً المقاومة الفلسطينية، فجسدتها على أرض الواقع، فنتج عنها حكومة تحمي مقاومة، ومقاومة تحمي شعباً، وشعب يحمي مقاومة. وكان ما كان في الحرب الأخيرة مع الاحتلال، وهي بكل تأكيد ليست أخر حرب، فطالما هناك احتلال فلن تتوقف الحروب معه، فستبقى حتى دحر آخر صهيوني من هذه الأرض المباركة، فلا مكان لهم هنا، مهما طال احتلالهم، ومهما زادت غطرستهم، ومهما كان إجرامهم، فلا بقاء لهم في فلسطين، وعندما نقول فلسطين فهي فلسطين التي حفظناها في قلوبنا، ورسمت حدودها المقاومة بدماء شهدائها منذ أول لحظة احتلال؛ ولن تبخل المقاومة بتقديم أرواح قادتها رخيصة في سبيل الله لتحرير فلسطين من دنس يهود، فارتقى القائد تلو القائد: صلاح شحادة والعياش ومفكر المقاومة الدكتور إبراهيم المقادمة، والقائمة تطول وليس بآخرها قائد الأركان وقاهر السجان الشهيد أحمد الجعبري، والذي بدمائه أشعلها حرباً على الطغيان، فكانت حجارة السجيل، بكل ما حملته من معاني التصدي والمقاومة، وبكل ما شهدته من ابتكارات في فنون المواجهة والقتال، وبكل تأكيد كان أبرزها ذلك الصاروخ الطويل، طويل المدى وعميق الأثر. هذا الصاروخ الذي أبهر العالم أجمع، فكيف لشعب محاصر، يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، أن يقوم بتصنيع صاروخ يصل مداه إلى العمق الصهيوني في المدن المحتلة، فيصعقهم، ويقلب موازين تفكيرهم وخططهم، ويجعلهم يعيدون حساباتهم في أي مواجهة قادمة. والذي صنع صاروخاً يصل مداه إلى ٧٥ كم قادر على صنع صواريخ أخرى، وقادر في المرات القادمة على تصويب الهدف بصورة أكثر دقة وأكثر إيلاماً بإذن الله. فهذه مقاومة تستمد قوتها وقدراتها من توكلها على الله تعالى واعتمادها عليه، فتتساقط أمامها كل المؤامرات وكل محاولات الاجتثاث لأنها ثابتة ثبات الجبال، ولأنها بإيمانها بقضيتها تستسهل الصعاب، ولا تعرف المستحيل. لم يستطع المحتل اجتثاث المقاومة من هذا الشعب لأن المقاومة هي الشعب، ولن تستطيع أي جهة محلية أو عربية أو دولية حظر المقاومة لأنها أصبحت بركاناً متقداً لن تخمده أي محاولات عبثية هنا أو هناك، فهي جزء من كيان الصغير قبل الكبير، والامرأة قبل الرجل. لقد أصبحت المقاومة رمز هذا الشعب ومصدر عزته وعنوان كرامته. ولأن الشهداء يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله ومن ثم في سبيل تحرير الوطن، فإن المقاومة تحاول أن تفيهم حقهم ولو بالجزء اليسير عما قدموه، فكان الوفاء للشهيد ابراهيم المقادمة باختيار اسمه ليرمز إلى صاروخ السجيل، وتواصل الوفاء في ذكرى استشهاده بافتتاح صرح جميل ومعبر يحمل مجسماً للصاروخ في ميدان من ميادين غزة، ليبقى رمزاً ومعلماً من معالم هذه المدينة الصابرة، وليحفر في أذهان الجميع أمرين، أحدهما أن المقاومة هي العنوان أو السيادة للبارود، وثانيهما أن غزة ومقاومتها وفية لرجالاتها وشهدائها. وهنا أوجه دعوة لكل بلديات القطاع: زينوا ميادينكم بمعالم تجسد الثوابت الفلسطينية، لترسخ في أذهان الجميع، ولتكون عنواناً لمدنكم، واتخذوا من هذا الصرح وهذا المعلم حافزاً لكم، وكل الشكر لمن فكر وصمم ونفذ هذا الصرح صرح ال M75.
الأحد، 9 مارس 2014
عمل
طلب أحد الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي النصيحة وهو يباشر أول أيام عمله رسمياً، فوجدت نفسي أكتب هذه التغريدات، فأحببت أن أضعها بين أيديكم، عسى تكون فيها الفائدة للبعض:
حبك لعملك يمكنك من أن تبدع فيه، ويؤهلك لتحقيق الإنجازات.
إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه.
أي عمل يخلو من الإخلاص يشوبه خلل.
التخطيط، الثقة، التفويض، التعاون، التكامل، التنسيق، المتابعة، المحاسبة، المراقبة، الإخلاص... أبجديات النجاح في العمل.
ما أجمل أن تذهب مبكراً إلى عملك وتعلو وجهك ابتسامة وقلبك مليء بالسعادة.
إياك في عملك أن تقبل أن تكون زيادة عددية، بل احرص على أن تكون إضافة نوعية.
إبدأ بعملك، اخلص النية لله، واعمل بمهنية، حينها ستجد أعمالك تتحدث عنك، ولن يستطيع أحد سرقة إنجازاتك، أو التقليل من قيمتها.
ضع نصب عينيك وأنت تؤدي عملك أن فهم الدين بصورة صحيحة يجب أن يجسد في معاملتك مع الآخرين.
من زاد كلامه عن أعماله قلل من بركتها وثوابها، ولا تنس ما جاء في حديث المصطفي: (....وقد قيل).
لا تعتقد أن أي مكان عمل يخلو من المشاكل أو الاختلافات في وجهات النظر بين الموظفين وبعضهم، أو بينهم وبين والمسؤولين.
لا تحقرن أعمال الآخرين، فقد تكون معرضاً لنفس الأمر في أي لحظة، ولزملائك كما لك عيون وألسن.
في الميزان الإلهي: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)، ولن يفلح العمل الدنيوي إلا بهذه القاعدة، على مبدأ الثواب والعقاب.
لتعلم أنه كما الابتسامة في وجه المراجعين صدقة، فهي كذلك تمتص غضبهم مهما كان.
دوام الحال من المحال، فإما ترتقي بإنجازاتك، أو تتأخر بإخفاقاتك.
الطموح للارتقاء في المناصب في العمل أمر جيد، ولكن الحرص على ذلك بأي ثمن يعتبر قمة الانحطاط، فالغاية لا تبرر الوسيلة.
اجعل الصدق والمهنية أساس تقييم أعمال رئيسك ومرؤوسيك وزملائك في العمل، دون مجاملة أو إطراء زائد أو تبخيس أو انتقاص منها.
تملقك من مسؤوليك في العمل، والتكلف في الإطراء عليهم، قد ينفعك لحظياً، ولكنه يحطم شخصيتك، ويؤدي إلى نهاية حياتك العملية بصورة غير مشرفة.
نجاحك وتميزك في أعمالك قد يؤدي ببعض الحاقدين إلى تشويهها، أو التقليل منها، واصل طريقك، فالله أعلم بخبايا الأنفس.
لا تحمل هموم البيت إلى العمل، ولا تحمل هموم العمل إلى بيتك، فحاول أن تفصل بين هذا وذاك ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
تأكد وأنت تبحث عن فرصة عمل أن الرزاق هو الله، وأن العاطي هو الله، وأن المانح هو الله، وأن المانع هو الله.
حاور حتى آخر لحظة، واستمع إلى رأي الآخرين بنية تقبل وجهات النظر.
المطلوب منك في عملك كثير، لذا لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
الأعمال في أوقاتها يجعلها أكثر فائدة وذات قيمة أكبر، لذا اجتهد في تأدية الأعمال في وقتها.
مهما أصابك من تعب أثناء عملك تذكر: (من أمسى كالاًّ من عمل يده أمسى مغفوراً له).
وفي النهاية تذكر خير الكلام حديث المصطفى: (خير الناس أنفعهم للناس)، وقوله: (لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من أن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة)، فما بالك إذا حاجته عندك.
وصدق المولى الكريم الذي يقول: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).
الخميس، 6 مارس 2014
بيت المقدس
لا يزال الاحتلال يمارس سياسته في العمل على تهويد القدس ومحاولة هدم المسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم مكانه، وتهجير أهالي المدينة المقدسيين من أراضيهم وبيوتهم. ومن أجل تحقيق هذا الهدف يسخر كل طاقاته وإمكاناته، ويجند كل قواه الإعلامية، لينقل للعالم أوهامه بأحقيته المزعومة فيما يقوم به من إجرام بحق الأرض وساكنيها. تنوع هذا الإجرام من تدنيس للمسجد الأقصى بعد تدنيس حائط البراق؛ حفريات مستمرة في كل مكان؛ هدم للمقابر الإسلامية؛ تغيير معالم ومسميات أحياء وشوارع؛ اقتحامات من المستوطنين ومن المتطرفين مدعومة ومحمية من الجنود؛ محاولات سياسية مستمرة لإسقاط ملف القدس من المفاوضات العبثية؛ ومحاولة كيرية لإيجاد عاصمة بديلة لفلسطين؛ ولا أدري ماذا تبقى من فلسطين. وما يهمنا في هذا المقال هي درة فلسطين، بل درة العالم الإسلامي، وكيف لا تكون كذلك وهي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين التي تشد لها الرحال، مسرى المصطفى ومعراجه إلى السماء!. وأمام هذه الهجمة الشرسة والمخططات الصهيونية الحاقدة لا تجد حراكاً مضاداً يكافئ تكالب الاحتلال، رغم أننا ندافع عن حق وهم يدافعون عن الباطل. صحيح أن المرابطين لا يتركون المسجد الأقصى، يدافعون عنه بصدور يملؤها الإيمان، وهم برباطهم وبدفاعهم عن المقدسات يخربون مخططات يهود، ويؤخرون تنفيذها، وندعو الله ألا يتمكنوا من تمرير نواياهم السوداء في لحظة غفلة من العالم، وخصوصاً العالم الإسلامي، وما أكثرها هذه الأيام، فالكل العربي مشغول بنزاعاته الداخلية من انقلابات واقتتال داخلي ومعارك سياسية وطائفية وغيره من أمور مخزية تدلل على درجة الحضيض التي وصلت لها الأمة بمختلف شعوبها إلا القليل منها، وحتى هؤلاء البعض منهم قد ينقصه الفهم أو الوعي وربما في بعض الأحيان الانتماء. إذن هي حالة مزرية ينبغي معها دق نواقيس الخطر والإنذار لتقرع معها طبول الحرب الإعلامية والسياسية ولم لا الجهادية كذلك. واستبشرنا خيراً الأسبوع الماضي عندما قرر البرلمان الأردني طرد سفير الكيان الصهيوني واستدعاء السفير الأردني، وإن لم يتم حسب المنشور صحفياً تنفيذ هذا القرار، ونخشى أن يكون مجرد فرقعات إعلامية رغم إيجابيته، فالحراك مهما كان أفضل من السكون والسكوت، شريطة ألا يكون مسكناً للجراح المفتوحة في هذا الجانب. تبع هذا القرار تصريحات وزير الأوقاف الأردني وتهديداته إن مرر الكنيست التصويت على الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية رغم مخالفة ذلك لاتفاق وادي عربة، والذي ينص نصاً صريحاً على الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، ولكن متى احترم يهود الاتفاقات والعهود؟ وكنا نتوقع هبة مصرية على كافة المستويات نصرة للقدس وللأقصى، ولكن للأسف الشديد جاء قرار وزارة الأوقاف بإلغاء لجنة القدس التابعة للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في خطوة لن يستفيد منها إلا الاحتلال الصهيوني، وليت هذه الخطوات وقفت عند هذا الحد. وإجمالاً فالمطلوب من الجميع حكومات وشعوب ومجتمعات ومؤسسات وأفراد المزيد من الاهتمام بالقدس قبل أن تضيع، فالحراك الحالي لا يرقى المستوى المطلوب، ومع ذلك فإننا نستبشر خيراً، فمن فضل الله تعالى الذي بارك هذه الأرض أنه جعل فيها شعباً وصفهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بقوله: (لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).
السبت، 1 مارس 2014
مقاطعة
(سلسلة محلات "كايزرس تنجيلمان" الألمانية تؤكد رفعها منتجات المستوطنات من قائمة المعروضات بالسلسلة)، (أكثر من 120 أكاديمي إيرلندي يوقعون تعهداً بمقاطعة المؤسسات الإسرائيلية إلى أن تحترم الحقوق الفلسطينية)، (تنامي الرفض الأوروبي لشراء منتجات إسرائيلية مصنعة)، (بنك ألماني يقاطع بنك إسرائيلي بسبب دعمه للاستيطان)، (نتينياهو: المقاطعة الأكاديمية ضد السامية، ويجب الوقوف ضدها بقوة)، (رئيس البرلمان الدنماركي يستعد لزيارة الضفة والقطاع فقط دون إسرائيل)، (ثمانية مليار دولار خسارة اسرائيل المتوقعة من مقاطعة منتجاتها في أوروبا). هذه وغيرها كانت مجموعة من عناوين الأخبار خلال الأسبوعين الأخيرين. إذن فهو تصاعد في وتيرة المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية، وبدايات في المقاطعة السياسية. ولا أبالغ إذا قلت أن نظرة الغرب لطفل أمريكا المدلل بدأت تتغير مع اشتداد الحصار المفروض على قطاع غزة. فمن باب حب الفضول، بدأ الغرب يتساءل عن غزة وسبب حصارها، وعن طبيعة هذا الحصار، فزادت المشاركة في قوافل كسر الحصار البرية والبحرية. قدموا إلى غزة فرأوا الواقع بأعينهم، فنقلوا مشاهداتهم بعد أن تغيرت بعض مفاهيمهم الخاطئة التي رسخها اللوبي الإعلامي المتصهين في أذهانهم لفترات طويلة عن حقيقة الصراع في الشرق الأوسط. ذهبوا إلى الضفة الغربية، ساروا قرب الجدار، واكتشفوا حجم الإستيطان، فعرفوا جزءاً من الحقيقة، حقيقة المحتل الذي بدأ الزيف يزول عنه، ويدأ يتعرى أمام العالم الحر، ليظهر على حقيقته، لتبدأ معها رواية الشعب المظلوم المضطهد تتلاشى، لدرجة أن البعض بدأ يكذبها، ليس تغييراً للتاريخ، بل إقراراً للواقع. وهذا سؤال مشروع رفعه بعض أحرار العالم: إذا رفضنا المحرقة والهولوكست ضد اليهود، فكيف نقبل الحصار والاستيطان والإجرام بحق الفلسطينيين؟. الفلسطينيون الذين ظل الصهاينة يصورون للعالم أنهم من آكلي لحوم البشر بإجرامهم المزعوم ضد الصهاينة بعملياتهم الانتحارية كما كانوا يصفونها، فهذا لا يجوز!. وأما قتل أطفال فلسطين الأبرياء فهو جائز، لأنهم في المستقبل قد يصبحون كاميكازيين!. المستقبل الذي يخاف منه الصهاينة ليس فقط من الأطفال، الذين حاولوا لسنوات طوال تغييبهم، وعملوا على تنفيذ شعارهم: (الكبار يموتون والصغار ينسون)، فأصبح الواقع: (الكبار يُذَكِرون والصغار يواصلون)، فواصل الصغار مقاومة الاحتلال بكل ما يملكون من مقومات المقاومة، وبكافة أنواعها، وعلى كافة الجبهات، فكانوا خير رسل لقضيتهم. وساعدهم على المضي قدماً في هذا الطريق، أنهم يدافعون عن قضية إنسانية لا يختلف عليها إثنان، وكذلك سخروا الاعلام الجديد لنشر الحقيقة ولفضح الاحتلال، فتنوع مصدر المعلومة ونقلها كما هي بشفافية ومصداقية ساهم في فضح الصهاينة، فكانت ردة فعل أحرار العالم هذه البدايات البسيطة الصادقة من المقاطعة، ولكنها عظيمة ومؤثرة إن استغلت بصورة صحيحة، وإن استمر الحراك الإعلامي والشعبي ضد الاستيطان وضد الجدار وضد الحصار، وباختصار قل ضد الاحتلال. هذا الحراك الذي لا ننكر أن للتواجد الفلسطيني في أوروبا على وجه التحديد الفضل الأكبر فيه، فبتواصلهم مع الجمعيات والأحزاب والبرلمانيين استطاعوا كسر الجدار النفسي العازل الذي بناه الصهاينة، والذي ظاهره فيه حمايتهم من الفلسطينيين المجرمين وباطنه فيه قلب الوقائع والأحداث، وعندما وضحت الصورة وانقشع الزيف انهدم معه الجدار لتمتد من خلاله المساعي النبيلة بالوقوف بجانب الحق ولدحض الباطل، ومع ذلك فإن العالم الحر مطالب بالاستمرار في مقاومة الاحتلال الظالم بكافة الأسلحة المشروعة ومنها سلاح المقاطعة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)