مع إطلالة عام جديد أدعو الله أن يكون عام خير وسلام على العالم أجمع، وعلى فلسطين التي نعيش فيها وتعيش فينا على وجه الخصوص. وعلى المستوى الحكومي أدعو الله أن يوفقنا لخدمة شعبنا على أفضل وجه، وأن ييسر لنا تقديم المزيد من الإنجازات، وخصوصاً في وزارة النقل والمواصلات، والتي تعتبر من الوزارات الخدماتية، ولها علاقة مباشرة وغير مباشرة مع كل فئات المجتمع، وهذا ما يحملنا مسؤولية أكبر وأمانة أعظم في المهام الموكلة لها. هذه المهام التي اجتهد في تأديتها على أحسن وجه جميع موظفي الوزارة دون استثناء. وبفضل الله تسابقت جميع الإدارات العامة لتكون الإدارة المثالية في عملها، بعيداً عن الروتين والبيروقراطية, وكيف لا تقوم بذلك وقد رفعت الوزارة في بداية عام ٢٠١٣ شعار (لأجلكم نتميز)، ليكون واقعاً ملموساً، وحقيقة مجسدة في كل الإجراءات والمعاملات والخدمات التي تقدمها. ولله الفضل والحمد تمكنت الوزارة من تنفيذ خطتها التشغيلية من خلال المشاريع التي نفذتها في كافة المجالات ذات العلاقة بطبيعة عملها، ومن خلال القرارات والتعليمات الوزارية التي صبت جميعها في مسار واحد أدى إلى تحقيق الأهداف المعلنة، فكان التميز في الأداء والتنفيذ، وكانت بصمة موظفي الوزارة واضحة وجلية، فهم الذين يعملون بإخلاص ومهنية وبتكامل الأدوار لرفعة الوزارة ولخدمة المواطنين. وفي سبيل ذلك كانت اللقاءات والاجتماعات المستمرة مع الجمعيات ذات العلاقة، والتي يصل عددها إلى أربع عشرة جمعية، فكان التواصل معها من باب التأكيد على الشراكة الحقيقية بين القطاع العام والخاص، وأن الحكومة ماضية في تقديم كل الدعم للقطاع الخاص ولكل الفئات المجتمعية من خلال الوزارات ذات العلاقة. وهذا التعاون بكل تأكيد ساهم في تخطي الصعاب التي ما زال يمر بها قطاعنا الحبيب. وكان استمرار الدعم غير المباشر من خلال تجديد القرارات الخاصة برسوم الترخيص سواء للمركبات الخاصة أو العمومية. ولأن المواطن يستحق أن نستقبله في أماكن راقية تليق به، كان تطوير مقرات الترخيص، وخصوصاً مقر ترخيص غزة، بتطوير صالة الاستقبال وتأهيلها، وتوفير سبل الراحة بها، واستخدام جهاز تنظيم الانتظار. وواكب هذا التطوير في البيئة المكانية تميزاً في الأداء من خلال اتباع سياسة الشباك الموحد وتوحيد المعاملات وحوسبة كل الإجراءات في مختلف الإدارات، وكذلك إصدار بطاقة رخصة القيادة ورخصة المركبة في نفس لحظة تقديم المعاملة توفيراً للوقت وتسهيلاً على المواطنين. ومن باب التأكيد على الشفافية والنزاهة تم حوسبة امتحان الإشارات النظرية، وتجهيز المقررات الخمسة بمختبرات حاسوب حديثة، وكذلك حوسبة توزيع الممتحنين في اختبارات القيادة العملية. ويضيق المقال بذكر ما تم إنجازه في هذا العام من برامج التوعية المرورية من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين، فكان التميز في الأداء من خلال البرامج الإذاعية واللقاءات المتلفزة وورشات العمل والندوات والمقالات والنشرات التوعوية ومقاطع الفيديو والكتيبات التي خاطبت الصغير قبل الكبير، لتزرع في المواطنين سلوكاً جديداً ولتغرس ثقافة مرورية تحقق على المدى القريب والبعيد الأمان المروري المنشود، ولعل بعد حفظ الله يعود لهذه النشاطات المتعددة والنوعية والمتميزة الفضل في المساهمة في تقليل عدد الوفيات من جراء الحوادث المرورية، فهي الأقل في السنوات الأخيرة، والأقل على مستوى المنطقة المحيطة بنا. وتواصل التميز في أداء جميع وحدات الوزارة من التخطيط والعلاقات العامة والإعلام والذي لا يمر يوم إلا ولها تواجد في الميدان، والوحدة القانونية ومساهمتها في حل المشاكل العالقة، وكان للرقابة الداخلية دور فعال في تصويب المسار نحو الأفضل، ودعم ذلك الأمر تفعيل وحدة الشكاوى. وقمة التميز كانت في التطوير الكبير الذي شهده ميناء غزة البحري، حيث أصبح بعد المشاريع العديدة التي تم تنفيذ معظمها بأيدي أبناء الوزارة مرفقاً حضارياً، وملاذاً للمصطافين، وخصوصاً بعد قرار فتحه للجميع طيلة أيام الأسبوع، وما زال العمل مستمرا بتدعيم سور اللسان البحري ورصفه ليكون آمناً بإذن الله من النوات البحرية. حقيقة الإنجازات عديدة ومتنوعة وفي كل الإدارات على حد سواء، ومن جميع الموظفين دون استثناء الذين يعاهدون الله ثم شعبهم أن يستمر تميزهم وأن يتواصل عطاؤهم خدمة لمجتمعهم وأهلهم، وكل هذا بفضل الله فله الحمد وله الشكر، ولأجلكم سنواصل التميز بإذن الله.
الاثنين، 30 ديسمبر 2013
لأجلكم نتميز
مع إطلالة عام جديد أدعو الله أن يكون عام خير وسلام على العالم أجمع، وعلى فلسطين التي نعيش فيها وتعيش فينا على وجه الخصوص. وعلى المستوى الحكومي أدعو الله أن يوفقنا لخدمة شعبنا على أفضل وجه، وأن ييسر لنا تقديم المزيد من الإنجازات، وخصوصاً في وزارة النقل والمواصلات، والتي تعتبر من الوزارات الخدماتية، ولها علاقة مباشرة وغير مباشرة مع كل فئات المجتمع، وهذا ما يحملنا مسؤولية أكبر وأمانة أعظم في المهام الموكلة لها. هذه المهام التي اجتهد في تأديتها على أحسن وجه جميع موظفي الوزارة دون استثناء. وبفضل الله تسابقت جميع الإدارات العامة لتكون الإدارة المثالية في عملها، بعيداً عن الروتين والبيروقراطية, وكيف لا تقوم بذلك وقد رفعت الوزارة في بداية عام ٢٠١٣ شعار (لأجلكم نتميز)، ليكون واقعاً ملموساً، وحقيقة مجسدة في كل الإجراءات والمعاملات والخدمات التي تقدمها. ولله الفضل والحمد تمكنت الوزارة من تنفيذ خطتها التشغيلية من خلال المشاريع التي نفذتها في كافة المجالات ذات العلاقة بطبيعة عملها، ومن خلال القرارات والتعليمات الوزارية التي صبت جميعها في مسار واحد أدى إلى تحقيق الأهداف المعلنة، فكان التميز في الأداء والتنفيذ، وكانت بصمة موظفي الوزارة واضحة وجلية، فهم الذين يعملون بإخلاص ومهنية وبتكامل الأدوار لرفعة الوزارة ولخدمة المواطنين. وفي سبيل ذلك كانت اللقاءات والاجتماعات المستمرة مع الجمعيات ذات العلاقة، والتي يصل عددها إلى أربع عشرة جمعية، فكان التواصل معها من باب التأكيد على الشراكة الحقيقية بين القطاع العام والخاص، وأن الحكومة ماضية في تقديم كل الدعم للقطاع الخاص ولكل الفئات المجتمعية من خلال الوزارات ذات العلاقة. وهذا التعاون بكل تأكيد ساهم في تخطي الصعاب التي ما زال يمر بها قطاعنا الحبيب. وكان استمرار الدعم غير المباشر من خلال تجديد القرارات الخاصة برسوم الترخيص سواء للمركبات الخاصة أو العمومية. ولأن المواطن يستحق أن نستقبله في أماكن راقية تليق به، كان تطوير مقرات الترخيص، وخصوصاً مقر ترخيص غزة، بتطوير صالة الاستقبال وتأهيلها، وتوفير سبل الراحة بها، واستخدام جهاز تنظيم الانتظار. وواكب هذا التطوير في البيئة المكانية تميزاً في الأداء من خلال اتباع سياسة الشباك الموحد وتوحيد المعاملات وحوسبة كل الإجراءات في مختلف الإدارات، وكذلك إصدار بطاقة رخصة القيادة ورخصة المركبة في نفس لحظة تقديم المعاملة توفيراً للوقت وتسهيلاً على المواطنين. ومن باب التأكيد على الشفافية والنزاهة تم حوسبة امتحان الإشارات النظرية، وتجهيز المقررات الخمسة بمختبرات حاسوب حديثة، وكذلك حوسبة توزيع الممتحنين في اختبارات القيادة العملية. ويضيق المقال بذكر ما تم إنجازه في هذا العام من برامج التوعية المرورية من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين، فكان التميز في الأداء من خلال البرامج الإذاعية واللقاءات المتلفزة وورشات العمل والندوات والمقالات والنشرات التوعوية ومقاطع الفيديو والكتيبات التي خاطبت الصغير قبل الكبير، لتزرع في المواطنين سلوكاً جديداً ولتغرس ثقافة مرورية تحقق على المدى القريب والبعيد الأمان المروري المنشود، ولعل بعد حفظ الله يعود لهذه النشاطات المتعددة والنوعية والمتميزة الفضل في المساهمة في تقليل عدد الوفيات من جراء الحوادث المرورية، فهي الأقل في السنوات الأخيرة، والأقل على مستوى المنطقة المحيطة بنا. وتواصل التميز في أداء جميع وحدات الوزارة من التخطيط والعلاقات العامة والإعلام والذي لا يمر يوم إلا ولها تواجد في الميدان، والوحدة القانونية ومساهمتها في حل المشاكل العالقة، وكان للرقابة الداخلية دور فعال في تصويب المسار نحو الأفضل، ودعم ذلك الأمر تفعيل وحدة الشكاوى. وقمة التميز كانت في التطوير الكبير الذي شهده ميناء غزة البحري، حيث أصبح بعد المشاريع العديدة التي تم تنفيذ معظمها بأيدي أبناء الوزارة مرفقاً حضارياً، وملاذاً للمصطافين، وخصوصاً بعد قرار فتحه للجميع طيلة أيام الأسبوع، وما زال العمل مستمرا بتدعيم سور اللسان البحري ورصفه ليكون آمناً بإذن الله من النوات البحرية. حقيقة الإنجازات عديدة ومتنوعة وفي كل الإدارات على حد سواء، ومن جميع الموظفين دون استثناء الذين يعاهدون الله ثم شعبهم أن يستمر تميزهم وأن يتواصل عطاؤهم خدمة لمجتمعهم وأهلهم، وكل هذا بفضل الله فله الحمد وله الشكر، ولأجلكم سنواصل التميز بإذن الله.
السبت، 28 ديسمبر 2013
أحبك
أحبك
لا أعرف كيف أعبر عن مشاعري
ولكني أحبك
لا أتحكم بأحاسيسي
لأني أحبك
ولا أدري بأي طريقة أقول ذلك
فأنا أحبك
ربما لا تكفي الكلمات لأعلنها
أنك حبي
ملكت حياتي
أسرت فؤادي
فأصبحت العاشق الولهان
بل التائه في لقياك
أحاول البحث عني وأنت معي
فأجدني في عينيك
أطوف من واحدة لأخرى
أسعى بين ضفتي شفتيك
أنام على وجنتيك
وأفيق لأجد نفسي أتمتم في أذنيك
بكل لغات العالم
بكل ترانيم العشاق
بكل خلجات قلبي
كلمات لا تفك رموزها إلا على مشارف فؤادك
فتخرج نبضات حياة
تتمايل معها تشكيلات الحروف
فترسم على شفتاي همسات بكل الألوان
لا يقرأها سواك
هي لك ولن تكون لغيرك
فأنت ملهمتي
أنت عشقي
أنت حياتي
أنت حبي
وأنا أحبك
فأنت حبي
وأنا حبك
كيف لا
وانت شريكتي
بل أنت حياتي
الأربعاء، 25 ديسمبر 2013
تناغم الإيقاع
رفعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في عام ٢٠١٣ شعار (تناغم الإيقاع) إيماناً منها بضرورة التنسيق والتكامل والتناغم بين القطاعات ذات العلاقة بطبيعة الوزارة وأعمالها بمكوناتها القطاع العام والخاص والأكاديمي كذلك. وبفضل الله، ومن ثم بفضل جهود جميع الموظفين دون استثناء نجحت الوزارة في تحقيق هذا الشعار من خلال خطتها لعام ٢٠١٣، والتي انبثقت من اليقين بأهمية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ودورها في التنمية المجتمعية. فكان عام ٢٠١٣ حافلاً بالعديد من التطورات في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات: فقد شهدنا إقرار قانون المعاملات الإلكترونية، وإعداد الإستراتيجية الوطنية للإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وإعتماد الخطة الإستراتيجية للحكومة الإلكترونية، وإطلاق المجلس الإستشاري الشبابي لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات، وتعزيز الشراكة والتكاملية مع القطاع الأكاديمي وتوفير التدريب للخريجين،
كما تم إصدار تعليمات وزارية لحماية المنافسة وفتح السوق أمام المشغل الثاني للهاتف المحمول، وإصدار تعلميات شروط وضوابط تقديم خدمة الإنترنت من خلال خطوط النفاذ، وإستحداث رخص جديدة لفتح المجال أمام شركات جديدة ولتنظيم عملها، وإعداد الإستراتيجية الوطنية للحاضنات التكنولوجية،
كما تم تفعيل التسجيل الإلكتروني الموحد للمواطنين والذي وصل عدد المشتركين فيه إلى 130 ألف مشترك، وإطلاق أول تطبيق حكومي للهاتف المحمول، وتم إنطلاق عمل مركز أمن المعلومات في الجامعة الإسلامية بتمويل من مجموعة الإتصالات وبتوجيه من الحكومة الفلسطينية والذي يعنى بتدريب الكوادر المختصة من كافة المؤسسات الوطنية على تقنيات أمن المعلومات في المحاور المختلفة، وكذلك الإحتفال بإختتام مشروع مبادورن 2 لريادة الأعمال، وبالنسبة لسرعة الانترنت تم مضاعفتها من خلال خطوط النفاذ ADSL Access ليصار الحد الأدنى لسرعة الإنترنت إلى 1ميجا، وتقرر بالإتفاق مع شركة الإتصالات من بداية هذا الشهر تخفيض أسعار الربط البيني بين مزودي الإنترنت وشركة الإتصالات بنسبة 35%، وكذلك تخفيض أسعار الربط لخدمة تناقل البيانات عبر الإنترنت للمؤسسات من خلال تطوير تقنية IP-VPN وذلك بنسب متفاوتة تصل إلى 42%. وفي مجال البريد ومن باب دعم القطاع الخاص تم تحويل خدمة توزيع الرسائل والبعائث البريدية عبر شركة خاصة. ولخدمة المواطنين بصورة حضارية تم تطوير آليات العمل من خلال الشباك الموحد، وكذلك مركزية البيانات بحيث يستطيع المواطن التعامل مع أي فرع يشاء، بالاضافة إلى إعادة تأهيل ستة مراكز للبريد وتزويدها بأحدث وسائل الخدمة والأمان، وأصدرت الوزارة مجموعة من إصدارات طوابع البريد والتي تعبر عن فلسطين تاريخها وحاضرها، لتكون خير رسول لهذا الشعب.
هذه بعض إنجازات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في عام كامل، اجتهدنا فيه بكل ما نستطيع وبكل ما نملك من إمكانات وقدرات لخدمة شعبنا والعمل في سبيل النهوض بالمجتمع الفلسطيني لتحقيق التقدم والتطور المنشود، فلله الحمد والشكر، ومن ثم كل الشكر لموظفي الوزارة، ولجميع شركائنا في القطاع الخاص والمؤسسات المجتمعية والأكاديمية، ومعاً وسوياً لزيادة تناغم الإيقاع خدمة لشعبنا، والله ولي التوفيق.
الأحد، 22 ديسمبر 2013
روتين
يشهد العالم يومياً تغيرات كثيرة في كل مناحي الحياة، وهي ناجمة عن تغير المتطلبات المعيشية والظروف المحيطة بالإنسان. وهذا التغير يجب أن يواكبه تعديل مستمر ومتواصل على القوانين البشرية والأنظمة المعمول بها واللوائح التنفيذية والقرارات الإدارية وكل المسميات الإدارية والفنية الناظمة للعمل. وإذا لم يحدث هذا التعديل فإن عجلة التطور والتقدم ستجد أمامها العراقيل العديدة والعقبات المختلفة، والتي ليست لها مبرر أو سبب مقنع، سوى الخوف من التعديل والتغيير، أو التعود على ما هو موجود. وهذا الجمود الفكري والإداري في فهم طبيعة المرحلة، لهو العائق الأول أمام قطار التنمية والنهضة، والذي يجب أن تفكر المجتمعات النامية بتسييره وبأسرع وقت، وخصوصاً التي تمتلك القدرات البشرية أو الموارد الطبيعية، فليس لديها عذر بالتأخر في الصعود على متن هذا القطار. وفي كثير من الأحيان تتعثر بعض المشاريع بسبب إجراءات روتينية قاتلة، وإذا ما سألت عن السبب، فستجد الجواب السحري: هكذا تعودنا، أو هذه هي القرارات المعمول بها، أو قل إن شئت: (هذا ما ألفينا عليه أباءنا)، أو لا يعلمون أن الزمان يتغير، وأن الشافعي رحمه الله كان يفتي في مصر بفتوى تختلف عن فتواه في العراق، أو لا يعلمون أن الذي سن هذه القرارات هم بشر؟، وأقروها وفق بيئة محيطة بهم تختلف عن الحالية، وحتى إن بقي المكان، فلم بعد الزمان هو الزمان، وأن القرارات مهما كانت فهي اجتهادية قابلة للتطوير وللتغيير والتعديل، بل ولم لا الحذف والإلغاء كذلك؟!. لذا فنحن بحاجة إلى حراك ديناميكي مستمر ومتواصل، وعلى كافة المستويات في البعد عن الروتين، والقبول بالموجود وكأنه مسلمات مقدسة لا يجوز الاقتراب منها أو المساس بكينونتها. ويقفز للذهن هنا قصة القرود الخمسة، التي وضعوها في قفص وفي أعلاه وضعوا موزاً، وكلما حاول قرد الاقتراب من الموز رشوا عليه وعلى الآخرين ماءً بارداً، حتى أصبح القرود يمنعون بعضهم من محاولة الاقتراب من الموز خوفاً من الماء البارد. وبدأوا بتبديل قرد من القفص بقرد جديد لعدة مرات، وكلما حاول الوافد الجديد الوصول للموز كان الآخرون يضربوه تفادياً للماء. وتوقف الماء البارد، واستمر تغيير القرود، إلا أنهم استمروا بضرب من يحاول الصعود للموز رغم تغييرهم جميعاً. فأصبح القرود الخمسة الجدد لا يقتربون من الموز رغم أنهم لا يعرفوا حكاية الماء البارد، ولكنها العادة التي تعودوا عليها، أو الروتين الذي وجدوا من قبلهم عليه. وكثير منا ينفذ نفس التصرف، يقوم بالأمر دون معرفة السبب. حكاية أخرى تلك الفتاة التي كلما تقلي سمكاً تقوم بقص رأسه وجزءاً كبيراً من ذيله، وعندما سألتها زميلتها لم تقوم بذلك؟ قالت: هكذا رأيت أمي تعمل! وعندما سألت أمها قالت: هكذا رأيت جدتك تعمل، وبالرجوع إلى جدتها قالت لها: في زمننا كان المقلى صغيراً، فكنت أقوم بذلك حتى يستوعب المقلى السمك، أما الآن فلديكن أحجاماً متنوعة وأكبر، فتستطيعين أن تقلي السمكة كلها. إذن هو التقليد الأعمى والروتين القاتل الذي يجب أن نتخلص منه، وأن نساعد الآخرين على الشفاء منه. وأذكر أن أول توجيه لي للمدراء العامين في وزارة المواصلات كان أن القوانين والقرارات واللوائح والتعليمات وضعها بشر، فجميعها يمكن أن يتعدل ويتغير لتسيير العمل بصورة أفضل، ولتيسير الأمور على الناس. وهنا أكرر من جديد دعوتي لجميع العاملين في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية: التغيير سنة حياة، والتطوير نهج للتقدم، والتفكير خارج الصندوق سلوك المتميزين، والروتين قاتل للحياة والتقدم والتميز، فإياكم والروتين.
الخميس، 19 ديسمبر 2013
نقابات
تعتبر النقابات من القطاعات المجتمعية الهامة والأساسية في دعم مسيرة المجتمعات ونموها ونهضتها، بل إن العمل النقابي في كثير من الأحيان يمثل المؤشر الأساس في مدى قوة هذه المجتمعات وتطورها، وفي احترامها للعمل المؤسساتي والمهني على حد سواء.
وفلسطين على وجه العموم، وقطاع غزة على وجه الخصوص، شهدت اهتماماً كبيراً بالعمل النقابي، وكذلك كان للعمل النقابي الدور الفعال والهام في سنوات الاحتلال وما بعدها في كافة المجالات المجتمعية وليس فقط في المجال النقابي لوحده. بل إن العمل النقابي كان الواجهة السياسية في زمن الاحتلال، وكان التنافس على أشده بين الفصائل لتجسيد أفكار الفصائل والحركات، وكذلك لتنفيذ مشاريعهم الوطنية من خلال هذا المنفذ شبه الوحيد في حينه. وكانت الكتل المهنية النقابية تتسابق في خدمة المجتمع من خلال برامجها الانتخابية، وعلى أرض الواقع من خلال أعمالها التطوعية المتنوعة والمتعددة، فكان التنافس مشرعاً على مصراعيه في هذا المجال، فنعم التنافس كان، ونعم النهج الذي نريد أن يعود للساحة النقابية. ولقد تم تنظيم العمل النقابي من خلال جمعيات تم تشكيلها بناء على قانون الجمعيات العثمانية. وكان دائماً تطلع وطموح الجميع تنظيم العمل النقابي وفقاً لقانون يتم إقراره من المجلس التشريعي الفلسطيني، وهذا ما كان. حيث أقر المجلس قانوناً للنقابات أصبح ساري المفعول، وينتظر فقط أن تبدأ الجمعيات المهنية والمتعارف عليها بمسمى النقابات بتسوية أوضاعها وفق القانون الجديد، حتى تتحول فعلياً وعملياً إلى نقابات. ومن المؤكد أن تطبيق القانون يعتبر من أهم الأدوات التي ستعمل على حفظ وحماية حقوق أبناء المهن المختلفة من أي استغلال كان، كما سيساهم في وضع أساس لتحسين ظروف وطبيعة المهنة، وهذا طبعا ينعكس إيجاباً علي قدرة النقابات في خدمة أعضائها، وبكل تأكيد سيعود ذلك بالنفع على المجتمع بصفة عامة، لما لذلك من أثر في عملية التنمية، والتي يعتبر الإنسان هو أداتها وهدفها. وإذ نبارك للنقابيين والنقابيات هذا الإنجاز، فإننا في نفس الوقت ندعوهم لبذل المزيد ﻣﻦ الجهد ﻣﻦ أﺟﻞ خدمة مجتمعنا من خلال العمل النقابي، فمجتمعكم يعول عليكم كثيراً، وأنتم أهل لذلك، فكما كُنْتُمْ في السابق العنوان، وما زلتم كذلك، فيجب أن تستمروا بعطاء أكبر وبهمة عالية ومتجددة، وخصوصاً بعد حالة الفتور التي شابت العمل النقابي في الفترة الأخيرة بسبب ضعف التنافس بين الكتل المختلفة لإحجام البعض عن هذا الميدان بسبب الانقسام. لذلك هي دعوة مفتوحة لزملائنا قادة العمل النقابي بأن نضع خلافاتنا السياسية جانباً، وننظر للوطن بمفهومه الشامل والذي يحتوي الجميع ولا يقوم إلا بجهود الجميع، فهلموا لعودة العمل النقابي إلى المقدمة، كونوا قادة بمعنى الكلمة. وأعيدوا تلاحم الوطن من جديد من خلالكم، واستغلوا هذه الفرصة، فرصة تشكيل النقابات بثوبها الحقيقي والجديد، ويقيني أنكم أصحاب مبادرات، ووطننا بحاجة لمبادرات وحدوية، فليس فقط أبناء مهنتكم بحاجة لكم ولتوحدكم، فهل ستحظون بشرف العمل على إنهاء الانقسام، والوحدة المجتمعية؟ ننتظركم وبقوة، فهذا أملنا بكم يا: نقابات.
الاثنين، 16 ديسمبر 2013
تضامن
حسناً فعلت حركة حماس بإلغاء الاحتفال المركزي لانطلاقتها المباركة السادسة والعشرين، تقديراً للواقع الاقتصادي والمجتمعي الذي يمر به قطاع غزة، وقررت الاستعاضة عنه بمجموعة من النشاطات الاجتماعية التفاعلية والمسيرات، وقدر الله أن تمر المنطقة بمنخفض جوي لم تشهده منذ سنوات، ألقى بآثاره بتعطيل الحياة بصورة عامة، بل وبغرق بعض المنازل وتضرر العديد منها وانهيار بعضها، فكان نعم القرار بإلغاء المسيرات الجماهيرية لتوظيف طاقات أبنائها في خدمة متضرري المنخفض، كما جاء في قرار الحركة، بل كما كان على أرض الواقع وفي الميدان، في كل المناطق وعلى كافة المستويات، بدءاً من قيادة الحركة، وعلى رأسهم دولة رئيس الوزراء الذي كان في المقدمة، بل والقدوة في التضامن مع المتضررين. وما أعظمه من قرار اتخذته ميدانياً كتائب القسام بتسخير إمكاناتها البشرية واللوجستية في الوقوف بجانب الشعب، لتجسد من جديد أنه في غزة شعب يحتضن مقاومة، ومقاومة تحمي شعب، ولكنها هذه المرة حماية من نوع جديد، إنها حماية تضامنية نابعة من الواجب ومن الضمير الإنساني الذي يكتنف هذه الحركة بكافة أذرعها ومكوناتها، وهو كذلك الواجب الوطني والشرعي الذي ربت الحركة عليه جميع أبنائها، وجسدته عملياً في ذكرى انطلاقتها، لتسبق الأعمال الأقوال، وليلمس المواطن الشعارات قبل سماعها، وليرى القادة والمسؤولين في الميدان وليس كما يصورهم المتنطعون وكأنهم في قصور عاجية. وكل التقدير لحركة الجهاد الإسلامي التي سخرت طاقاتها للتضامن مع الأسر المنكوبة عملاً لا قولاً. وفي ميدان العمل بذلت وما زالت الحكومة كل ما في وسعها من أجل التخفيف من آثار هذا المنخفض، ولكن ما كان في هذه الأيام من رياح شديدة وأمطار غزيرة أكبر من كل التوقعات، بل أكبر من إمكانات البلديات جميعها. وهذا العجز زاد مع تبعات الحصار ونقص كميات الوقود اللازمة لتشغيل الآليات والمعدات الهندسية، والتي هي بذاتها بحاجة إلى صيانة، ولكن الله تعالى يبارك في العمل الجماعي وفي النوايا الصادقة، وهو يعلم أننا أخذنا بالأسباب ما استطعنا، ولكن هذا قدرنا نرتضي به، وهذا واقعنا الذي نجتهد بالعمل على تغييره لواقع أفضل بإذن الله. حالات التضامن الداخلية التي شهدتها غزة هذه الأيام من الجميع للجميع أثبتت أن هذا الشعب لن يركع إلا لله، وأنه كما قال البعض قد نرتجف من البرد ولكن لن نرتجف من الحصار أو من محاولات التركيع، فالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وشعبنا شعب بسيط يقدر أي خطوة تضامنية معه، وما أجملها من لحظات قبل يومين وأنا استمع إلى كلمات شكر صادقة من بعض الصيادين للحكومة على وقوفها بجانبهم، رغم أننا لم نقم إلا بواجبنا، وكذلك فعلت كل الوزارات والبلديات، فكانت من المسؤول الأول فيها حتى أصغر موظف في الميدان، وفي هذه الأوضاع الجميع كبير بتصرفاته بأعماله بإحساسه بالمسؤولية بتضامنه مع الآخرين، ولكن يتبقى الدور المنشود من الدول العربية التي شدت الرحال لإرضاء أمريكا في تضامنها مع متضرري إعصار ساندي، ولكن لم نرى حتى الآن التحركات المطلوبة من ذوي النخوة والشهامة والكرامة العربية سوى من قطر المقدامة، هذه التحركات مطلوبة لنلمس التضامن واقعاً لا شعارات، أم أنهم سيكتفون بعقد مؤتمر هنا أو هناك ليعلنوا في نهايته شجبهم واستنكارهم لما قام به المنخفض، وأنهم سيدرسون دعم المنكوبين قبل نهاية هذا القرن!. ولكننا نقول: لك الله يا غزة، وسيتغير الحال، وبإذن الله كما علمتي الآخرين معنى العزة والكرامة، ستعلميهم كذلك المعنى الحقيقي للتضامن.
الخميس، 12 ديسمبر 2013
فريق
(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) فنعم الله على عباده عديدة لا تحصى، فأحمده عز وجل على جميع نعمائه التي لا يوافيها شكري وحمدي له على الدوام. ومن هذه النعم، والتي أعتبرها من أهم الأسباب التي تساعدني على تأدية المهام الموكلة لي في مختلف فترات حياتي، وفي تجربتي العملية المتواضعة، أن الله عز وجل أكرمني بمجموعة من الرجال الذين تشرفت وأتشرف بالعمل معهم، فكانوا خير السند ونعم الناصح الأمين، وكان وما زال العمل الجماعي بروح ونفس وجسد الفريق الواحد هو الأساس في التعامل. وهذا المفهوم والذي يحدد مسار نجاح المؤسسات، لهو من بديهيات ديننا الحنيف، فقلما تجد آية أو حديث تخاطب الفرد الواحد، بل معظمهما موجه بصيغة الجماعة، ولو ذكرنا فقط حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي يقول فيه: (يد الله مع الجماعة) لكان كافياً في الدلالة الشرعية على أهمية الجماعة والعمل الجماعي. ومن مقومات نجاح العمل الجماعي التحلي بروح الفريق الواحد، فلكل عنصر من عناصر المنظومة دور هام وأساس، ولو نقص لأحدث خللاً واضحاً، ومع ذلك فإن مكونات هذه المنظومة تتداعى لسد هذا الخلل فور حدوثه، لأنها تتحلى بروح الانتماء والتكامل، فهي منظومة مؤسساتية، الفرد يعمل فيها لإنجاح الجميع، والجميع يجتهدون لتميز الفرد. فالفريق ينجح ويتفوق بمدى تعاون الأفراد في تنفيذ المهام المطلوبة منهم، ولو قصر أحدهم لاختل التوازن، ولكن الكل متعاون مع الكل. وهي قائمة كذلك على مبدأ التفاهم، وهذا الأمر يحقق الانسجام في العمل، وبكل تأكيد توفير في الجهد والوقت، وبالتالي تكون النتائج المرجوة من العمل أفضل وأكثر. ومن البديهيات التي يجب أن تتوافر في العمل الجماعي الثقة المتبادلة بين الجميع، بين الرئيس والمرؤوسين، وبين المرؤوسين وبعضهم البعض. وأذكر قبل يومين طلب أحد الإخوة لقائي لأمر يخص العمل، فقمت بتوجيهه للمدير العام المسؤول عن الملف المتعلق بهذا الأمر، فكان سؤاله: لكنك رأس الهرم في هذه المؤسسة، والقرار عندك؟، فكان جوابي وبعفوية مطلقة: (صحيح، ولكنني أحترم من يعمل معي وأثق بهم، وإن لم يستطيعوا حل مشكلة ما أتدخل ساعتها)، فهو إذن تفويض مبني على ثقة بمن يعمل معك. ولنا في رسول الله القدوة الحسنة، وهو المصطفى المختار الذي لا ينطق عن الهوي، حيث كان يشاور أصحابه في كل الأمور عملاً بأمره تعالى: (وشاورهم في الأمر) فما بالنا نحن البشر مهما علت قدراتنا نبتعد عن المشورة بحجة أو بدون حجة، ونحن نسمع كذلك قول الشاعر: رأي الجماعة لا يشقى به... ورأي الفرد يشقيه. وهنا تعدد الأراء إثراء لأي موضوع، وهو رصيد معرفي يجب أن يحرص الرئيس على تفعيله والاستفادة منه، وكذلك فهو وسيلة للتأكيد أن هذا الفرد جزء من المنظومة، فبالتالي يزداد عطاؤه وحرصه على إنجاح المشروع. ولا يختلف في النهاية إثنان على أن المؤسسات الناجحة هي التي يتحقق في أفرادها كل المفاهيم الواردة أعلاه وغيرها من مفاهيم تصب في تقوية روح العمل كفريق واحد، لذا علينا جميعاً مسؤولين ومرؤوسين أن نعضد المنظومة الجماعية، وأن نتحلى بروح ووحدة الفريق.
الأحد، 8 ديسمبر 2013
ظلمات
(الظلم ظلمات يوم القيامة)، (انصر أخاك ظالماً أو مظلوما)، (إياكم ودعوة المظلوم، فليس يينها وبين الله حجاب). أحاديث عديدة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، جالت في خاطري وأنا أتابع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الأيام السابقة، وعدد كبير من الفيسبوكيين يدلون بدلوهم حول حادثة، أقل ما يقال عنها أنها غير مكتملة الأطراف، أو من ذوات أنصاف الحقائق، هذا إن كان فيها حقيقة، وخصوصاً أنها جاءت من طرف واحد، بالتالي فهي منقوصة ومنقوضة على جميع الأحوال. وكما يقال إذا وقعت الشاة كثرت سكاكينها، فما بالك أنها لم تقع، بل تم زجها في طريق وعرة، فاختل توازنها، وهذا أمر طبيعي والكل معرض له، ولو حافظت على توازنها لكان أسلم لها، ولكن الكمال لله وحده. ولست بصدد الدفاع عن طرف دون آخر، بل لن أتطرق إلى الحادثة بأي نوع من التفصيل، وإن كان الحدث يتطلب فتح تحقيق شامل، وخصوصاً أن القضية أصبحت قضية رأي عام، وأصبح فيها تشهير على نطاق واسع، فلا بد من نشر الحقيقة كاملة دون محاباة أو مجاملة لأي جهة كانت، حتى يحاسب المخطئ، ويظهر حجم المشاكل بصورة تفصيلية، وحجم الجهود المبذولة لتفادي أي مشكلة أو كارثة لا سمح الله. وهنا وليس من باب الدفاع أقول أن دول كبيرة تعاني أكثر مما نعاني من مشكلتي الكهرباء والمياه، وحتى حالة غرق الشوارع بمياه الأمطار فقد رأينا عواصم خليجية تغرق بمياه الأمطار رغم كل قدراتها وإمكاناتها. وهذا الكلام ليس من باب التهرب من المسؤولية، ولكن من باب التوضيح وعدم التهويل. إن الإنجازات التي حققتها البلديات رغم قلة الإمكانات وكثرة العوائق لهي واضحة وملموسة، وإن كنا وما زلنا ننتظر المزيد منها خدمةً للمواطنين وتوفيراً لمتطلباتهم المعيشية والحياتية بصورة أفضل مما عليه الآن. ولكن هل سألنا أنفسنا كمواطنين، هل قمنا بواجبنا بتسديد فواتير ما استهلكناه من كهرباء ومياه، وهذا أعتقد أنه واجب شرعي قبل أن يكون ضرورة لتمكين هذه الجهات من الاستمرار في تقديم خدماتها، حتى وإن كانت ليست على المستوى المطلوب، وهل قمنا بتقديم النصيحة لهذه الجهات والتعاون معها من أجل إيجاد حلول للمشكلات، وحسب علمي أن اللقاء الذي تفجرت خلاله المشكلة الأخيرة كان بهدف توضيح الواقع والتشاور في كيفية الخروج من هذه الأزمة، ولكن للأسف تم استغلاله بصورة خاطئة. ومن الضروري التأكيد على مبدأ حرية الانتقاد البناء والحوار الهادف، وحسن استغلال المساحات المخصصة لذلك، بالإضافة لمبدأ المساءلة، فهذا حق مشروع للجميع، وكذلك تحمل المسؤول مهامه بأمانة وشفافية، وكل ذلك دون التشهير أو التجريح أو الاتهامات الباطلة، وقد تطرقت لذلك في مقالات: (انتقد ولكن، وتواصل، ومسؤول، وغيرها)، بالتالي نحن بحاجة إلى أن تتحمل كل جهة مسؤوليتها بصورة كاملة، وأن يؤدي الجميع دوره في المنظومة المجتمعية على أحسن وجه، وأن تتكاتف الجهود وأن تكون بتنسيق كامل حتى تؤتي أُكُلَها على أحسن وجه، ولذلك فنحن بحاجة إلى تكريس مفاهيم الاحترام المتبادل والثقة والأمانة والشفافية والنقد البناء والتشاور والمصداقية والبعد عن الإشاعة والأهم البعد عن الظلم حتى لا يتقلب علينا يوم القيامة إلى... ظلمات.
الأربعاء، 4 ديسمبر 2013
لقاءات
من جديد، جلس دولة رئيس الوزراء مع نخبة من المجتمع المحلي، يمثلون الطبقة المفكرة من الأكاديميين والإعلاميين والمثقفين، وقد تناولت عدة مقالات، وخصوصاً ممن كانوا حاضرين هذا اللقاء كل من جانبه ومن رؤيته، والخلاصة أن الجميع متفقون على أهمية هذه اللقاءات المباشرة وإيجابياتها، لأنها تؤكد قرب القائد من الشعب، وبتواصله معهم فهم يوصلون إليه آراءهم وأفكارهم ورؤيتهم فيما يتعلق بالقضايا الوطنية والمجتمعية على حد سواء، وفي نفس الوقت تصل لهم الردود مباشرة، والأهم من ذلك أنهم من خلال هذه اللقاءات المباشرة يتعرفون على الخطط المستقبلية من القيادة. وهي كذلك بمثابة تقدير من رأس الهرم الحكومي لهذه الفئة الهامة من المجتمع، وكل فئات المجتمع مهمة، فلكل دوره ومكانته، وعلى كل منها مسؤوليات جسام تجاه هذا الوطن. ولن نستطيع خدمة المجتمع، بل والأهم تحرير الوطن إلا إذا تكاتفت جميع الجهود، وتوحدت جميع الأيادي والعقول والقلوب على هدف واحد، وإلا إذا تشتتت الجهود وتفرقت الصفوف فلن يكتب الفلاح مطلقاً للجميع. وصراحة أنه بتحليل بسيط، فإننا سننتنتج أن ما يوحدنا أكثر مما يفرقنا، وإذا صدقت النوايا، وكان على سبيل المثال الهدف الأسمى للجميع هو تحرير فلسطين، فسنصل لهذا الهدف، وسيصبح أمراً واقعاً، حتى لو اختلفت المسارات وتعددت الوسائل. ولأجل الوطن أقول أن هذه اللقاءات وسيلة وغاية في نفس الوقت، وإن فاقت الأهداف المرجوة منها بدرجات عدة هدفها الذاتي، وحتى تعم الفائدة منها وتزداد لا بد من المتابعة الحثيثة للتوصيات التي تصدر عن النقاشات التي تدور أثناء اللقاء، وكذلك المزيد من التشاور والبحث في النقاط التي يتم طرحها من الطرفين، فبالنسبة لي ليس في هذه الجلسات مرسل ومستقبل، أو متحدث ومستمعون، فالجميع في بوتقة واحدة، يحملون نفس الهموم، ويتقاسمون نفس الحرص على المصلحة العامة. والجميع على دراية أنه لا أحد يملك عصاً سحرية ليحل مشاكل المجتمع كلها بإشارة واحدة أو بجرة قلم. ولكن الحلول السحرية لكل المشاكل مهما تعقدت تكون بالحوار والتفاهم والتكامل والنقاش العلمي المتعمق، وبكل تأكيد بالوحدة والتعاون المبني على الثقة والتجرد وإنكار الذات، ففلسطين أكبر من الجميع، وهي في نفس الوقت لن تكون إلا بالجميع وهي من الجميع وللجميع. وحال فلسطين يصفها الشاعر في هذه الأبيات: فلسطين نادت فلبوا النداء... وهبوا أُسوداً وكونوا الفداء... ففي أرضها قد تمادى العدا... وحل الظلام محل الهدى. وهذا النداء موجه لكل الفصائل الوطنية والإسلامية، والتي التقاها مسبقاً دولة رئيس الوزراء. ولا نشك مطلقاً أن جميع هذه الفصائل لها نفس الأهداف، وإن تنوعت لغة خطابها ومفرداتها، ففي النهاية المضمون واحد، وكلها تصب في خدمة المجتمع وتسعى لحرية الوطن. وهنا من خلال هذا المنبر أدعو الجميع وبلا استثناء، فصائل وحركات ومؤسسات مجتمع مدني ونقابات، وكذلك الشخصيات الاعتبارية من المثقفين والأكاديميين لأن يقوموا بدورهم المنشود تجاه الشعب والوطن، فالوطن بحاجة للجميع، والجميع بحاجة للوطن. وكما أدعو دولة رئيس الوزراء إلى المزيد المزيد من هذه اللقاءات.
الأحد، 1 ديسمبر 2013
توفيق
أحمد الله تعالى الذي وفق قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأخذ القرار الحكيم والمناسب، وذلك بإلغاء المهرجان المركزي لانطلاقتها، رغم أن البعض من قادة الحركة ورموزها كانوا مؤيدين لإقامته بصورة كبيرة جداً، ولهم مبرراتهم المقنعة، وخصوصاً أن إيجابيات إقامة المهرجان كثيرة وعديدة. ورغم أن بعض أجهزة الحركة كعادتها بدأت تستعد لهذه الانطلاقة من شحذ الهمم، وبث الحماسة في نفوس أبناء الحركة، لتكون هذه الاحتفالية الأضخم التي تشهدها فلسطين كل سنة، لتحمل رسائل للعالم أجمع، رسائل متعددة الأوجه من حيث الحضور والالتفاف العظيم من أبناء الشعب المحتل المحاصر حول حركته وقادته، بل حول النهج والطريق الذي يرتضيه الشعب لنفسه ولوطنه، وليؤكد استمرار وتجديد العهد مع الله بأن أبناء فلسطين باقون على العهد، وأن الأحرار سيبقون الأوفياء لأسرانا الأشاوس، ويعلنوها أن الضفة وغزة وحدة وعزة، وللقدس: إنا قادمون، وطريق تحريرها بدأ مع انتصار الفرقان وحجارة السجيل، فلا حياد عن المقاومة مهما كانت الصعوبات والعقوبات التي سيفرضها الاحتلال وأعوان الاحتلال على هذا الشعب، فقد أعلنها أن فجر الانتصار سيبزغ من قلب الحصار. لقد أكدت حماس ومعها الشعب الفلسطيني أنها لن تعترف (بإسرائيل)، وستبقى المدافعة عن الثوابت الفلسطينية، لا تهاب في سبيلها الموت، ولن تقدم أي تنازلات مهما صغرت، حتى لو كانت المغريات كبيرة، فما عند الله خير وأبقى، فلذلك لن تسقط القلاع، ولن تخترق الحصون، ولن ينتزعوا المواقف. هذا هو لسان حال الطفل الفلسطيني قبل المجاهد، وهذا ما يعمل على تحقيقه الجندي قبل القائد، ولهذا يرفع السبابة في السماء معلناً ولاءه لله هذا الشعب الصامد. ولا يخلو أي قرار بأي حال من الأحوال ومهما كان، من الإيجابيات أو السلبيات، وهذا أمر طبيعي، فهو من صنع البشر. ولا يختلف اثنان على أن القرار الحكيم هو الذي يأخذ بعين الاعتبار كل الأجواء المحيطة به من الفئة المستهدفة منه أو تلك التي ستتأثر به، وكذلك تداعياته على المحيط الداخلي والخارجي، وخصوصاً أن كل الأنظار مسلطة على هذه البقعة الصغيرة من المعمورة، ولكنها كبيرة في التأثير على السياسة العالمية. وقلتها قبل ذلك وأكررها من جديد أنه من غزة بدأ التغيير: (فلقد ثارت غزة من أجل الكرامة والأمن والأمان والحرية، ولقد بدأت برسم خارطة طريق جديدة في المجتمعات العربية، وبتحديد معالم الحياة الشريفة والكريمة التي تتناسب مع الإنسان العربي المسلم التواق للحرية، لتبدأ بعدها ورغم الحصار والاحتلال والحرب والحدود المغلقة بتصدير معاني العزة والحرية والكرامة والإصلاح والتغيير). ولأن الحصار اشتد على غزة هذه الأيام، وازداد تكالب المرجفين عليها، ليبقوها غارقة في الظلام، والأزمات، فغير مسموح لأهلها التفكير بالامتداد في تجربتهم وفي مخططاتهم التحريرية والوطنية شرقاً ولا شمالاً، فزاد الوضع الاقتصادي والمعيشي والإنساني صعوبة، ولذلك كان هذا القرار. وكما حملت مهرجانات حماس السابقة رسالات للجميع، حمل قرار الإلغاء رسالات كذلك، فأكد هذا القرار الحكيم أن حماس من الشعب وللشعب، وأن قرارتها ليست حزبية، بل لخدمة المجتمع، وللوقوف بجانبه ولدعم صموده. وأثبت هذا القرار أن الحركة حركة شعبية شورية مؤسساتية على قلب رجل واحد، لذلك يكتب لها النجاح والتوفيق في كل أمورها، فهنيئاً لحماس بانطلاقتها وبشعبيتها وبمؤسساتها وبقراراتها الحكيمة، والله هو الهادي إلى سواء السبيل، وهو ولي التوفيق.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)