(عناق كبير لكم، كبر البحر الأبيض المتوسط الذي يفرق بيننا، ولكنه في الحقيقة يوحدنا)... كلمات لفيتوريو أريغوني، هذا الإنسان الإيطالي الذي ترك وطنه وأهله، وتخلى عن ترف العيش في أجمل بلاد العالم، ليعيش مع من يحتاج إليه، ليحيا بين الأطفال الذين أوشكوا على الموت بسبب شراسة القتلة والمحتلين، فهو على قناعة أنهم بحاجة إليه ليعيد العدالة لمن فقد صوته، أو ربما ليوصلها لمن لم يمتلك آذان ليستمع بها.
طرقات غزة وشوارعها تعشقك يا فيتوريو عشقها للحرية، وأطفالها يحبونك حبهم للحياة، وأبناء فلسطين يعدونك واحداً منهم، كيف لا؟ وأنت الذي خضت الصعاب لتكون معهم! كيف لا وأنت الذي ركبت الموج مع الصيادين عساهم يعودون بغذاء يومهم؟ كيف لا؟ وأنت الذي قلت بأعلى صوتك: لتقف القرصنة الإسرائيلية. وأنت الذي عشت معنا الحرب الشرسة (الرصاص المصبوب) بلحظاتها لحظة لحظة، تقف بجانب الجرحى وتساعد فرق الإنقاذ، تساعد فلسطين كل فلسطين، وتنقل الواقع، تنقل حقيقة الاحتلال وواقع المقاومة بقلمك وبكتاباتك، لم تكتفِ أن تحتضن المقاومة بقلبك وأن تدافع عنها بمدونتك الخاصة، وأن تعلنها واضحة أمام الجميع أنك مع المقاومة راسماً لفظها على يدك...
يدك الكريمة التي امتدت للجرحى من الأطفال لتمسح دمعتهم، والتي امتدت لشباب غزة تصافحهم وتسلم عليهم وتقول لهم "كلنا فلسطين"، و"غزة حرة"، و"تحيا فلسطين"، وها هم اليوم يقولون لك: أنت واحد منا يا فيتوريو، افتقدتك غزة كما افتقدتك بولتشاجو حيث كنت تسكن، هناك مع والدك ووالدتك وأصدقائك، ولكنك آثرت الأشواك على الحرير، وآثرت التعب على الراحة، عذراً فأنت تعدّ راحتك في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني التي تطلب من الجميع أن يعرفها، تطلب من الأهالي أن يضعوا كتابك (كن إنساناً) في مكان يسهل للأطفال الوصول إليه، عساهم يعرفونك أن هناك عالماً آخر ليس ببعيد عنهم، حيث اللامبالاة والعنصرية من المحتل الذي يمزق أقرانهم ويقتلهم وكأنهم دمى بالية.
وعساهم يتحركون لنصرة المحتاج وهم في سن مبكرة. لم أقرأ كتابك، ولكن ما قرأته في صفحتك على الفيسبوك وأنت تسعى لترويجه ليحقق ربحاً مادياً ومعنوياً، معنوياً بنشر حقيقة الحرب وبفضح المحتل ولزيادة المتضامنين والأنصار، لينتشر في المكتبات العامة والخاصة وفي كل البيوت، في كل المراكز الثقافية والمنتديات الاجتماعية، ومادياً ليس لتصبح غنياً، فلست من الذين يبحثون عن مكاسب شخصية، ولو كنت كذلك لما جئت، ولكن لتقدم هذه الأرباح إلى من تبقى من أطفال فلسطين بعد الحرب الضروس، لتخفف من جراحاتهم ومن الصدمات التي تلقونها بسبب المجرمين.
ليس غريباً ولا عجيباً أن تكون كذلك يا فيتوريو، أن تكون إنساناً، أن تكون فلسطينياً بداخلك وتعشق فلسطين، فوالدتك هذه الصابرة المناضلة التي تقول لدولة رئيس الوزراء وهي تشكره على وقفة الحكومة الفلسطينية وقراراتها وتحركاتها بخصوص العمل الإجرامي الذي نال منك، بل نال منا جميعاً، نال من غزة ومن فلسطين، فها هي والدتك تقول: "أنا أعرف أن كل الفلسطينيين يحبون فيتوريو فهو واحد منهم، ومن قتل فيتوريو لا يمكن أن يكون فلسطينياً، من قتل فيتوريو لا يحب فلسطين".
والدتك وهي عمدة بلدية بولتشاجو القريبة من مدينة ميلانو، وهي المحبوبة في قريتها لإنسانيتها ولمبادئها المجتمعية النبيلة، انتخبوها لمرتين لمواقفها، فهي التي تؤمن أن العدل والسلام يسيران مع بعضهما البعض، وهي التي تحب العيش بين الناس، وتعدّ التضامن ومساعدة الضعفاء من أساسيات الحياة ليس الشخصية فقط ولكن العامة كذلك، وهي التي تتبرع بكل مخصصاتها كعمدة للبلدية إلى صندوق خاص في البلدية للأهداف الإنسانية والمشاريع الخيرية. هذه أمك يا فيتوريو وهذا أنت، فنعم الأم والابن.
من قتل فيتوريو ليس فلسطينياً، فما مصلحة فلسطين في قتلك، من قتلك ليس وطنياً ولم يفهم الدين الإسلامي على حقيقته، فأنت المستأمن بيننا، بل أنت نصيرنا، ولسان حالنا، فكيف يقتلك فلسطيني؟؟؟ كيف يقتلك فلسطيني وآخر ما كتبته في مدونتك يحمل الاحتلال والحصار وفاة المواطنين في الأنفاق، وتدافع فيها عن حق الشعب المحاصر بالبحث عن الحياة، فهي حرب غير معلنة في صراع الحياة. وأنت الذي تعترض قبلها على رئيس الوزراء الإيطالي بيرليسكوني الذي يتعهد (لإسرائيل) بعدم السماح بانطلاق أسطول الحرية، ترفض هذه التصريحات بل تتهكم على مواقفه من (إسرائيل).
وها هو رد والدتك يأتي واضحاً ومجلجلاً أمام الكون (سأشارك في أسطول الحرية) خسرت يا من قتلت أريغوني، فمبادئه باقية وراسخة في نفوس المتضامنين جميعاً، فغزة آمنة وستبقى كذلك، مهما حاولتم العبث بها، والجريمة معزولة، فهي لا تمثلنا، لا تمثل مبادئنا ولا مواقفنا ولا آراءنا، ولا معتقداتنا، هي غريبة عنا، وفلسطين بريئة منها.
سيدتي إيجيديا: مواساتنا وتعازينا لافتقادك ابنك، ولكن شباب فلسطين كلهم من الآن أبناؤك، إن استطعت القدوم إلى غزة، فكل نساء غزة ورجالها وشبابها ستخرج لاستقبالك، وإن لم تتمكني من ذلك فأنت حاضرة بيننا، في قلوبنا وفي نفوسنا، بل تراب غزة الذي قبله ابنك يتوق لرؤياك، بكل معاني الاحترام والتقدير والشكر والثناء والمواساة سيدتي إيجيديا: ننتظرك...
طرقات غزة وشوارعها تعشقك يا فيتوريو عشقها للحرية، وأطفالها يحبونك حبهم للحياة، وأبناء فلسطين يعدونك واحداً منهم، كيف لا؟ وأنت الذي خضت الصعاب لتكون معهم! كيف لا وأنت الذي ركبت الموج مع الصيادين عساهم يعودون بغذاء يومهم؟ كيف لا؟ وأنت الذي قلت بأعلى صوتك: لتقف القرصنة الإسرائيلية. وأنت الذي عشت معنا الحرب الشرسة (الرصاص المصبوب) بلحظاتها لحظة لحظة، تقف بجانب الجرحى وتساعد فرق الإنقاذ، تساعد فلسطين كل فلسطين، وتنقل الواقع، تنقل حقيقة الاحتلال وواقع المقاومة بقلمك وبكتاباتك، لم تكتفِ أن تحتضن المقاومة بقلبك وأن تدافع عنها بمدونتك الخاصة، وأن تعلنها واضحة أمام الجميع أنك مع المقاومة راسماً لفظها على يدك...
يدك الكريمة التي امتدت للجرحى من الأطفال لتمسح دمعتهم، والتي امتدت لشباب غزة تصافحهم وتسلم عليهم وتقول لهم "كلنا فلسطين"، و"غزة حرة"، و"تحيا فلسطين"، وها هم اليوم يقولون لك: أنت واحد منا يا فيتوريو، افتقدتك غزة كما افتقدتك بولتشاجو حيث كنت تسكن، هناك مع والدك ووالدتك وأصدقائك، ولكنك آثرت الأشواك على الحرير، وآثرت التعب على الراحة، عذراً فأنت تعدّ راحتك في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني التي تطلب من الجميع أن يعرفها، تطلب من الأهالي أن يضعوا كتابك (كن إنساناً) في مكان يسهل للأطفال الوصول إليه، عساهم يعرفونك أن هناك عالماً آخر ليس ببعيد عنهم، حيث اللامبالاة والعنصرية من المحتل الذي يمزق أقرانهم ويقتلهم وكأنهم دمى بالية.
وعساهم يتحركون لنصرة المحتاج وهم في سن مبكرة. لم أقرأ كتابك، ولكن ما قرأته في صفحتك على الفيسبوك وأنت تسعى لترويجه ليحقق ربحاً مادياً ومعنوياً، معنوياً بنشر حقيقة الحرب وبفضح المحتل ولزيادة المتضامنين والأنصار، لينتشر في المكتبات العامة والخاصة وفي كل البيوت، في كل المراكز الثقافية والمنتديات الاجتماعية، ومادياً ليس لتصبح غنياً، فلست من الذين يبحثون عن مكاسب شخصية، ولو كنت كذلك لما جئت، ولكن لتقدم هذه الأرباح إلى من تبقى من أطفال فلسطين بعد الحرب الضروس، لتخفف من جراحاتهم ومن الصدمات التي تلقونها بسبب المجرمين.
ليس غريباً ولا عجيباً أن تكون كذلك يا فيتوريو، أن تكون إنساناً، أن تكون فلسطينياً بداخلك وتعشق فلسطين، فوالدتك هذه الصابرة المناضلة التي تقول لدولة رئيس الوزراء وهي تشكره على وقفة الحكومة الفلسطينية وقراراتها وتحركاتها بخصوص العمل الإجرامي الذي نال منك، بل نال منا جميعاً، نال من غزة ومن فلسطين، فها هي والدتك تقول: "أنا أعرف أن كل الفلسطينيين يحبون فيتوريو فهو واحد منهم، ومن قتل فيتوريو لا يمكن أن يكون فلسطينياً، من قتل فيتوريو لا يحب فلسطين".
والدتك وهي عمدة بلدية بولتشاجو القريبة من مدينة ميلانو، وهي المحبوبة في قريتها لإنسانيتها ولمبادئها المجتمعية النبيلة، انتخبوها لمرتين لمواقفها، فهي التي تؤمن أن العدل والسلام يسيران مع بعضهما البعض، وهي التي تحب العيش بين الناس، وتعدّ التضامن ومساعدة الضعفاء من أساسيات الحياة ليس الشخصية فقط ولكن العامة كذلك، وهي التي تتبرع بكل مخصصاتها كعمدة للبلدية إلى صندوق خاص في البلدية للأهداف الإنسانية والمشاريع الخيرية. هذه أمك يا فيتوريو وهذا أنت، فنعم الأم والابن.
من قتل فيتوريو ليس فلسطينياً، فما مصلحة فلسطين في قتلك، من قتلك ليس وطنياً ولم يفهم الدين الإسلامي على حقيقته، فأنت المستأمن بيننا، بل أنت نصيرنا، ولسان حالنا، فكيف يقتلك فلسطيني؟؟؟ كيف يقتلك فلسطيني وآخر ما كتبته في مدونتك يحمل الاحتلال والحصار وفاة المواطنين في الأنفاق، وتدافع فيها عن حق الشعب المحاصر بالبحث عن الحياة، فهي حرب غير معلنة في صراع الحياة. وأنت الذي تعترض قبلها على رئيس الوزراء الإيطالي بيرليسكوني الذي يتعهد (لإسرائيل) بعدم السماح بانطلاق أسطول الحرية، ترفض هذه التصريحات بل تتهكم على مواقفه من (إسرائيل).
وها هو رد والدتك يأتي واضحاً ومجلجلاً أمام الكون (سأشارك في أسطول الحرية) خسرت يا من قتلت أريغوني، فمبادئه باقية وراسخة في نفوس المتضامنين جميعاً، فغزة آمنة وستبقى كذلك، مهما حاولتم العبث بها، والجريمة معزولة، فهي لا تمثلنا، لا تمثل مبادئنا ولا مواقفنا ولا آراءنا، ولا معتقداتنا، هي غريبة عنا، وفلسطين بريئة منها.
سيدتي إيجيديا: مواساتنا وتعازينا لافتقادك ابنك، ولكن شباب فلسطين كلهم من الآن أبناؤك، إن استطعت القدوم إلى غزة، فكل نساء غزة ورجالها وشبابها ستخرج لاستقبالك، وإن لم تتمكني من ذلك فأنت حاضرة بيننا، في قلوبنا وفي نفوسنا، بل تراب غزة الذي قبله ابنك يتوق لرؤياك، بكل معاني الاحترام والتقدير والشكر والثناء والمواساة سيدتي إيجيديا: ننتظرك...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق