لا يزال الاحتلال يمارس سياسته في العمل على تهويد القدس ومحاولة هدم المسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم مكانه، وتهجير أهالي المدينة المقدسيين من أراضيهم وبيوتهم. ومن أجل تحقيق هذا الهدف يسخر كل طاقاته وإمكاناته، ويجند كل قواه الإعلامية، لينقل للعالم أوهامه بأحقيته المزعومة فيما يقوم به من إجرام بحق الأرض وساكنيها. تنوع هذا الإجرام من تدنيس للمسجد الأقصى بعد تدنيس حائط البراق؛ حفريات مستمرة في كل مكان؛ هدم للمقابر الإسلامية؛ تغيير معالم ومسميات أحياء وشوارع؛ اقتحامات من المستوطنين ومن المتطرفين مدعومة ومحمية من الجنود؛ محاولات سياسية مستمرة لإسقاط ملف القدس من المفاوضات العبثية؛ ومحاولة كيرية لإيجاد عاصمة بديلة لفلسطين؛ ولا أدري ماذا تبقى من فلسطين. وما يهمنا في هذا المقال هي درة فلسطين، بل درة العالم الإسلامي، وكيف لا تكون كذلك وهي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين التي تشد لها الرحال، مسرى المصطفى ومعراجه إلى السماء!. وأمام هذه الهجمة الشرسة والمخططات الصهيونية الحاقدة لا تجد حراكاً مضاداً يكافئ تكالب الاحتلال، رغم أننا ندافع عن حق وهم يدافعون عن الباطل. صحيح أن المرابطين لا يتركون المسجد الأقصى، يدافعون عنه بصدور يملؤها الإيمان، وهم برباطهم وبدفاعهم عن المقدسات يخربون مخططات يهود، ويؤخرون تنفيذها، وندعو الله ألا يتمكنوا من تمرير نواياهم السوداء في لحظة غفلة من العالم، وخصوصاً العالم الإسلامي، وما أكثرها هذه الأيام، فالكل العربي مشغول بنزاعاته الداخلية من انقلابات واقتتال داخلي ومعارك سياسية وطائفية وغيره من أمور مخزية تدلل على درجة الحضيض التي وصلت لها الأمة بمختلف شعوبها إلا القليل منها، وحتى هؤلاء البعض منهم قد ينقصه الفهم أو الوعي وربما في بعض الأحيان الانتماء. إذن هي حالة مزرية ينبغي معها دق نواقيس الخطر والإنذار لتقرع معها طبول الحرب الإعلامية والسياسية ولم لا الجهادية كذلك. واستبشرنا خيراً الأسبوع الماضي عندما قرر البرلمان الأردني طرد سفير الكيان الصهيوني واستدعاء السفير الأردني، وإن لم يتم حسب المنشور صحفياً تنفيذ هذا القرار، ونخشى أن يكون مجرد فرقعات إعلامية رغم إيجابيته، فالحراك مهما كان أفضل من السكون والسكوت، شريطة ألا يكون مسكناً للجراح المفتوحة في هذا الجانب. تبع هذا القرار تصريحات وزير الأوقاف الأردني وتهديداته إن مرر الكنيست التصويت على الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية رغم مخالفة ذلك لاتفاق وادي عربة، والذي ينص نصاً صريحاً على الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، ولكن متى احترم يهود الاتفاقات والعهود؟ وكنا نتوقع هبة مصرية على كافة المستويات نصرة للقدس وللأقصى، ولكن للأسف الشديد جاء قرار وزارة الأوقاف بإلغاء لجنة القدس التابعة للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في خطوة لن يستفيد منها إلا الاحتلال الصهيوني، وليت هذه الخطوات وقفت عند هذا الحد. وإجمالاً فالمطلوب من الجميع حكومات وشعوب ومجتمعات ومؤسسات وأفراد المزيد من الاهتمام بالقدس قبل أن تضيع، فالحراك الحالي لا يرقى المستوى المطلوب، ومع ذلك فإننا نستبشر خيراً، فمن فضل الله تعالى الذي بارك هذه الأرض أنه جعل فيها شعباً وصفهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بقوله: (لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).
الخميس، 6 مارس 2014
بيت المقدس
لا يزال الاحتلال يمارس سياسته في العمل على تهويد القدس ومحاولة هدم المسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم مكانه، وتهجير أهالي المدينة المقدسيين من أراضيهم وبيوتهم. ومن أجل تحقيق هذا الهدف يسخر كل طاقاته وإمكاناته، ويجند كل قواه الإعلامية، لينقل للعالم أوهامه بأحقيته المزعومة فيما يقوم به من إجرام بحق الأرض وساكنيها. تنوع هذا الإجرام من تدنيس للمسجد الأقصى بعد تدنيس حائط البراق؛ حفريات مستمرة في كل مكان؛ هدم للمقابر الإسلامية؛ تغيير معالم ومسميات أحياء وشوارع؛ اقتحامات من المستوطنين ومن المتطرفين مدعومة ومحمية من الجنود؛ محاولات سياسية مستمرة لإسقاط ملف القدس من المفاوضات العبثية؛ ومحاولة كيرية لإيجاد عاصمة بديلة لفلسطين؛ ولا أدري ماذا تبقى من فلسطين. وما يهمنا في هذا المقال هي درة فلسطين، بل درة العالم الإسلامي، وكيف لا تكون كذلك وهي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين التي تشد لها الرحال، مسرى المصطفى ومعراجه إلى السماء!. وأمام هذه الهجمة الشرسة والمخططات الصهيونية الحاقدة لا تجد حراكاً مضاداً يكافئ تكالب الاحتلال، رغم أننا ندافع عن حق وهم يدافعون عن الباطل. صحيح أن المرابطين لا يتركون المسجد الأقصى، يدافعون عنه بصدور يملؤها الإيمان، وهم برباطهم وبدفاعهم عن المقدسات يخربون مخططات يهود، ويؤخرون تنفيذها، وندعو الله ألا يتمكنوا من تمرير نواياهم السوداء في لحظة غفلة من العالم، وخصوصاً العالم الإسلامي، وما أكثرها هذه الأيام، فالكل العربي مشغول بنزاعاته الداخلية من انقلابات واقتتال داخلي ومعارك سياسية وطائفية وغيره من أمور مخزية تدلل على درجة الحضيض التي وصلت لها الأمة بمختلف شعوبها إلا القليل منها، وحتى هؤلاء البعض منهم قد ينقصه الفهم أو الوعي وربما في بعض الأحيان الانتماء. إذن هي حالة مزرية ينبغي معها دق نواقيس الخطر والإنذار لتقرع معها طبول الحرب الإعلامية والسياسية ولم لا الجهادية كذلك. واستبشرنا خيراً الأسبوع الماضي عندما قرر البرلمان الأردني طرد سفير الكيان الصهيوني واستدعاء السفير الأردني، وإن لم يتم حسب المنشور صحفياً تنفيذ هذا القرار، ونخشى أن يكون مجرد فرقعات إعلامية رغم إيجابيته، فالحراك مهما كان أفضل من السكون والسكوت، شريطة ألا يكون مسكناً للجراح المفتوحة في هذا الجانب. تبع هذا القرار تصريحات وزير الأوقاف الأردني وتهديداته إن مرر الكنيست التصويت على الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية رغم مخالفة ذلك لاتفاق وادي عربة، والذي ينص نصاً صريحاً على الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، ولكن متى احترم يهود الاتفاقات والعهود؟ وكنا نتوقع هبة مصرية على كافة المستويات نصرة للقدس وللأقصى، ولكن للأسف الشديد جاء قرار وزارة الأوقاف بإلغاء لجنة القدس التابعة للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في خطوة لن يستفيد منها إلا الاحتلال الصهيوني، وليت هذه الخطوات وقفت عند هذا الحد. وإجمالاً فالمطلوب من الجميع حكومات وشعوب ومجتمعات ومؤسسات وأفراد المزيد من الاهتمام بالقدس قبل أن تضيع، فالحراك الحالي لا يرقى المستوى المطلوب، ومع ذلك فإننا نستبشر خيراً، فمن فضل الله تعالى الذي بارك هذه الأرض أنه جعل فيها شعباً وصفهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بقوله: (لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق