الخميس، 19 سبتمبر 2013

مقاومة



زاد في الفترة الأخيرة الحديث عن المقاومة، وأنها قد تكون المطلوب رقم واحد في المنطقة للقوى الغاشمة الاحتلالية والاستعمارية والانقلابية، رغم أنها المحبوب رقم واحد للشعوب العربية بصفة عامة، والفلسطينية بصفة خاصة. وبكل تأكيد فإن أي حديث سلبي، أو أي تشويه إعلامي ضد المقاومة لا يصب إلا في مصلحة الكيان الغاصب. من هنا جاءت الاستعراضات الأخيرة لفصائل المقاومة ومسيراتها وبياناتها، لتؤكد أنها موجودة لهدف واحد، لا يختلف، أو من المفروض ألا يختلف عليه إثنان، ألا وهو تحرير المنطقة من دنس الاحتلال الصهيوني، وتطهير المنطقة منه، ومن أذنابه وعملائه، لتعيش المنطقة بل البشرية جمعاء بأمن وآمان، وباستفرار وسلام. ولكن بطبيعة الحال، هذا الأمر لا يروق للوبي الصهيوني، من هنا فهو يجند كافة قدراته وإمكاناته بوسائل متنوعة ومتعددة لمحاولة القضاء على المقاومة. ولا يسمح الكيان الغاصب بمساعدة قوى الشر العظمى الدولية والمحلية لأي دولة محيطة به أو قريبة منه أن تملك جيشاً حراً شريفاً ينتمي إلى وطنه وقوميته، ويزود عن حمى الأمة العربية، وبالتالي فلن يسمح لأي جيش نظامي أو لأي فصيل مقاوم بأن يمتلك القدرات والإمكانات العسكرية واللوجستية. ومن أجل ذلك يقوم كل فترة وفترة بخلق حالة من البلبلة والاقتتال الداخلي، شاهدنا ذلك بوضوح في لبنان، وفي العراق، بل دمر المنظومة العسكرية فيها، وشتت أولوياتها. وعمل على تدمير صناعاتهم ومقدراتهم وخصوصاً العسكرية، في ليبيا وسوريا وحالياً في مصر. وأما عن فلسطين، وهي رأس الحربة في مواجهة هذا الجسم الغريب والدخيل على الأمة، والمرفوض من البشرية، بسبب تصرفاته اللا إنسانية، يل الإجرامية في حق فلسطين أرضاً وشعباً ومقدسات، فلسطين التي استطاعت أن تزيل خرافة (الجيش الذي لا يقهر) ابتداءً من أطفال الحجارة، مروراً بالاستشهاديين والاستشهاديات، وصولاً إلى الكتائب المقاومة، والتي لقنت العدو درساً مريراً في أكثر من مواجهة، وخصوصاً في حجارة السجيل. ولأن الاحتلال لم ولن يستطع بإذن الله القضاء على المقاومة الفلسطينية لأسباب عدة، ليس بأقلها أنها أصبحت أمل الشعب الفلسطيني في التحرير والتحرر، بل أمة الأمة الإسلامية جمعاء، وأنها كذلك تطورت بصورة كبيرة ليس في مجال المواجهة والتخطيط والتنفيذ، بل والتصنيع كذلك، وهذا ما يربك حسابات العدو، ويجعله يتصرف في بعض الأحيان تصرفات غير مدروسة، فينقلب السحر على الساحر. والسبب الأهم في قوة المقاومة اعتمادها على الله سبحانه وتعالى، فثقتها بالله كبيرة، ويقينها بسنده ونصره ليس له حدود، لأنها تأخذ بالأسباب، مطبقة لأمر الله تعالى: (وأعدوا)، فهي تقوم بالأعداد والتجهيز بأقصى قدراتها وإمكاناتها البشرية، وتعلم أنه في النهاية أن الأمر بيد الله، والنصر من عنده مهما كانت قدراتها وعدتها وعتادها، فالأمر في النهاية: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)، و (وما النصر إلا من عند الله). وأعتقد أنه من يحمل ويحمي، ويبني ويتبنى مشروع المقاومة لا يمكن بأي حال من الأحوال، ومهما كانت الظروف، أن يحيد قيد أنملة عن المبادئ والقيم والأخلاق، وكذلك لا يمكن أن تنحرف بوصلته الجهادية ولو ميلليمتر واحد عن هدفها ومضمونها وقبلتها. وهنا في فلسطين، البوصلة موجهة باتجاهها الصحيح نحو تحرير قبلة المسلمين الأولى، والهدف واضح المعالم، ألا وهو تحرير فلسطين، كل فلسطين، والسلاح مشرع نحو عدو واحد، ألا وهو الاحتلال الصهيوني، ولا يمكن أن يوجه نحو أي جهة أخرى سواءً في الداخل أو في الخارج، بل أكثر تحديداً وحتى هذه اللحظة أعلنتها المقاومة صريحة أن ساحة الصراع محصورة في حدود فلسطين، ولن تتخطاها. وسيبقى دعم الشعب وسيتواصل للمقاومة لأنه يعلم علم اليقين أنه لا عزة ولا كرامة ولا حرية له بدون... مقاومة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق