لقد حرك اختيار بعض الدول الأوروبية لشخصيات شابة في مواقع متقدمة من المسؤولية الكثير من الشجون حول واقعنا المجتمعي وآليات تفكيرنا ومعايير الاختيار الموجودة في مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية. فالمعروف أن المجتمعات الاوروبية مجتمعات يشكل فيها كبار السن النسبة الأكبر، ونسبة الشباب فيها قليلة، ورغم ذلك بدأت تعتمد عليهم بصورة ملحوظة. وأما مجتمعاتنا العربية فأغلبها مجتمعات شابة، ولكنها لا تعتمد إلا على كبار السن، ونادراً ما ترى شاباً في المواقع المهمة من المسؤولية. وهذا الأمر يدعو للتساؤل لماذا هذا التوجه هنا وهناك؟ إن الشباب يمتلك الهمة والطاقة والحيوية والنشاط والحماس والدافعية وروح المجازفة والمبادرة، فلا يجب أن يترك دون استفادة، فيجب أن توضع كل هذه الامور في نصابها الصحيح، وتستغل هذه الطاقات بالصورة المثلى، حتى لا تهدر هذه الإمكانات، وحتى لا تصب في الاتجاه الخاطئ، حينها لا قدر الله سيكون هلاك المجتمع بأكمله وليس الشباب لوحده. ومن متابعتي للواقع الميداني، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنني أن أقول أن الشباب ينقسم الى أكثر من تصنيف فمنهم: التقليدي الذي يسير مع واقع الحياة، إما قناعة (وقد تكون ليس في مكانها)، أو قلة حيلة، وهذه الفئة غالباً ساكنة غير ديناميكية وغير فعالة، وقد تكون غير منتجة كذلك. وهي بحاجة الى وقفة مع الذات، ووقفة منا جميعاً لتحريك الهمة والدافعية في داخلها، وتحفيزها إلى توسيع مداركها وآفاقها وطموحاتها، لتصبح فئة عاملة منتجة. وأما الفئة الثانية من الشباب فهي فئة لا مبالية بما حولها، يهمها تحقيق ذاتها قدر الامكان، دون الاكتراث بما يدور في المجتمع من أحداث. والفئة الثالثة هي فئة بدأت تعي دورها وتعرف أهميتها في المجتمع، وبدأ يزداد المنضمون لها مع بدايات الربيع العربي، ولكنها ما زالت بحاجة إلى المزيد من الرعاية والاهتمام، والأهم من ذلك فهي بحاجة لتوحيد جهودها والبعد عن الأنا قدر الإمكان، وعدم تقليد تجارب أخرى، فلكل منطقة شعابها التي تختلف عن المناطق الأخرى. وهذه الفئة حقيقة هي بيت القصيد من هذا المقال. ولأن الأمل معقود عليها، فإننا ندعوها لإعادة ترتيب أوراقها وتوحيد جهودها، ولا بأس من التنافس المحمود، دون أن تصبح المسميات هي الهدف. وبالتالي من الواجب عليها رسم خارطة طريق واضحة المسارات، تحقق فيها كيانها، وتجد فيها كينونتها، لتساهم في تحديد معالم المستقبل القريب، ولتشارك في البناء المجتمعي بصورة أكثر حيوية، ولتحقق أكبر فائدة ممكنة لها وللمجتمع. وعلى الطرف الأخر فإن واقع الشباب يتطلب منا وقفة جادة ومراجعة ذاتية لأدائنا في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وهذه أمانة في أعناقنا جميعاً، فالشباب بحاجة إلى المزيد من الاهتمام في كافة المجالات التربوية والدعوية والتثقيفية والتكوينية. ويجب أن تكون المبادرات الشبابية هادفة ومدروسة، وفي نفس الوقت محتضنة، ولكن دون وصاية. شبابنا كذلك يحتاج للحرية بكافة أشكالها: حرية التعبير والحركة والكلمة، وحرية الكلمة هي أساس الديموقراطية، والأهم أن للشباب الحق في المشاركة الفعالة ليس فقط في القضايا التي تخصهم، ولكن في كل القضايا الوطنية والمجتمعية، ليس مشاركة في التنفيذ ولكن في التخطيط واتخاذ القرار كذلك، ولم لا في إفساح المجال لهم ليتقلدوا مناصب متقدمة، وهنا قدوتنا ليس الغرب وتوجهاته الأخيرة، بل قدوتنا تاريخنا الإسلامي، وتحديداً سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مواقفه مع الشباب.
الجمعة، 31 يناير 2014
الشباب
لقد حرك اختيار بعض الدول الأوروبية لشخصيات شابة في مواقع متقدمة من المسؤولية الكثير من الشجون حول واقعنا المجتمعي وآليات تفكيرنا ومعايير الاختيار الموجودة في مؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية. فالمعروف أن المجتمعات الاوروبية مجتمعات يشكل فيها كبار السن النسبة الأكبر، ونسبة الشباب فيها قليلة، ورغم ذلك بدأت تعتمد عليهم بصورة ملحوظة. وأما مجتمعاتنا العربية فأغلبها مجتمعات شابة، ولكنها لا تعتمد إلا على كبار السن، ونادراً ما ترى شاباً في المواقع المهمة من المسؤولية. وهذا الأمر يدعو للتساؤل لماذا هذا التوجه هنا وهناك؟ إن الشباب يمتلك الهمة والطاقة والحيوية والنشاط والحماس والدافعية وروح المجازفة والمبادرة، فلا يجب أن يترك دون استفادة، فيجب أن توضع كل هذه الامور في نصابها الصحيح، وتستغل هذه الطاقات بالصورة المثلى، حتى لا تهدر هذه الإمكانات، وحتى لا تصب في الاتجاه الخاطئ، حينها لا قدر الله سيكون هلاك المجتمع بأكمله وليس الشباب لوحده. ومن متابعتي للواقع الميداني، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنني أن أقول أن الشباب ينقسم الى أكثر من تصنيف فمنهم: التقليدي الذي يسير مع واقع الحياة، إما قناعة (وقد تكون ليس في مكانها)، أو قلة حيلة، وهذه الفئة غالباً ساكنة غير ديناميكية وغير فعالة، وقد تكون غير منتجة كذلك. وهي بحاجة الى وقفة مع الذات، ووقفة منا جميعاً لتحريك الهمة والدافعية في داخلها، وتحفيزها إلى توسيع مداركها وآفاقها وطموحاتها، لتصبح فئة عاملة منتجة. وأما الفئة الثانية من الشباب فهي فئة لا مبالية بما حولها، يهمها تحقيق ذاتها قدر الامكان، دون الاكتراث بما يدور في المجتمع من أحداث. والفئة الثالثة هي فئة بدأت تعي دورها وتعرف أهميتها في المجتمع، وبدأ يزداد المنضمون لها مع بدايات الربيع العربي، ولكنها ما زالت بحاجة إلى المزيد من الرعاية والاهتمام، والأهم من ذلك فهي بحاجة لتوحيد جهودها والبعد عن الأنا قدر الإمكان، وعدم تقليد تجارب أخرى، فلكل منطقة شعابها التي تختلف عن المناطق الأخرى. وهذه الفئة حقيقة هي بيت القصيد من هذا المقال. ولأن الأمل معقود عليها، فإننا ندعوها لإعادة ترتيب أوراقها وتوحيد جهودها، ولا بأس من التنافس المحمود، دون أن تصبح المسميات هي الهدف. وبالتالي من الواجب عليها رسم خارطة طريق واضحة المسارات، تحقق فيها كيانها، وتجد فيها كينونتها، لتساهم في تحديد معالم المستقبل القريب، ولتشارك في البناء المجتمعي بصورة أكثر حيوية، ولتحقق أكبر فائدة ممكنة لها وللمجتمع. وعلى الطرف الأخر فإن واقع الشباب يتطلب منا وقفة جادة ومراجعة ذاتية لأدائنا في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وهذه أمانة في أعناقنا جميعاً، فالشباب بحاجة إلى المزيد من الاهتمام في كافة المجالات التربوية والدعوية والتثقيفية والتكوينية. ويجب أن تكون المبادرات الشبابية هادفة ومدروسة، وفي نفس الوقت محتضنة، ولكن دون وصاية. شبابنا كذلك يحتاج للحرية بكافة أشكالها: حرية التعبير والحركة والكلمة، وحرية الكلمة هي أساس الديموقراطية، والأهم أن للشباب الحق في المشاركة الفعالة ليس فقط في القضايا التي تخصهم، ولكن في كل القضايا الوطنية والمجتمعية، ليس مشاركة في التنفيذ ولكن في التخطيط واتخاذ القرار كذلك، ولم لا في إفساح المجال لهم ليتقلدوا مناصب متقدمة، وهنا قدوتنا ليس الغرب وتوجهاته الأخيرة، بل قدوتنا تاريخنا الإسلامي، وتحديداً سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مواقفه مع الشباب.
الاثنين، 27 يناير 2014
تدوير الموظفين
يعتبر رئيس المؤسسة هو المسؤول الأول عن نجاحها، وعن تأدية مهامها على أحسن وجه. وفي سبيل إنجاز أهداف المؤسسة وتجسيد رسالتها وغاياتها على أرض الواقع يحق له تسخير كافة الإمكانات والموارد المتاحة بالآليات والوسائل التي يراها مناسبة، أو قل إدارة هذه المؤسسة بصورة سليمة، يحقق من خلالها أعلى نسب النجاح المتوقعة. وأهم عامل من عوامل النجاح في المؤسسة يتعلق بمواردها البشرية ومدى انتمائهم لها ومساهماتهم في تنفيذ مشاريعها وبرامجها وخدماتها بصورة فعالة وحيوية. هذه الحيوية والهمة والنشاط قد يؤثر فيها طول المدة الزمنية التي يبقى فيها الموظف يؤدي نفس المهام وفي نفس المكان، وهذا ما يتطلب تجديدها، وبالتالي يصبح واجب المسؤول تحقيق ذلك، وإن لم يستطع فستبدأ المؤسسة في التراجع، فالمشكلة تصبح هنا ليس في الموارد ومنها الموارد البشرية ولكن في إدارتها، وكما يقول المفكر الإسلامي د. فريد قرشي: (إن المشكلة الأساسية لهذه الأمة هي مشكلة إدارة وليست مشكلة موارد). وأحد الحلول الناجحة والمتبعة في معظم المؤسسات الرائدة هو عملية تدوير الموظفين، وهذا يعني نقل الموظف من مكان لآخر في نفس المؤسسة، يؤدي فيه مهاماً جديدة، مع رفاق عمل جدد، ومسؤول جديد. فهي عملية تجديد دماء، وإن صح التعبير تحريك للركود أو الجمود في منظومة العمل، فيتحقق معها المزيد من الإيجابيات للمؤسسة، وهذا هو صميم الإدارة المؤسساتية الناجحة التي يعرفها الدكتور طارق سويدان بقوله: (أستطيع أن ألخص الإدارة بأنها عملية تحسين الأداء مع تقليل الجهد والوقت والتكلفة). وعملية التدوير إذا تم إعدادها بصورة مهنية وتم التوافق مع الموظفين عليها فإنها بكل تأكيد كلها إيجابيات، ولكنها لن تحقق الهدف إذا شعر الموظف أنها قصاص منه، وهي لا يجب أن تكون هكذا بأي حال من الأحوال. وللأسف في بعض الأحيان يعتقد الموظف أنها عقاب له وتقليل من مكانته، أو أنها جاءت لأنه قصر في عمله، ولكنه يجب أن يعتبرها مكسباً شخصياً، من خلالها تتحقق له خبرة جديدة ومهارات إضافية، وكذلك فائدة للعمل، فمن الممكن أن تظهر طاقات جديدة، حيث أنه قد يجد الموظف نفسه في المكان الجديد فيبدع ويتميز في عمله. ويساعد التدوير في نقل خبرات الموظف لزملائه الجدد والاستفادة من مهاراته في المكان الجديد. كما أنه يكسب الموظفين الدراية والخبرة العملية في كل مناحي عمل المؤسسة، بالتالي يسهل سد أي عجز طارئ أو احتياج في أي مكان يحدث فيه نقص في الكادر الوظيفي لأي سبب كان، فتستمر المؤسسة في تأدية مهامها دون أن يشعر الجمهور بهذا النقص أو بهذا الأمر الطارئ الذي حل بها. كما أن التدوير يحمي الموظف من التعرض للإغراءات المادية والوقوع بالأخطاء ان استمر كثيراً في نفس المكان. وخلاصة الكلام أن عملية تدوير الموظفين هي عملية صحية، ويجب أن تتبعها جميع المؤسسات وخصوصاً الحكومية، لأنها تعود بالنفع الكبير والفوائد الكثيرة لمصلحة العمل ولمصلحة الموظف نفسه، وهي سياسة متبعة في كل الدول المتقدمة، حتى أن بعض الدول وثقتها بقوانين وأنظمة مكتوبة. والموظف يجب أن يتقبل أي عملية تدوير بحقه ناظراً إلى إيجابياتها على المستوى الشخصي، وحتى لو جاءت بأسوأ الأحوال لسبب عقابي، فيجب أن ينظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس ليستطيع أن يثبت لمديره ولزملائه كفاءته وقدراته وإمكاناته. وفي نفس الوقت على رئيس المؤسسة أن يعلم أن النفس البشرية لا تتقبل التغيير بسهولة، لذا فهو بحاجة في عملية التدوير كما جاء أعلاه إلى تمهيد وتهيئة وتشاور وإقناع ومهنية وعدل، حتى يكتب له النجاح ليس فقط في مثل هذا القرار بل في كل إدارته للمؤسسة، حينها سيصبح الجميع يداً واحدة لصناعة نجاح المؤسسة وتميزها.
السبت، 25 يناير 2014
أنت الهوى
عجبت من نفسي
تبحث عنك
فأنت أنا
وأنا أنت
عجبت من روحي
تهيم برؤياك
وأنت ملاك روحي
عجبت من جسدي
يعشق عناقك
وجسدي نسيج من خيالك
عجبت من فؤادي
يشتاق إليك
وأنت مهجة فؤادي
عجبت من عيناي
ترنو لرؤياك
وأنت بؤبؤ عيني
عجبت من شفتاي
تبحثان عن مثيلتيهما فيك
وهما تطوفان في بحر فيك
عجبت من يداي
تمتدان لملامسة يديك
وقد لا ترجعان
عجبت من قدماي
تسيران نحوك بهمة
دون أن تبرحا مكانهما
عجبت من كلي متيم بك
فأنا وأنت جسدان
يجمعهما كيان واحد
فأنت العشق
وأنت الهوى
الخميس، 23 يناير 2014
جيل التحرير
بناءً على رغبة إبنتاي وإلحاحهما حضرت حفل اختتام المخيم الشتوي (مهندس المستقبل)، والذي أقامته نقابة المهندسين في مقرها بغزة. وحقيقة كنت سعيداً بهذه المشاركة لعدة أسباب، منها سبب عائلي، وهو تلبية رغبة إبنتاي ومشاركتهما فرحتهما، وخصوصاً أنهما كانتا سعيدتين طوال أيام المخيم. وسبب خاص فهي مناسبة طيبة لزيارة هذه المؤسسة النقابية والمجتمعية الرائدة، والتي لها مكانة خاصة في القلب. وسبب عام يتعلق بالاحتفال نفسه. فقد جاءت فقرات الاحتفال التي قدمها الأطفال المشاركون بالمخيم لتعبر عن حقيقة الصفات والمبادئ والقيم والأخلاق التي يجب أن نربي عليها جيل المستقبل، أو قل جيل التحرير. نعم لقد حملت هذه الفقرات بمضامينها ما يجب أن يكون عليه قادة الغد، الذين ندعو الله أن نرى فتح القدس على أيديهم، إن لم يكن قبل ذلك، وهذا ليس على الله ببعيد. فمن عرض مسرحي عن أهمية الالتزام بالصلاة والعبادات، إلى أنشودة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى فقرة عن العلم والهندسة، وما يقدمه المهندسون للمجتمع من أعمال بتخصصاتهم المتعددة، إلى أغنية تراثية عن حب الوطن، وقبلها شعار المخيم الذي ردده المشاركون بمعنوية عالية: بالبناء والتعمير نَوِّر أرضك يا مهندس... أنا المستقبل وكف النور والوجهة بيت المقدس. نعم الوجهة بيت المقدس، ولن تكون كذلك إلا بجيل تتم تنشأته على الالتزام بتعاليم الدين الحنيف، وحب الوطن والانتماء إليه، وحب العلم والاهتمام به. فمعركتنا مع الاحتلال معركة عقائدية، لن يقوى على الاستمرار فيها وتحقيق التحرير المنشود إلا من حمل بين أضلاعه شمولية هذا الدين، والذي كان الله غايته ومبتغاه في كل أموره التي يسير بها وفق أحكام هذا الدين ونهج النبي محمد عليه أزكى الصلاة والتسليم. وكم هي معبرة الأنشودة التي رددناها مراراً ومطلعها: فتية الحق أنيبوا وإلى الله استجيبوا... إن بشأن الدين قمنا جاءنا النصر القريب. ولن يدافع عن ثرى هذا الوطن إلا من ترعرع على حبه، واعتبر أن حب الأوطان من الإيمان، فعاش الوطن في داخله، فانتفضت كل جوارحه دفاعاً عنه وبحثاً عن الحرية المنشودة. ولأن هذه الحرية لا تأتي بالتمني ولا بالعواطف الجياشة، وإنما بالعمل المبني على أسس صحيحة وقوامها العلم، فالاحتلال لا يمكن أن يتمكن من شعب متعلم، وهو إلى الشعب الجاهل أقرب وأكثر تمكناً، وهذا ما سعى إليه المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما جعل عتق الأسير من كفار قريش مقابل تعليم عشرة من أبناء المسلمين، وكأنه يقول أن التعليم مساوٍ للحرية، وفي هذا العصر يعتبر العلم أساس كل شيء في المنظومة الحياتية، فما بالك في مقارعة الأعداء، وكما يقول الطيب أردوغان: (إننا نُحيي الإنسان كي تحيا الدولة). ولأننا شعب يحب الحياة ويعشق الوطن ويعمل جاهداً على تحريره كانت مخيمات الفتوة التي أقامتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الداخلية والأمن الوطني خطوة من خطوات الإعداد لتحرير فلسطين كما وصفها دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية، بل إن توجيهاته بفتح باب الفتوة للفتيات بدءاً من العام القادم لهي خطوة أيضاً في الطريق الصحيح نحو التحرير، فيقول المولى عز وجل: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض...). وخلاصة القول أننا بحاجة إلى جيل تربى على الإسلام، والذي وصفه العلامة الدكتور يوسف القرضاوي بأنه الجامع للشتات والمُحيي بعد الموات والهادي بعد الضلالة والمعلم من الجهالة، ونشأ على حب الوطن، حباً يجعله يدافع عنه حتى آخر رمق من حياته، متحصناً بالعلم النافع وبالجسد القوي، فإن توفرت هذه الصفات في جيل فاعلم أنه بإذن الله جيل التحرير.
الاثنين، 20 يناير 2014
إرحميني
إرحميني
فنفسي متيمة بك منذ رأيتك
وروحي معلقة بهواك منذ عرفتك
إرحميني
فالشوق يقتلني
حتى وأنت معي
واعذريني
إن تلعثمت كلماتي
فهي لا تأخذ إذني
تنطلق نحوك من أعماق قلبي
لتعانق فؤادك
ونظراتي تتسابق إليك
لتلفك من رأسك
حتى أخمص قدميك
أسمع دقات قلبٍ
فأحتار معها
أهي مني أم منك!
وأنصت إلى زفير أنفاس
فأهيم بها
عساها تنقلني
إلى ثغور جوفك
فأستلقي بداخلك
حتى أعافى منك
فأعود من جديد
أعود بنشوة العاشقين
مردداً
إرحميني
السبت، 18 يناير 2014
وطني
عشقت الحياة من أجلك يا وطني
عشقتها رغم ما فيها من أشواك وأحزان
عشقتها فحبك يسري في جسدي
من شريان الى شريان
وكيف لا أعشقها من أجلك
وفيك الصخرة وانت مسرى العدنان
وطني إن غبت عنك يوماً أصبحت كالتائه الحيران
لن أغيب فلا تبعدني عنك
فمنك شخصيتي والكيان
فمن أجلك أحببت الحياة
ومن علمك صنعت الأكفان
فحتى يحين القدر
وتتنزل إرادة الرحمن
عهداً ألا يسكن قلبي غيرك
ولا يعشقك مثلي إنس ولا جان
الخميس، 16 يناير 2014
لاجئ
بينما كنت أقرأ مقالاً لأحد الاخوة عن موضوع الطابور، وأنه قد يلازم الإنسان منذ بدء حياته حتى مماته، شغلني التفكير بالماضي والحاضر والمستقبل، فقد عاد بي بالذاكرة إلى سنوات وسنوات في تاريخ الشعب الفلسطيني بمحطاته العديدة. وهنا وقفت أمام محطة أليمة، جعلت من المواطن الفلسطيني لاجئاً في وطنه وفوق أرضه، بل وفي الشتات كذلك، حيث المخيمات التي نصبت له هنا وهناك، يعيش بها ردحاً من الزمن معلوم البداية، ولكنه مجهول النهاية. وقد يجور القريب قبل الغريب عليه، فيضطر للتنقل، أو قل للتشرد من مخيم إلى مخيم، ومن شتات إلى شتات، بل من مأساة إلى مأساة. هكذا يريد المحتل والمستعمر أن يبقى حال الفلسطيني، ليس مسموحاً له بالاستقرار في حياته إلا إذا تنازل عن كرامته، وعن هويته، فيصبح فلسطينياً بلا هوية، بلا جذور، وبلا أرض. بل إنهم يحاولون جاهدين على أن يسلبوه الزمان كما سلبوه المكان. وللطابور ذكريات مستمرة مع اللاجيء الفلسطيني، وغالبها ذكريات حزينة. وتعود بي الذكريات إلى أربعين سنة خلت، حيث بدايات المرحلة الابتدائية من الدراسة، فبعد طابور الصباح يحل عليك طابور آخر، حيث كوب الحليب وتلك الحبة الصفراء المشهورة بحبة زيت السمك، نشربها على مضض أحياناً، ونتداعى بذلك أحياناً أخرى. وأما أسوأ طابور يمر بمخيلتي فهو طابور المؤن، حيث مراكز توزيع المساعدات الغذائية والمعونات. وإن كان ظاهر هذا الطابور فيه الجانب الإنساني والإغاثي، ولكنه يحمل بين طياته أهدافاً مسمومة، تجعل من الفلسطيني العزيز المجاهد المرابط يمد يده للمساعدة، ويحاولون من خلالها كسر نفسه العزيزة وقتل إرادته وهمته، فلا يقوى أن يمدها في وعلى وجه المحتل. بل إن ويلات هذا الأمر أصعب من ذلك، فهم يريدون من الفلسطيني وهو ينتظر موعد توزيع الكوبونات أن يبقى خاملاً بدون عمل، أو بدون رغبة في البحث عن العمل، أو تعلم مهنة تحفظ له كرامته. وهنا أستحضر المثل الصيني: (لا تعطني سمكة، ولكن علمني الصيد)، والذي يجب أن يكون هدفاً ووسيلة ممن يقدمون المساعدات إن كانت إنسانية بمعنى الكلمة، فالكوبونات والطرود الغذائية تنتهي بعد استهلاكها وتبقى الحاجة كما هي. وللأسف فإن لسان حال هؤلاء يقول: إن هدفنا أن تصبحوا إتكاليين ومعتمدين علينا بصورة كاملة، ليس فقط في طلب السمك، ولكن حتى في فتح علبة السردينة؟!. علبة السردينة هذه لم يحصل عليها من تبقى من اللاجئين في مخيم اليرموك المحاصر بصورة كاملة منذ عدة أشهر، ويبدو ذلك تأزيماً لمأساة اللاجئ الفلسطيني، في أسوأ جريمة من جرائم الإنسانية، حتى وصل الحال إلى درجة يندى لها الجبين ويصعب وصفها، ولكن تبقى صور شهداء الجوع خير شاهد على حجم الجريمة، لتكون وصمة عار بحق المتخاذلين والصامتين. فهي إذن مأساة تتجدد، من واقع اللاجئين والمخيمات، من الطوابير المؤلمة وجرائم الحصار، والأهم من الحرمان من الأرض والحرمان من حق العودة. ومن هنا وبعيداً عن ثقافة الملاطم، أدعو جميع المخلصين من أحرار العالم، وخصوصاً المؤسسات المعنية بقضايا اللاجئين وحق العودة العمل على تفعيل قضايا اللاجئين طوال العام، وعدم الاكتفاء بتسليط الضوء عليها في ذكرى النكبة، فهذه القضية لا يجب أن تكون قضية موسمية، أو ذكرى سنوية، نقلب فيها المواجع لأيام معدودات، ثم تعود الحياة بعدها وكأننا قمنا بالمطلوب، فالمطلوب أن نصل قريباً بإذن الله عند مراجعة المصطلحات والمسميات الخاصة بالشعب الفلسطيني والتي أصبحت من الماضي، أن يكون من بينها مصطلح: لاجئ...
الاثنين، 13 يناير 2014
بكم نرتقي
من طبيعة المسلم أنه لا يقبل البقاء على الحالة التي هو عليها، لذلك فهو في عمل دءوب ومتواصل لتغيير هذا الحال أو الحالة إلى أحسن حال. فالمسلم يسعى دائماً في حياته وفي كل المجالات إلى الأفضل، وبالتالي يعمل جاهداً على زيادة الإيجابيات وتقليل السلبيات. وهو لا يقبل كذلك البقاء على نفس المستوى الذي وصله مهما كان مميزاً، بل يطمح إلى الرقي والارتقاء بذاته بأهله بمن حوله بمجتمعه بشعبه. وفي مجال العمل المؤسساتي فهو يعلم أن الله يرى عمله ورسوله والمؤمنون، وهو محاسب على ذلك. ويزداد الشعور بالمسؤولية وبالأمانة الملقاة على عاتقه إذا كانت طبيعة العمل خدماتية، فيها تواصل مباشر مع الجمهور، وفيها معاملات مالية، بل الأهم من ذلك فيها الحفاظ على الروح والنفس والمال، فهي مقاصد من واجب المسؤول الحفاظ عليها. فالقيام بهذه الأعمال والخدمات والتميز بها بل والارتقاء في أدائها هو واجب شرعي ومجتمعي وأدبي وأخلاقي. من هنا يستشعر موظفو الحكومة على وجه العموم وموظفو وزارة النقل والمواصلات على وجه الخصوص هذه المفاهيم وهم يؤدون واجبهم، قد يقصرون أحياناً، وقد يخطئون أحياناً أخرى، ولكن ذلك يقع ضمن المجهود البشري، أما الأساس والمبتغى والنهج فهو تقديم الخدمات على أحسن وجه. ولهذا شهدت الأعوام الأخيرة بفضل الله تعالى نقلة نوعية في أداء الوزارة، وزاد رضا الجمهور عن هذا الأداء. ورغم الأداء الجيد إلا أنه مع بداية كل عام يتساءل بعض المدراء العامين عن الإضافة النوعية التي يمكن أن يقدموها في خطتهم التشغيلية. فبعد القضاء بصورة كبيرة على ظاهرة الفلتان المروري، وبعد التطويرات في الخدمات والمرافق والأنظمة المعمول بها، وبعد التغذية الراجعة عن الأداء من خلال بعض مؤشرات القياس، ومنها عدد المعاملات السنوية وجودة الخدمة وعدد قتلى الحوادث المرورية وخلافه من أمور، ولا أريد أن أتطرق إلى مؤشر الإيرادات، كونه لم يكن الهدف الأساس في قرارات الوزارة، فالهدف دائماً هو ضبط الحالة المرورية، وإن كان لا ضير في الاجتهاد في ذلك من أجل تحسين الخدمات وتطويرها. وفي هذا العام جاء التساؤل ماذا بعد عام الأمن المروري، وعام خدمتكم غايتنا، وعام لأجلكم نتميز، فكان الإصرار أن يأتي هذا العام بشعار فيه نوع من التحدي مع الذات، بل نوع من الإصرار في المضي قدماً في خدمة المواطنين من خلال التطور والجودة بمفاهيمها الشاملة، فكان الشعار الذي استمزجنا فيه آراء المواطنين عبر صفحات التواصل الاجتماعي هو: بكم نرتقي. يأتي هذا الشعار ليجسد أن أي تطور أو تقدم أو نهضة أو رقي لا يكون إلا بالتكامل بين الجميع، والمقصود هنا القطاع العام والخاص والمواطنين على حد سواء، فهي منظومة متكاملة لا يتحقق فيها الارتقاء إلا بالمشاركة في هذا النهج من الجميع، الكل يشارك في ارتقاء الكل، والكل يعمل على تحقيق المصلحة العامة والخاصة. هذه المصلحة التي ستتحقق بإذن الله من خلال الهدف العام الذي بنيت حوله الخطة التشغيلية، ألا وهو الارتقاء بالخدمات والبنية التحتية لقطاع النقل والمواصلات، والذي من خلاله سيتم العمل على استكمال ما تم البدء به في الأعوام الماضية من برامج خدماتية قائمة على خدمة المواطن على أحسن وجه، وتحسين البيئة المرورية من خلال تحديث القوانين والأنظمة والتعليمات واللوائح المعمول بها في كافة مجالات عمل الوزارة، وكذلك من خلال تعزيز العلاقة المبنية على أساس التكامل مع الجمعيات والمؤسسات والشركات. وحتى يسير العمل بصورة حضارية تحقق رضا الجميع، سيتم العمل على التسوية القانونية لكل الشركات والمعارض والمكاتب والمهن ذات العلاقة، ليتحقق معها التنافس المطلوب. ولم تغفل الخطة عن دور التكنولوجيا والحوسبة في الارتقاء بمنظومة العمل، وذلك من خلال تطوير الأنظمة والبرامج الالكترونية لتحسين الكفاءة التشغيلية ولتحقيق المزيد من الراحة والشفافية والنزاهة، وكذلك زيادة الخدمات الالكترونية المقدمة للجميع من خلال موقع الوزارة. وإذ نضع بين أيديكم بعض معالم الخطة التشغيلية لوزارة النقل والمواصلات لهذا العام، ندعو الله أن يوفقنا لتحقيقها، وندعوكم من باب التكامل ومن القناعة التامة بأن كل رأي فيه الخير الكثير، ولأنكم جميعا أهل رأي ومشورة ولأننا نسعى بصدق لخدمتكم: ندعوكم جميعاً لتقديم أرائكم نصائحكم توجيهاتكم طلباتكم شكاويكم انتقاداتكم استفساراتكم في كل ما يتعلق بعمل الوزارة لنحقق سوياً شعار هذا العام: (بكم نرتقي).
الخميس، 9 يناير 2014
إصلاح
قبل أيام كتب أحد الأصدقاء الفيسبوكيين على صفحته السؤال التالي: أيهما يأتي في الدرجة الأولى قبل الآخر: إصلاح المجتمع وتأهيله، أم دحر الاحتلال والاستعمار؟ وحقيقة فإنني لا أعتبر هذا السؤال سؤالاً عابراً، أو أن الإجابة عليه من الترف الفكري، أو غير ذلك من المصطلحات التي قد تنم عن سطحية المجيب، فالإجابة على هذا السؤال لها ما بعدها، حيث ينبني عليها وضع الخطط المستقبلية، ورسم السياسات العامة، وترتيب الأولويات المجتمعية في نهج الإصلاح والتغيير، وفي خطط النهضة والتطوير، وكذلك في طريق المقاومة والتحرير. ولا مبالغة إذا قلنا أن الاحتلال والاستعمار، وهما وجهان لعملة واحدة، يعملان على تخلف المجتمعات وتأخرها وارتباطها بهم بصورة كبيرة واعتمادها عليهم كلياً، حتى يبقى الشعب مستعبداً وسهل التحكم به وتوجيهه والضغط عليه، ويعمل في سبيل الحفاظ على مملكته وسيادته على خلق الأزمات تلو الأزمات له، ليبقى الشعب مطأطأ الرأس، لا يستطيع التخطيط لغد مشرق ومشرف، وليس الخمسة بلدي ولا الفوضى الخلاقة ولا الشيطنة الإعلامية ولا البيادة العسكرية عنا ببعيد. وعودة للسؤال، ولأن الأمرين مرتبطان، فإن الجواب يتطلب العمل في الاتجاهين بصورة متوازية، ومتوازنة في نفس الوقت، والتوازن هنا لا يعني التساوي، بل يعني إعطاء كل أمر نصيبه ودرجته من الأهمية، وهذا يعني إصلاح الجبهة الداخلية لتكون متماسكة ومترابطة، فهذا هو الأساس، دون الغفلة عن المضي قدماً في الخلاص من الاحتلال ودحره بصورة نهائية. وفي الآية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) قد يندرج في تعريف القوة بمفهومها الشامل قوة الصف الداخلي، وترابط النسيج المجتمعي، تماشياً مع قوله عز وجل: (إن الله بحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص)، وهذا التراص والجاهزية للقتال في سبيل الله لا يكون إلا للمجتمع المتكامل المتماسك الصالح الخالي من أي تشويه أخلاقي أو تخلف قيمي أو تهتك في منظومة المبادئ. ومن هنا فإن الطريق للوصول لهذه الأهداف ليس شديد الوعورة، ولكن به منعطفات ومنحدرات بحاجة إلى المزيد من الجهد لتمهيدها وتهيأتها لتمر به قافلة الإصلاح والتأهيل بكل سلاسة دون معوقات أو تعطيل أو تأخير. والإصلاح هو نقيض الفساد كما وضحه قوله تعالى: (والله يعلم المصلح من المفسد)، وقوله: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها). وكان نهج الأنبياء وشعارهم: (إن أريد إلا الإصلاح). لذلك فإن منظومة إصلاح المجتمع وإعادة تأهيله ليكون قادراً على سيادة نفسه وتحرير أرضه يجب أن تكون قائمة على العدل وسيادة القانون والشفافية والمشاركة، حينها تستطيع أن ترفع من القوة المجتمعية في مصفوفة القيم والأخلاق والسلوكيات الحميدة: التعاضد والتكاتف والتكافل والتكامل بين أفراد المجتمع لتشكل الرافد الأساس لمجابهة أي عدوان خارجي أو تمرد داخلي بكل أريحية، فساعتها ستكون كل الجبهات محصنة، وكل الجهات مدعمة بسواتر إيمانية عقدية تحفها القيم والأخلاق ومتماسكة الأركان. بالتالي فإن الإصلاح والتأهيل يقوم بصورة أساسية على بناء أفراد المجتمع، وكلنا يعرف قصة سور الصين العظيم الذي تفنن حكامها ليكون حامياً لهم من أي عدوان خارجي بشدة ارتفاعه، ولكنهم أهملوا تحصين حراس السور بالقوة اللازمة من الانتماء والوطنية والقيم والمباديء، فتعرضت الصين لعدة غزوات بدخول جيوش الأعداء من أبواب السور برشوة حراسها. لذلك فلا حرية ولا قضاء على الاحتلال والاستعمار، ولا تنمية ولا نهضة إلا إذا ازدادت وتيرة الإصلاح، فحي على الإصلاح.
الاثنين، 6 يناير 2014
شباب
من باب التغيير، والخروج عن الروتين، أحببت أن أجمع تغريداتي المتعلقة بعنوان المقال، وخصوصاً أنها موجهة لفئة تحب هذا النمط من الحديث:
حَصِّنوا أنفسكم بتقوى الله، فمن يتقي الله يجعل له مخرجا.
اقرءوا سيرة القادة الناجحين، واستفيدوا منها، ولا ترضوا بغير المصطفى محمد (صلى الله عليه وسلم) قدوة لكم.
لا تقلدوا الآخرين، ولكن استفيدوا من تجاربهم، واجعلوا لكم بصمتكم الخاصة في أي مكان تتواجدون فيه.
أنتم قادة الغد، فجهزوا أنفسكم لذلك.
المهام كثيرة، لذا حددوا أهدافكم، ورتبوا أولوياتكم.
الوطن يعول عليكم كثيراً، فلا تخذلوه.
أمتكم لن تتقدم إلا بكم، فشمروا عن سواعدكم.
بأيديكم سيتحقق الانتصار مهما اشتد الحصار.
أنتم الأقدر على زرع الأمل في المجتمع رغم الألم.
القمة لا يصل إليها إلا أصحاب الهمة، وكلكم أصحاب همة، فشدوا الرحال.
هنيئاً لكم، فأمثالكم هم الذين نصروا الرسول عليه الصلاة والسلام.
الغد مليء بالبشريات، فلا تجعلوا اليأس يعرف طريقه لأنفسكم.
لا تلتفتوا كثيراً للحصول على الألقاب والمسميات، فقدراتكم وإمكاناتكم هي الأساس.
لا تستعجلوا الحصاد، فلكل ثمرة وقتها الخاص لكي تينع.
علمنا الرسول أن الحكمة ضالة المؤمن، فلا يهمكم مصدرها طالما فيها الخير.
لا تتزمتوا لفكرة مهما كانت، فقد يظهر لكم بالحوار مع الآخرين أفكار أفضل.
لا تتعصبوا لشخص معين، ولا تجعلوا انتماءكم لهم مهماً كانوا.
لا تحكموا على الآخرين بأشكالهم وانتماءاتهم الحزبية، بل بتصرفاتهم وبمواقفهم.
التوفيق من عند الله، ولكننا مطالبون بالأخذ بالأسباب، حتى نستحق التوفيق والتمكين.
تيقنوا أن الأرزاق بيد الله، فلا تَكِّلوا في طلبها.
حسن البنا (رحمه الله) يقول لكم: يا معشر الشباب لا تيأسوا، فليس اليأس من أخلاق المسلمين، وأحلام الأمس حقائق اليوم، وأحلام اليوم حقائق الغد.
وعن الشباب إليكم هذه التغريدات:
الشباب وسيلة وغاية في نفس الوقت.
الشباب سند الأمة وسبيل نهضتها.
الأمة التي لا تعتمد على الشباب في قوتهم وقدراتهم وإمكاناتهم وحماسهم ودافعيتهم وحيويتهم وديناميكيتهم ومبادراتهم أمة لا تستحق الحياة.
المجتمعات التي لا تهتم بفئة الشباب حكمت على نفسها بالفشل.
لن تفلح أي أمة إلا إذا تبوأ الشباب أماكناً متقدمة في المواقع الهامة، وكان لهم الرأي المرجح في أخذ القرارات.
إن بناء جسور الحوار والثقة مع الشباب، وتوسيع مساحة المشاركة الفعالة، لهو أهم عناوين الإبداع المجتمعي، والقيادة الحكيمة والبناءة للمجتمعات.
عملية الإصلاح والتغيير لن تكون إلا إذا حصل الشباب على الفرصة الكاملة ليكونوا معاول البناء والتطوير.
الفرق بيننا وبين الغرب: أنهم يحترمون ويقدرون أراء الشباب، ونحن نقول لهم: لا تزالون صغاراً.
الدول الاوروبية رغم نسيجها المجتمعي المهترئ، ومتوسط أعمار سكانها المرتفع، إلا أنها تعتمد على فئة الشباب بصورة كبيرة.
أجمل ما في المبادرات الشبابية وأعمالهم التطوعية أنها نابعة من انتمائهم لمجتمعهم ولوطنهم، ولا شك أنه يكتنفها رغبة في تحقيق الذات، فلا بأس في ذلك.
على الحكومة الدور الأساس في دعم الشباب، وعلى المؤسسات غير الحكومية والقطاع الخاص دور كبير كذلك.
نحن بحاجة الى الملتقيات والنشاطات التي تساهم في إبراز قدرات وإمكانات الشباب، ليساهموا بإبداعاتهم في شق طريق التحرير.
إننا نحتاج الشباب المبدع في كل المجالات دون استثناء، في ميادين الجهاد والإعلام والعلم والرياضة والصناعة والاقتصاد وغيرها، فلكل دوره وأهميته.
وليس بأخر: أيها الشباب: حي على الفلاح، حي على الصلاح، حي على العمل، فأنتم تحملون الوطن، والوطن ينتظركم، فهيا يا... شباب...
الأحد، 5 يناير 2014
تعزيز المنطلقات
من المبادئ البديهية في تحقيق التنمية المستدامة التخطيط لأي عمل تقوم به أي مؤسسة وخصوصاً المؤسسات الحكومية، وبحيث لا يبدأ هذا العمل من نقطة الصفر، بل يقوم على استمرار واستكمال ما توصلت إليه هذه المؤسسة من أعمال سواء كانت إنجازات أو حتى إخفاقات. وبالتالي لديمومة هذه التنمية واستمرارها تقوم الخطة على الاستمرار في تعزيز الايجابيات والحد من السلبيات. ولما كان قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من القطاعات الحيوية والأساسية في تحقيق هذه التنمية، كان من الحري بالوزارة وهي تضع خطتها التشغيلية أن تنطلق من هذا المفهوم. ففي العام الماضي نجحت الوزارة بصورة كبيرة بترسية أسس العمل ووضع قواعد للانطلاق من قوانين ولوائح وخطط واستراتيجيات وتعليمات في مجالات عملها الثلاث، وهذا كله بحاجة الى متابعة وترسيخ وتثبيت وتنفيذ وبالتالي تعزيز، لذا جاء شعار هذا العام ليحقق هذه المفاهيم، فكان الشعار: (تعزيز المنطلقات)، ليتجسد من خلاله تحقيق أهداف الخطة. هذه الأهداف والتي تصب في مجملها في سبيل النهوض بالمجتمع الفلسطيني، ومن أجل تعزيز دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تحقيق التنمية المستدامة، وزيادة نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، والعمل على تسخير التقنية لتحقيق متطلبات شعبنا برفع معاناته وتقدمه وتطوره. وستركز خطة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للعام 2014 على تحقيق العديد من الأهداف يمكن اختصارها في بعض المحاور. والمحور الأساس يتعلق بالقوانين والسياسات والإستراتيجيات التي تحقق البعد التنموي في عمل الوزارة، وذلك من خلال إعداد اللائحة التنفيذية لقانون المعاملات الالكترونية، ومتابعة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والحاضنات التكنولوجية، واستكمال العمل في الخطة الإستراتيجية للحكومة الالكترونية، وإعداد إستراتيجية وخطة وطنية للتعامل مع كوارث الاتصالات، وكذلك إعداد خطة وطنية للتحول إلى عنونة الإنترنت IPV6. وللاستفادة من قدرات خريجي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المتميزة ومن أجل العمل على الحد من البطالة وتوفير فرص عمل لهم وتحدياً للحصار لن نتوانى بإذن الله عن السعي في تعزيز فرص العمل عن بعد في هذا المجال، وذلك بتعزيز التواصل وتقوية الروابط مع الجهات ذات العلاقة. وستقوم الوزارة بالعمل على تعزيز وتطوير آليات معالجة شكاوى المواطنين، ومتابعة مستوى جودة الخدمات المقدمة إليهم في مجال عملها من قبل الجهات المعنية.
وأما فيما يتعلق بقطاع الاتصالات وخدمات الإنترنت، والذي يهم شريحة كبيرة من المجتمع، فستعمل الخطة على رفع مستوى جودة وانتشار خدمات الاتصالات والإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، وذلك من خلال تعزيز التنافسية بين الشركات. ولتطوير العمل فسيتم بإذن الله استحداث رخص جديدة تتناسب مع تطور هذا القطاع. وفي دعم الشركات العاملة في هذا المجال ولتعزيز قدراتها سيكون للبوابة الالكترونية دور أساس في تسويقها، والأهم سيتم تطوير البنية والبيئة التنظيمية لعملها.
وبالنسبة للقطاع الحيوي والمتجدد وسريع التطور والأساس في أي عملية تنموية، ألا وهو قطاع تكنولوجيا المعلومات، فسيكون التركيز على تعزيز التحول الالكتروني داخل الوزارة وعلى مستوى الحكومة، وخدمة للمجتمع بصفة عامة، ومن وسائل ذلك تطوير البنية التحتية لمركز البيانات ونواة الشبكة الحكومية، وتطوير الخدمات المقدمة من خلالها وتعزيز قدراتها لمواجهة المخاطر والكواراث، وتعزيز تكامل البيانات مع الدوائر الحكومية وغير الحكومية لدعم تحقق التحول الإلكتروني.ولدعم الحوسبة. وسيشهد هذا العام تعزيز استخدام الأجهزة الذكية والمحمولة في تقديم الخدمات والتطبيقات الحكومية.
وبعد النقلة النوعية التي شهدتها مرافق البريد المنتشرة على طول محافظات القطاع فستشتمل الخطة على استكمال تأهيل وتطوير باقي المرافق، وكذك تعزيز الخدمات التي يقدمها البريد للمواطن عملاً على خدمته بأفضل الطرق وباستخدام أحدث التقنيات، وسنجتهد في تطبيق الصيرفة الإلكترونية مع البنوك المحلية، وفي زيادة الاستثمار في مجال البريد وعقد اتفاقيات وشراكات مع جهات محلية وإقليمية في هذا المجال. وبالتأكيد ستستمر الوزارة في تعزيز المفاهيم والمناسبات الوطنية من خلال إصدار طوابع بريدية لتكون خير رسول للشعب الفلسطيني. هذه بعض معالم الخطة التشغيلية نضعها بين أيديكم لنتعاون جميعاً على تحقيقها، والتي نأمل أن تتوج بتشغيل شبكة الهاتف المحمول الثانية في قطاع غزة.
كلنا أمل بغد واعد للشعب الفلسطيني، وبحياة أفضل بإذن الله، وهذا سيتحقق بإذن الله بتكاتف وتكامل الجميع ومن خلال تعزيز المنطلقات التي تؤسس لعمل تنموي نهضوي، فهي إذن دعوة للجميع للتعاون والعمل، والله ولي التوفيق.
الأربعاء، 1 يناير 2014
تخطيط
في كثير من الأحيان لا تستطيع بعض المؤسسات تنفيذ بعض الفعاليات أو المشاريع بسبب عدم توفر موازنة كافية لها، وحقيقة هذا مؤشر ودلالة على مدى اهتمام هذه المؤسسة بالتخطيط في إدارة عملها. فمن البديهيات أن المؤسسات الحكومية وغير الحكومية تكون موازنتها بناءً على خطة كاملة، ومن ثم يتم التوفيق بين وسائل تنفيذ هذه الخطة أو برامجها وبين الموازنة المتوفرة أو المتوقع توفرها خلال فترة التنفيذ. ولكن للأسف ما زال حتى يومنا هذا العديد من المؤسسات تدار بدون خطة مدروسة ومتكاملة وهادفة. وقد تنجح هذه المؤسسة في عملها، ولكن نجاحها من المؤكد سيكون ذا قيمة أكبر ونتائج أفضل لو كان مخططاً له بصورة شاملة، وستكون القيمة والأفضلية أكبر وأكبر لو كان هذا المشروع أو الفعالية ضمن خطة متكاملة تسعى المؤسسة من خلالها إلى تحقيق أهدافها المرجوة، وتتماشى مع طبيعتها ورؤيتها ورسالتها في مدة محددة من الزمن، ووفقاً لهذه المدة يتم تحديد نوع الخطة طويلة أو قصيرة المدى. ومجتمعاتنا تحتاج إلى خطط قصيرة المدى نظراً للمتغيرات الكثيرة التي تمر بها وتحيط بها، فالبيئة الداخلية والخارجية في تغيير مستمر، ومن ثم عوامل التحليل متغيرة. ولست هنا بصدد شرح آليات وضع الخطة، أو كيفية إجابة الخطة على مجموعة من الأسئلة تتمحور حول: من ولماذا ولمن وكيف ومتى وأين وبكم، ولا كذلك عن الخطة والخطة البديلة، والطموح في الخطة أو التوفيق بين المطلوب والمتاح، ولا عن التحليل الرباعي عند وضع الخطة من دراسة عوامل القوة والضعف والفرص والتهديدات، أو ضرورة أن تكون الخطة مكتوبة ومقروءة وقابلة للتنفيذ والقياس في نفس الوقت، فكل هذه الأمور وأكثر تسابقت المؤسسات ومراكز التدريب المنتشرة في القطاع على تدريسها أو عمل دورات متعددة ومختلفة المسميات فيها، ناهيك عن العلوم الإدارية التي تستطرد كثيراً حول تعميق هذه المفاهيم في مدارك الطلبة وتكوينهم، ولكن حقيقة أقول وأتساءل وبكل صراحة: أين نحن من التطبيق العملي والحقيقي لهذه المفاهيم ولهذا المبدأ الأساس في تنمية الأمم ونهضتها؟ ولا أتحدث من نظرة تشاؤمية للواقع، بل من رغبة جامحة في ضرورة الإصلاح لنرتقي بمؤسساتنا بصفة عامة. وكما يقول الدكتور صلاح الراشد: أن أغلب الناس تكون حياتهم ضمن نطاق إدارة الكوارث والأزمات، وهذا يعني البعد عن التخطيط. صحيح أن الأزمات التي نمر بها متواصلة ومعقدة وبعضها تنوء منه الجبال، ولكن لا يعني هذا مطلقاً البعد عن العمل بصورة سليمة وفق سيناريوهات متعددة ومدروسة، واعتبار الأزمات هي الواقع، وبالتالي التعامل معها ليس فقط لحلها أو التعايش معها بل للقفز عنها وتخطيها بكل جدارة. وأعجبني مقال للدكتور صالح سلطان يفرق به بين التخطيط والتخبيط، ومن ضمن ما ذكره: (التخطيط هو دراسة آلام الواقع، وآمال المستقبل، ووضع برامج وأعمال تمثل حلولاً جذرية لكل قضية تمثل أهمية للفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة والعالم. والتخبيط هو حالة من الهياج لآلام الواقع، وإحباط من التغيير والإصلاح، والانطلاق نحو اللاهدف). وأضع بين أيديكم هذه العبارات علها توضح المزيد: يمكن أن نخطط حتى نعيش المستقبل أو حتى نغير المستقبل. الفشل في التخطيط هو التخطيط للفشل. إذا لم تبدأ من الآن فستحصد المزيد من الخسائر. وأنهي بهذه العبارة: نجاح أي خطة يتطلب: فهم عميق، وتكوين دقيق وعمل متواصل، وجميعنا يبحث عن النجاح والتميز على المستويين الفردي والمجتمعي، لذا عليك اليقين بأن أول خطوة في طريق النجاح وتحقيق النهضة المنشودة هي: التخطيط.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)