تطرق الأديب والفنان ورسام الكاريكاتير المصري صلاح جاهين في كثير من أعماله إلى أمور مجتمعية عدة بنظرة ناقدة ناصحة، وفي بعض أحيان فاضحة، ورغم اعتراضنا على كثير منها، وخصوصاً التي يتطاول فيها على علماء الدين، إلا أنه في المقابل كان له بعض الأعمال التي انتشرت بغزارة، لأنها خاطبت الحس المجتمعي، وخصوصاً رباعياته، والتي ذيل جميعها بكلمة (عجبي)، ومما جاء فيها:
عجبي على العجب العجيب العجاب
لما الحقيقة تطل بعد احتجاب
وعلى هذا النسق أترككم مع مجموعة من العبارات، أو قل إن شئت بالمصطلح العصري، مع مجموعة من التغريدات ذات العلاقة، والتي تبدأ بـ(عجبي)، بعضها يتطرق إلى نقاط سلبية منتشرة في المجتمع، والبعض الأخر إيجابي، عساها تلقى أثراً بين قارئيها:
عجبي ممن يعلم أن الحياة فانية فيتمسك بها كثيراً؛ ويعمل كأنه لا شئ بعدها.
عجبي ممن يعلم أن الموت سيدركه؛ ولا يعمل لما بعد الموت.
عجبي ممن يدرك أن رزقه مقدر من رب العالمين؛ فيتوسل لبشر مثله.
عجبي ممن يقينه أن الأمر بيد الله؛ ويتوجه لغيره.
عجبي ممن يعرف أنه يجب أن يسعى لرزقه؛ ويقف متواكلاً في مكانه.
عجبي ممن يعلم أن الله يعلم ما تخفي نفسه؛ ويجاهر بالمعصية.
عجبي ممن يحفظ كلام الله ولا يتدبره؛ ولا يطبقه.
عجبي ممن عرف طريق الحق والرشاد والسعادة في الدنيا والآخرة؛ ويحيد عنه.
عجبي ممن يقابلك بوجه أبي بكر وبقلب أبي جهل.
عجبي ممن يرى المنكر؛ ولا يسعى في تغييره.
عجبي ممن يسعى في نشر الفاحشة؛ وهو يقصد أو لا يقصد.
عجبي ممن يسعى في الأرض فساداً؛ وهو يحسب أنه يحسن صنعاً.
عجبي ممن يدعو الناس للفلاح؛ وينسى نفسه.
عجبي ممن يلقي الخطب العصماء؛ ولا ينفذ كلمة منها.
عجبي ممن لم يترك طريقاً للفساد؛ إلا وسلكه.
عجبي ممن يسعى في إصلاح بيوت الآخرين؛ وبيته آيل للسقوط.
عجبي ممن ينظر إلى عورات الناس؛ ونسى أنه له عورات كذلك.
عجبي ممن حباه الله من فضله الكثير؛ ولا يحمده على ذلك.
عجبي ممن يستبدل الذي أدني بالذي هو خير.
عجبي ممن تنسم ربيع الحرية؛ ولكنه آثر العودة للعبودية.
عجبي ممن يقف محايداً، ولا يدعم الحق، ظاناً أنه ينأي بنفسه عن الحساب.
عجبي ممن يبحث عن سبب المشكلة؛ ولا يبحث في طرق حلها.
عجبي ممن يتفنن في عذابات الناس؛ وينسى أن هناك يوم حساب وعقاب.
عجبي ممن يقرأ كتاباً أو أكثر، فيطلق على نفسه خبيراً، أو استشارياً.
عجبي ممن يستعجل في قطف الثمار قبل نضجها.
عجبي من المسؤول الذي ينسى أنه سيسأل في يوم من الأيام.
عجبي من المسؤول الذي يعتقد أنه مخلد في مكانه.
عجبي ممن يمشي بالغيبة والنميمة بين الناس؛ ويظن أنهم سيرحموه بعد تركه لهم بثوانٍ.
عجبي ممن ينتقد تسلط رئيسه عليه؛ وهو يمارس نفس الأمر مع مرؤوسيه.
عجبي ممن ملأ الظلام قلبه؛ رغم النعيم الذي يحيطه من كل جانب.
عجبي ممن يحسد الآخرين على ما هم فيه؛ رغم أنه أفضل منهم.
عجبي ممن في ريعان شبابه؛ ويتصرف برعونة أو كأنه شيخ كبير.
عجبي ممن بلغ من العمر عتياً؛ ويتصرف تصرفات صبيانية.
عجبي ممن همومه كزبد البحر؛ ولكن الابتسامة لا تفارقه.
عجبي ممن يزرع السعادة في قلوب الآخرين؛ وقد يكون بحاجة لها.
عجبي ممن لا يجد قوت يومه؛ ولكنك تحسبه غنياً.
عجبي ممن فقد كل مقومات الحياة؛ ولكنه لم يفقد الأمل.
عجبي ممن فقد البصر؛ ولكنه مفعم بالبصيرة.
عجبي ممن يعرف أن طريق النجاة مليئة بالأشواك؛ ولكنه متمسك بها.
عجبي ممن لا تسلك طريقاً لإرضاء الله إلا ووجدته أمامك.
عجبي ممن يذكر اسم رسول الله أمامه عليه الصلاة والسلام؛ ولا يصلي عليه.
لكل هؤلاء لتصرفاتهم السلبية، أو الإيجابية، لا أملك إلا أن أقول لهم... عجبي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق