65% من المجتمعات العربية من الشباب، هذه الشريحة التي لم تلاق الاهتمام الكافي في معظم الدول العربية، إلا من جمل إنشائية وعبارات تردد في المؤتمرات والندوات وورش العمل، ومنها أن الشباب عماد الوطن وأمل الأمة وقادة المستقبل. المجتمعات الغربية مجتمعات بدأت تضرب فيها الشيخوخة، ورغم ذلك فإن جل اهتماماتها بهذه الشريحة الأقل لديهم، ورغم ذلك ابتكروا مفاهيم جديدة ومنها التنمية بكافة أنواعها، وركيزتها الأولى التنمية البشرية، وبالطبع الفئة المستهدفة الأكبر هم الشباب. هذا المصطلح أو هذا المفهوم بدأ بالانتشار الواسع في مجتمعاتنا، ولكن أزعم أنه ليس على أسس سليمة وصحيحة، وكذلك فهو يأتي لحل مشكلة وقتية دون التشخيص الحقيقي والحل المتكامل لها، بالإضافة إلى أنه يرتكز بصورة كبيرة على نقل تجارب الآخرين دون تنقيح أو تكييف أو تطوير. ومن أسباب الجدوى المحدودة للتنمية البشرية في مجتمعاتنا، وجدواها اللامحدودة في المجتمعات الأخرى، أن المجتمعات المتقدمة والدول المتطورة هي التي يشارك أكبر نسبة من أفرادها في دفع عجلة التنمية والتطور، ويكون لهم دور أساسي ومشاركة فعالة في كل مراحل البناء والتقدم. والمقصود بهذه المراحل جميع المراحل التي يمر بها أي مشروع من بداية التحليل والتفكير ومن ثم التخطيط والإقرار وبعدها التجهيز والتنفيذ، ويليها بطبيعة الحال حتى يكون المشروع متكاملاً التقييم والتقويم.
وهنا المشاركة الفعالة تعني المشاركة الإيجابية والمتبادلة والتكاملية، ليس فيها مرسل ومستقبل، بل الجميع في بوتقة واحدة تقوم على اندماج الشباب بصورة كاملة مع كل فئات المجتمع وليس فقط في القضايا ذات الطابع والعناوين الشبابية، بل في كافة القضايا المجتمعية.
والمجتمعات المتقدمة تعتبر أن المشاركة الفعالة من الشباب هي غاية ووسيلة في نفس الوقت. غاية: لدمج الشباب في المجتمع كعضو فعال يساعد في تغييره نحو الأفضل، ولإشعارهم بأهميتهم ومدى حاجة مجتمعاتهم لهم، وتقوية إحساسهم بالمسئولية نحو المجتمع، ولإبعادهم عن الهاوية والفساد والضياع. بالإضافة إلى زيادة الثقة بالنفس، وصقل قدراتهم الذاتية القيادية التخطيطية والتنفيذية، وتوجيهها، ونقل الخبرات إليهم بصورة عملية، وخصوصاً أنهم قادة المستقبل وبالتالي تحقيق النهضة المنشودة لهذه المجتمعات والعمل على توفير مستقبل أفضل.
ووسيلة لتطوير المجتمع والاستفادة من كافة شرائحه، وخصوصاً من ديناميكية هذه الشريحة وحماسها ودافعيتها وحيويتها المتجددة، وقدرتهم الفائقة على التجديد والابتكار والإبداع، وللاستفادة من الطاقات الكامنة لديهم، ولتسخيرها في الصالح العام، ولتوجيهها نحو المسار البناء،وكذلك وسيلة لتوفير الأمن المجتمعي من خلال توجيه هذه الطاقات الكامنة بتحميلهم مسؤولية الحفاظ على مقدرات المجتمع وركائزه، وكذلك من خلال الاطمئنان على مستقبل البلد بأنها ستكون بأيد أمينة وواعية وواعدة.
والمشاركة الفعالة بكل تأكيد هي ناتج طبيعي لقناعة المجتمعات بالعمل الجماعي واستغلال كافة طاقاتها والاستفادة من كل مكوناتها، وأهمية بث روح الأسرة الكبيرة والفريق الواحد في مسيرة التطوير المجتمعي، ولذلك فهي تتطلب وخصوصاً في مجتمعاتنا بناء جسور الثقة مع الشباب، بل بين كافة فئات المجتمع، لتنتهي حالة عزوف البعض عن حمل هموم الوطن والمجتمع واللجوء إلى الانطوائية والأنانية والمصلحة الفردية البحتة.
وهذه الجسور لن تبنى إلا من خلال:
- الإيمان بأهمية الشباب وقدرتهم على التغيير والتطوير، وبجدوى مشاركتهم في بناء الوطن، وإشعارهم بأنهم جزء أساس من التنمية.
- توفير الحرية الكاملة والمنضبطة في نفس الوقت للشباب للتعبير عن آرائهم، ولطرح أفكارهم، دون التقليل منها أو النقد السلبي الهدام لها.
- فتح كافة المجالات للمشاركة دون حصرها على مجال دون آخر، وعدم تقزيم هذه المشاركة فقط في قضايا الشباب، بل المشاركة في القضايا السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والبيئية والتنموية وغيرها من قضايا المجتمع المتكاملة.
- تنوع أماكن المشاركة، وعدم اقتصارها على المؤسسات الحكومية أو على مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات أهلية أو مراكز تنموية أو نواد ثقافية أو اجتماعية أو رياضية، فلكل ميوله الخاصة وتوجهاته الذاتية.
- محاربة استغلال الشباب من بعض الشركات أو المؤسسات، والنزول إلى الميدان من الجهات الرقابية، وعدم الاكتفاء بالعمل المكتبي.
- تعزيز ثقافة الحوار وزيادة مساحة التواصل بين صناع القرار والشباب.
- فتح المجال للجميع دون استثناء، أو نظر إلى لون دون آخر.
- التأكيد على أن مشاركة الشباب الفعالة في كافة المجالات هي ضرورة مجتمعية، وليس الهدف منها إشغال وقت الشباب بالمفيد فقط، بل غرس اليقين في نفوس الشباب أن المجتمع لا ينتظر فقط مشاركتهم بل مبادراتهم كذلك.
- وأد المفاهيم التقليدية الهدامة، ومنها (الشباب ما زالوا صغار السن)، (الشباب طائش، وتنقصهم الخبرة)، (الشباب ما زالوا بحاجة إلى تكوين الشخصية)، وفي الطرف الآخر: (أنا مالي)، (لن أغير الكون لوحدي)، (هذه قضايا للكبار)، وغيرها.
-
إن عمليات التغيير الأخيرة التي شهدتها وما زالت تشهدها الساحة العربية تتطلب من الجميع إعادة دراسة الواقع والعمل بجدية نحو التغيير، بهدف الإصلاح والتطوير والتنمية الشاملة والتقدم، وحل كافة المشاكل المجتمعية ضمن منظومة متكاملة تقوم على المشاركة الفعالة من الجميع وخصوصا من الشباب.
ولقادة الرأي والمجتمع أقول: إن بناء جسور الحوار والثقة والتفاهم مع الآخرين وخصوصاً الشباب وتوسيع مساحة المشاورة والمشاركة الفعالة منهم لهي أهم عناوين الإبداع المجتمعي والقيادة الآمنة والحكيمة والبناءة للمجتمعات.
وللشباب أقول: مجتمعك بحاجة إليك كما أنت بحاجة له، والمستقبل أمامك.
وهنا المشاركة الفعالة تعني المشاركة الإيجابية والمتبادلة والتكاملية، ليس فيها مرسل ومستقبل، بل الجميع في بوتقة واحدة تقوم على اندماج الشباب بصورة كاملة مع كل فئات المجتمع وليس فقط في القضايا ذات الطابع والعناوين الشبابية، بل في كافة القضايا المجتمعية.
والمجتمعات المتقدمة تعتبر أن المشاركة الفعالة من الشباب هي غاية ووسيلة في نفس الوقت. غاية: لدمج الشباب في المجتمع كعضو فعال يساعد في تغييره نحو الأفضل، ولإشعارهم بأهميتهم ومدى حاجة مجتمعاتهم لهم، وتقوية إحساسهم بالمسئولية نحو المجتمع، ولإبعادهم عن الهاوية والفساد والضياع. بالإضافة إلى زيادة الثقة بالنفس، وصقل قدراتهم الذاتية القيادية التخطيطية والتنفيذية، وتوجيهها، ونقل الخبرات إليهم بصورة عملية، وخصوصاً أنهم قادة المستقبل وبالتالي تحقيق النهضة المنشودة لهذه المجتمعات والعمل على توفير مستقبل أفضل.
ووسيلة لتطوير المجتمع والاستفادة من كافة شرائحه، وخصوصاً من ديناميكية هذه الشريحة وحماسها ودافعيتها وحيويتها المتجددة، وقدرتهم الفائقة على التجديد والابتكار والإبداع، وللاستفادة من الطاقات الكامنة لديهم، ولتسخيرها في الصالح العام، ولتوجيهها نحو المسار البناء،وكذلك وسيلة لتوفير الأمن المجتمعي من خلال توجيه هذه الطاقات الكامنة بتحميلهم مسؤولية الحفاظ على مقدرات المجتمع وركائزه، وكذلك من خلال الاطمئنان على مستقبل البلد بأنها ستكون بأيد أمينة وواعية وواعدة.
والمشاركة الفعالة بكل تأكيد هي ناتج طبيعي لقناعة المجتمعات بالعمل الجماعي واستغلال كافة طاقاتها والاستفادة من كل مكوناتها، وأهمية بث روح الأسرة الكبيرة والفريق الواحد في مسيرة التطوير المجتمعي، ولذلك فهي تتطلب وخصوصاً في مجتمعاتنا بناء جسور الثقة مع الشباب، بل بين كافة فئات المجتمع، لتنتهي حالة عزوف البعض عن حمل هموم الوطن والمجتمع واللجوء إلى الانطوائية والأنانية والمصلحة الفردية البحتة.
وهذه الجسور لن تبنى إلا من خلال:
- الإيمان بأهمية الشباب وقدرتهم على التغيير والتطوير، وبجدوى مشاركتهم في بناء الوطن، وإشعارهم بأنهم جزء أساس من التنمية.
- توفير الحرية الكاملة والمنضبطة في نفس الوقت للشباب للتعبير عن آرائهم، ولطرح أفكارهم، دون التقليل منها أو النقد السلبي الهدام لها.
- فتح كافة المجالات للمشاركة دون حصرها على مجال دون آخر، وعدم تقزيم هذه المشاركة فقط في قضايا الشباب، بل المشاركة في القضايا السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والبيئية والتنموية وغيرها من قضايا المجتمع المتكاملة.
- تنوع أماكن المشاركة، وعدم اقتصارها على المؤسسات الحكومية أو على مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات أهلية أو مراكز تنموية أو نواد ثقافية أو اجتماعية أو رياضية، فلكل ميوله الخاصة وتوجهاته الذاتية.
- محاربة استغلال الشباب من بعض الشركات أو المؤسسات، والنزول إلى الميدان من الجهات الرقابية، وعدم الاكتفاء بالعمل المكتبي.
- تعزيز ثقافة الحوار وزيادة مساحة التواصل بين صناع القرار والشباب.
- فتح المجال للجميع دون استثناء، أو نظر إلى لون دون آخر.
- التأكيد على أن مشاركة الشباب الفعالة في كافة المجالات هي ضرورة مجتمعية، وليس الهدف منها إشغال وقت الشباب بالمفيد فقط، بل غرس اليقين في نفوس الشباب أن المجتمع لا ينتظر فقط مشاركتهم بل مبادراتهم كذلك.
- وأد المفاهيم التقليدية الهدامة، ومنها (الشباب ما زالوا صغار السن)، (الشباب طائش، وتنقصهم الخبرة)، (الشباب ما زالوا بحاجة إلى تكوين الشخصية)، وفي الطرف الآخر: (أنا مالي)، (لن أغير الكون لوحدي)، (هذه قضايا للكبار)، وغيرها.
-
إن عمليات التغيير الأخيرة التي شهدتها وما زالت تشهدها الساحة العربية تتطلب من الجميع إعادة دراسة الواقع والعمل بجدية نحو التغيير، بهدف الإصلاح والتطوير والتنمية الشاملة والتقدم، وحل كافة المشاكل المجتمعية ضمن منظومة متكاملة تقوم على المشاركة الفعالة من الجميع وخصوصا من الشباب.
ولقادة الرأي والمجتمع أقول: إن بناء جسور الحوار والثقة والتفاهم مع الآخرين وخصوصاً الشباب وتوسيع مساحة المشاورة والمشاركة الفعالة منهم لهي أهم عناوين الإبداع المجتمعي والقيادة الآمنة والحكيمة والبناءة للمجتمعات.
وللشباب أقول: مجتمعك بحاجة إليك كما أنت بحاجة له، والمستقبل أمامك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق