(سلسلة محلات "كايزرس تنجيلمان" الألمانية تؤكد رفعها منتجات المستوطنات من قائمة المعروضات بالسلسلة)، (أكثر من 120 أكاديمي إيرلندي يوقعون تعهداً بمقاطعة المؤسسات الإسرائيلية إلى أن تحترم الحقوق الفلسطينية)، (تنامي الرفض الأوروبي لشراء منتجات إسرائيلية مصنعة)، (بنك ألماني يقاطع بنك إسرائيلي بسبب دعمه للاستيطان)، (نتينياهو: المقاطعة الأكاديمية ضد السامية، ويجب الوقوف ضدها بقوة)، (رئيس البرلمان الدنماركي يستعد لزيارة الضفة والقطاع فقط دون إسرائيل)، (ثمانية مليار دولار خسارة اسرائيل المتوقعة من مقاطعة منتجاتها في أوروبا). هذه وغيرها كانت مجموعة من عناوين الأخبار خلال الأسبوعين الأخيرين. إذن فهو تصاعد في وتيرة المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية، وبدايات في المقاطعة السياسية. ولا أبالغ إذا قلت أن نظرة الغرب لطفل أمريكا المدلل بدأت تتغير مع اشتداد الحصار المفروض على قطاع غزة. فمن باب حب الفضول، بدأ الغرب يتساءل عن غزة وسبب حصارها، وعن طبيعة هذا الحصار، فزادت المشاركة في قوافل كسر الحصار البرية والبحرية. قدموا إلى غزة فرأوا الواقع بأعينهم، فنقلوا مشاهداتهم بعد أن تغيرت بعض مفاهيمهم الخاطئة التي رسخها اللوبي الإعلامي المتصهين في أذهانهم لفترات طويلة عن حقيقة الصراع في الشرق الأوسط. ذهبوا إلى الضفة الغربية، ساروا قرب الجدار، واكتشفوا حجم الإستيطان، فعرفوا جزءاً من الحقيقة، حقيقة المحتل الذي بدأ الزيف يزول عنه، ويدأ يتعرى أمام العالم الحر، ليظهر على حقيقته، لتبدأ معها رواية الشعب المظلوم المضطهد تتلاشى، لدرجة أن البعض بدأ يكذبها، ليس تغييراً للتاريخ، بل إقراراً للواقع. وهذا سؤال مشروع رفعه بعض أحرار العالم: إذا رفضنا المحرقة والهولوكست ضد اليهود، فكيف نقبل الحصار والاستيطان والإجرام بحق الفلسطينيين؟. الفلسطينيون الذين ظل الصهاينة يصورون للعالم أنهم من آكلي لحوم البشر بإجرامهم المزعوم ضد الصهاينة بعملياتهم الانتحارية كما كانوا يصفونها، فهذا لا يجوز!. وأما قتل أطفال فلسطين الأبرياء فهو جائز، لأنهم في المستقبل قد يصبحون كاميكازيين!. المستقبل الذي يخاف منه الصهاينة ليس فقط من الأطفال، الذين حاولوا لسنوات طوال تغييبهم، وعملوا على تنفيذ شعارهم: (الكبار يموتون والصغار ينسون)، فأصبح الواقع: (الكبار يُذَكِرون والصغار يواصلون)، فواصل الصغار مقاومة الاحتلال بكل ما يملكون من مقومات المقاومة، وبكافة أنواعها، وعلى كافة الجبهات، فكانوا خير رسل لقضيتهم. وساعدهم على المضي قدماً في هذا الطريق، أنهم يدافعون عن قضية إنسانية لا يختلف عليها إثنان، وكذلك سخروا الاعلام الجديد لنشر الحقيقة ولفضح الاحتلال، فتنوع مصدر المعلومة ونقلها كما هي بشفافية ومصداقية ساهم في فضح الصهاينة، فكانت ردة فعل أحرار العالم هذه البدايات البسيطة الصادقة من المقاطعة، ولكنها عظيمة ومؤثرة إن استغلت بصورة صحيحة، وإن استمر الحراك الإعلامي والشعبي ضد الاستيطان وضد الجدار وضد الحصار، وباختصار قل ضد الاحتلال. هذا الحراك الذي لا ننكر أن للتواجد الفلسطيني في أوروبا على وجه التحديد الفضل الأكبر فيه، فبتواصلهم مع الجمعيات والأحزاب والبرلمانيين استطاعوا كسر الجدار النفسي العازل الذي بناه الصهاينة، والذي ظاهره فيه حمايتهم من الفلسطينيين المجرمين وباطنه فيه قلب الوقائع والأحداث، وعندما وضحت الصورة وانقشع الزيف انهدم معه الجدار لتمتد من خلاله المساعي النبيلة بالوقوف بجانب الحق ولدحض الباطل، ومع ذلك فإن العالم الحر مطالب بالاستمرار في مقاومة الاحتلال الظالم بكافة الأسلحة المشروعة ومنها سلاح المقاطعة.
السبت، 1 مارس 2014
مقاطعة
(سلسلة محلات "كايزرس تنجيلمان" الألمانية تؤكد رفعها منتجات المستوطنات من قائمة المعروضات بالسلسلة)، (أكثر من 120 أكاديمي إيرلندي يوقعون تعهداً بمقاطعة المؤسسات الإسرائيلية إلى أن تحترم الحقوق الفلسطينية)، (تنامي الرفض الأوروبي لشراء منتجات إسرائيلية مصنعة)، (بنك ألماني يقاطع بنك إسرائيلي بسبب دعمه للاستيطان)، (نتينياهو: المقاطعة الأكاديمية ضد السامية، ويجب الوقوف ضدها بقوة)، (رئيس البرلمان الدنماركي يستعد لزيارة الضفة والقطاع فقط دون إسرائيل)، (ثمانية مليار دولار خسارة اسرائيل المتوقعة من مقاطعة منتجاتها في أوروبا). هذه وغيرها كانت مجموعة من عناوين الأخبار خلال الأسبوعين الأخيرين. إذن فهو تصاعد في وتيرة المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية، وبدايات في المقاطعة السياسية. ولا أبالغ إذا قلت أن نظرة الغرب لطفل أمريكا المدلل بدأت تتغير مع اشتداد الحصار المفروض على قطاع غزة. فمن باب حب الفضول، بدأ الغرب يتساءل عن غزة وسبب حصارها، وعن طبيعة هذا الحصار، فزادت المشاركة في قوافل كسر الحصار البرية والبحرية. قدموا إلى غزة فرأوا الواقع بأعينهم، فنقلوا مشاهداتهم بعد أن تغيرت بعض مفاهيمهم الخاطئة التي رسخها اللوبي الإعلامي المتصهين في أذهانهم لفترات طويلة عن حقيقة الصراع في الشرق الأوسط. ذهبوا إلى الضفة الغربية، ساروا قرب الجدار، واكتشفوا حجم الإستيطان، فعرفوا جزءاً من الحقيقة، حقيقة المحتل الذي بدأ الزيف يزول عنه، ويدأ يتعرى أمام العالم الحر، ليظهر على حقيقته، لتبدأ معها رواية الشعب المظلوم المضطهد تتلاشى، لدرجة أن البعض بدأ يكذبها، ليس تغييراً للتاريخ، بل إقراراً للواقع. وهذا سؤال مشروع رفعه بعض أحرار العالم: إذا رفضنا المحرقة والهولوكست ضد اليهود، فكيف نقبل الحصار والاستيطان والإجرام بحق الفلسطينيين؟. الفلسطينيون الذين ظل الصهاينة يصورون للعالم أنهم من آكلي لحوم البشر بإجرامهم المزعوم ضد الصهاينة بعملياتهم الانتحارية كما كانوا يصفونها، فهذا لا يجوز!. وأما قتل أطفال فلسطين الأبرياء فهو جائز، لأنهم في المستقبل قد يصبحون كاميكازيين!. المستقبل الذي يخاف منه الصهاينة ليس فقط من الأطفال، الذين حاولوا لسنوات طوال تغييبهم، وعملوا على تنفيذ شعارهم: (الكبار يموتون والصغار ينسون)، فأصبح الواقع: (الكبار يُذَكِرون والصغار يواصلون)، فواصل الصغار مقاومة الاحتلال بكل ما يملكون من مقومات المقاومة، وبكافة أنواعها، وعلى كافة الجبهات، فكانوا خير رسل لقضيتهم. وساعدهم على المضي قدماً في هذا الطريق، أنهم يدافعون عن قضية إنسانية لا يختلف عليها إثنان، وكذلك سخروا الاعلام الجديد لنشر الحقيقة ولفضح الاحتلال، فتنوع مصدر المعلومة ونقلها كما هي بشفافية ومصداقية ساهم في فضح الصهاينة، فكانت ردة فعل أحرار العالم هذه البدايات البسيطة الصادقة من المقاطعة، ولكنها عظيمة ومؤثرة إن استغلت بصورة صحيحة، وإن استمر الحراك الإعلامي والشعبي ضد الاستيطان وضد الجدار وضد الحصار، وباختصار قل ضد الاحتلال. هذا الحراك الذي لا ننكر أن للتواجد الفلسطيني في أوروبا على وجه التحديد الفضل الأكبر فيه، فبتواصلهم مع الجمعيات والأحزاب والبرلمانيين استطاعوا كسر الجدار النفسي العازل الذي بناه الصهاينة، والذي ظاهره فيه حمايتهم من الفلسطينيين المجرمين وباطنه فيه قلب الوقائع والأحداث، وعندما وضحت الصورة وانقشع الزيف انهدم معه الجدار لتمتد من خلاله المساعي النبيلة بالوقوف بجانب الحق ولدحض الباطل، ومع ذلك فإن العالم الحر مطالب بالاستمرار في مقاومة الاحتلال الظالم بكافة الأسلحة المشروعة ومنها سلاح المقاطعة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق