بناءً على رغبة إبنتاي وإلحاحهما حضرت حفل اختتام المخيم الشتوي (مهندس المستقبل)، والذي أقامته نقابة المهندسين في مقرها بغزة. وحقيقة كنت سعيداً بهذه المشاركة لعدة أسباب، منها سبب عائلي، وهو تلبية رغبة إبنتاي ومشاركتهما فرحتهما، وخصوصاً أنهما كانتا سعيدتين طوال أيام المخيم. وسبب خاص فهي مناسبة طيبة لزيارة هذه المؤسسة النقابية والمجتمعية الرائدة، والتي لها مكانة خاصة في القلب. وسبب عام يتعلق بالاحتفال نفسه. فقد جاءت فقرات الاحتفال التي قدمها الأطفال المشاركون بالمخيم لتعبر عن حقيقة الصفات والمبادئ والقيم والأخلاق التي يجب أن نربي عليها جيل المستقبل، أو قل جيل التحرير. نعم لقد حملت هذه الفقرات بمضامينها ما يجب أن يكون عليه قادة الغد، الذين ندعو الله أن نرى فتح القدس على أيديهم، إن لم يكن قبل ذلك، وهذا ليس على الله ببعيد. فمن عرض مسرحي عن أهمية الالتزام بالصلاة والعبادات، إلى أنشودة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى فقرة عن العلم والهندسة، وما يقدمه المهندسون للمجتمع من أعمال بتخصصاتهم المتعددة، إلى أغنية تراثية عن حب الوطن، وقبلها شعار المخيم الذي ردده المشاركون بمعنوية عالية: بالبناء والتعمير نَوِّر أرضك يا مهندس... أنا المستقبل وكف النور والوجهة بيت المقدس. نعم الوجهة بيت المقدس، ولن تكون كذلك إلا بجيل تتم تنشأته على الالتزام بتعاليم الدين الحنيف، وحب الوطن والانتماء إليه، وحب العلم والاهتمام به. فمعركتنا مع الاحتلال معركة عقائدية، لن يقوى على الاستمرار فيها وتحقيق التحرير المنشود إلا من حمل بين أضلاعه شمولية هذا الدين، والذي كان الله غايته ومبتغاه في كل أموره التي يسير بها وفق أحكام هذا الدين ونهج النبي محمد عليه أزكى الصلاة والتسليم. وكم هي معبرة الأنشودة التي رددناها مراراً ومطلعها: فتية الحق أنيبوا وإلى الله استجيبوا... إن بشأن الدين قمنا جاءنا النصر القريب. ولن يدافع عن ثرى هذا الوطن إلا من ترعرع على حبه، واعتبر أن حب الأوطان من الإيمان، فعاش الوطن في داخله، فانتفضت كل جوارحه دفاعاً عنه وبحثاً عن الحرية المنشودة. ولأن هذه الحرية لا تأتي بالتمني ولا بالعواطف الجياشة، وإنما بالعمل المبني على أسس صحيحة وقوامها العلم، فالاحتلال لا يمكن أن يتمكن من شعب متعلم، وهو إلى الشعب الجاهل أقرب وأكثر تمكناً، وهذا ما سعى إليه المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما جعل عتق الأسير من كفار قريش مقابل تعليم عشرة من أبناء المسلمين، وكأنه يقول أن التعليم مساوٍ للحرية، وفي هذا العصر يعتبر العلم أساس كل شيء في المنظومة الحياتية، فما بالك في مقارعة الأعداء، وكما يقول الطيب أردوغان: (إننا نُحيي الإنسان كي تحيا الدولة). ولأننا شعب يحب الحياة ويعشق الوطن ويعمل جاهداً على تحريره كانت مخيمات الفتوة التي أقامتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الداخلية والأمن الوطني خطوة من خطوات الإعداد لتحرير فلسطين كما وصفها دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية، بل إن توجيهاته بفتح باب الفتوة للفتيات بدءاً من العام القادم لهي خطوة أيضاً في الطريق الصحيح نحو التحرير، فيقول المولى عز وجل: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض...). وخلاصة القول أننا بحاجة إلى جيل تربى على الإسلام، والذي وصفه العلامة الدكتور يوسف القرضاوي بأنه الجامع للشتات والمُحيي بعد الموات والهادي بعد الضلالة والمعلم من الجهالة، ونشأ على حب الوطن، حباً يجعله يدافع عنه حتى آخر رمق من حياته، متحصناً بالعلم النافع وبالجسد القوي، فإن توفرت هذه الصفات في جيل فاعلم أنه بإذن الله جيل التحرير.
الخميس، 23 يناير 2014
جيل التحرير
بناءً على رغبة إبنتاي وإلحاحهما حضرت حفل اختتام المخيم الشتوي (مهندس المستقبل)، والذي أقامته نقابة المهندسين في مقرها بغزة. وحقيقة كنت سعيداً بهذه المشاركة لعدة أسباب، منها سبب عائلي، وهو تلبية رغبة إبنتاي ومشاركتهما فرحتهما، وخصوصاً أنهما كانتا سعيدتين طوال أيام المخيم. وسبب خاص فهي مناسبة طيبة لزيارة هذه المؤسسة النقابية والمجتمعية الرائدة، والتي لها مكانة خاصة في القلب. وسبب عام يتعلق بالاحتفال نفسه. فقد جاءت فقرات الاحتفال التي قدمها الأطفال المشاركون بالمخيم لتعبر عن حقيقة الصفات والمبادئ والقيم والأخلاق التي يجب أن نربي عليها جيل المستقبل، أو قل جيل التحرير. نعم لقد حملت هذه الفقرات بمضامينها ما يجب أن يكون عليه قادة الغد، الذين ندعو الله أن نرى فتح القدس على أيديهم، إن لم يكن قبل ذلك، وهذا ليس على الله ببعيد. فمن عرض مسرحي عن أهمية الالتزام بالصلاة والعبادات، إلى أنشودة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى فقرة عن العلم والهندسة، وما يقدمه المهندسون للمجتمع من أعمال بتخصصاتهم المتعددة، إلى أغنية تراثية عن حب الوطن، وقبلها شعار المخيم الذي ردده المشاركون بمعنوية عالية: بالبناء والتعمير نَوِّر أرضك يا مهندس... أنا المستقبل وكف النور والوجهة بيت المقدس. نعم الوجهة بيت المقدس، ولن تكون كذلك إلا بجيل تتم تنشأته على الالتزام بتعاليم الدين الحنيف، وحب الوطن والانتماء إليه، وحب العلم والاهتمام به. فمعركتنا مع الاحتلال معركة عقائدية، لن يقوى على الاستمرار فيها وتحقيق التحرير المنشود إلا من حمل بين أضلاعه شمولية هذا الدين، والذي كان الله غايته ومبتغاه في كل أموره التي يسير بها وفق أحكام هذا الدين ونهج النبي محمد عليه أزكى الصلاة والتسليم. وكم هي معبرة الأنشودة التي رددناها مراراً ومطلعها: فتية الحق أنيبوا وإلى الله استجيبوا... إن بشأن الدين قمنا جاءنا النصر القريب. ولن يدافع عن ثرى هذا الوطن إلا من ترعرع على حبه، واعتبر أن حب الأوطان من الإيمان، فعاش الوطن في داخله، فانتفضت كل جوارحه دفاعاً عنه وبحثاً عن الحرية المنشودة. ولأن هذه الحرية لا تأتي بالتمني ولا بالعواطف الجياشة، وإنما بالعمل المبني على أسس صحيحة وقوامها العلم، فالاحتلال لا يمكن أن يتمكن من شعب متعلم، وهو إلى الشعب الجاهل أقرب وأكثر تمكناً، وهذا ما سعى إليه المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما جعل عتق الأسير من كفار قريش مقابل تعليم عشرة من أبناء المسلمين، وكأنه يقول أن التعليم مساوٍ للحرية، وفي هذا العصر يعتبر العلم أساس كل شيء في المنظومة الحياتية، فما بالك في مقارعة الأعداء، وكما يقول الطيب أردوغان: (إننا نُحيي الإنسان كي تحيا الدولة). ولأننا شعب يحب الحياة ويعشق الوطن ويعمل جاهداً على تحريره كانت مخيمات الفتوة التي أقامتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الداخلية والأمن الوطني خطوة من خطوات الإعداد لتحرير فلسطين كما وصفها دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية، بل إن توجيهاته بفتح باب الفتوة للفتيات بدءاً من العام القادم لهي خطوة أيضاً في الطريق الصحيح نحو التحرير، فيقول المولى عز وجل: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض...). وخلاصة القول أننا بحاجة إلى جيل تربى على الإسلام، والذي وصفه العلامة الدكتور يوسف القرضاوي بأنه الجامع للشتات والمُحيي بعد الموات والهادي بعد الضلالة والمعلم من الجهالة، ونشأ على حب الوطن، حباً يجعله يدافع عنه حتى آخر رمق من حياته، متحصناً بالعلم النافع وبالجسد القوي، فإن توفرت هذه الصفات في جيل فاعلم أنه بإذن الله جيل التحرير.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق