ازداد في الفترة الأخيرة شغف الجميع واهتماماتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي يعرفها البعض بالإعلام الجديد. وإن كانت مواقع الفيسبوك والتويتر واليوتيوب هي أكثرها شهرة، إلا أنه يوجد العشرات منها. ومن خلال هذه المواقع يتم نقل الصورة والكلمة والأحداث، بل المشاعر والأحاسيس والأفكار. وتستخدم هذه المواقع كذلك لنشر القرارات والتعليمات من الجهات الرسمية، فلم تعد فقط تستخدم من الأشخاص، بل أصبحت كل الدوائر الحكومية والمؤسسات الرسمية وحتى العسكرية منها تتسابق في حجز مكانها في هذا العالم الافتراضي الجديد، وذلك لسببين بسيطين وهما سهولة وسرعة الانتشار. ورغم عدم حداثة هذه المواقع إلا أن انتشارها زاد في العالم العربي مع ثورات الربيع العربي. وهنا لا بد من التطرق إلى بعض نقاط بجب أخذها في الحسبان عند التعامل مع هذه المواقع، وذلك للاستفادة من إيجابياتها والحد من سلبياتها قدر الإمكان، فالمعروف أن أي اختراع أو ابتكار أو أي منتج إلا وله سلبيات، حتى الدواء له آثار جانبية. لقد جعلت هذه المواقع العالم بين يديك، وبكل سهولة تتبادل الأفكار والمعلومات والبيانات مع أي شخص أو جهة بمجرد الضغط على زر إدخال في لوحة الحاسوب، أو من خلال الهواتف الذكية. وهذا يعني ضرورة وأهمية انتقاء مع من تتواصل، فالأفضل أن تعمل مشاركة مع من يمكن أن يؤثر فيك أو تؤثر به إيجاباً. وكذلك توخي الحيطة في نشر خصوصياتك، والأخطر في هذا المجال الصور، وتحديداً العائلية منها. بالإضافة إلى انتقاء الكلمات المناسبة والمعبرة عن شخصيتك، فهذه المشاركات تولد انطباعاً عنك وعن ميولك وعن اهتماماتك، وإن كان في الغالب يبدو الأشخاص في هذه المواقع بصورة أفضل من الواقع. وقد يصاب العديد من مستخدمي هذه المواقع بالإدمان عليها، لذا فعليهم تخصيص أوقات محددة لها، بحيث لا تطغى على حياة الشخص، وللأسف فقد أثرت عند البعض على التواصل الاجتماعي الحقيقي، وهذا يحتاج إلى معالجة وتوازن. ولأهمية هذه المواقع تجد أن معظم رؤساء الدول والمسؤولين الرسميين لهم حسابات خاصة إما يديرونها شخصياً أو يكلفون طاقماً متخصصاً بذلك، وللأسف في واقعنا المحلي لم يصل الاهتمام الرسمي بها إلى الدرجة المطلوبة، وهنا أدعو الإخوة الوزراء والمسؤولين إلى تسخير هذه النوافذ للتواصل مع الجميع، فبذلك نكون أقرب من قاعدة المجتمع. وفي مقال سابق ذكرت أن الشباب الفلسطيني استغل هذه المواقع استغلالاً جيداً في حجارة السجيل لتوصيل الحقيقة للعالم، ورغم ذلك ما زلنا بحاجة إلى أن يساهم الشباب من خلال هذه المواقع في التنمية المجتمعية والقضايا الوطنية بصورة أكبر، فهم أقدر من غيرهم بتسخير قدراتهم في التواصل مع العالم، وحبذا لو كان ذلك بأكثر من لغة. وهناك تنويه لا بد من تذكير الجميع به وهو عدم مشاركة قادة العدو حساباتهم أو الرد عليهم مباشرة، ورغم ثقتنا بالشباب، إلا أن الاحتلال لن يتورع عن استخدام أي وسيلة للإيقاع بالشباب، وهناك فرق بين أن تعرف ماذا يكتبون وكيف يفكرون وأن تعمل مشاركة معهم، فالبعد عن ذلك أفضل وتركه لذوي الاختصاص أجدر. قضية أخرى لا بد أن تكون واضحة للجميع، أنه ليس كل ما ينشر صحيح وصادق، فهناك الكثير من الإشاعات والأكاذيب التي يجب أن يتم مكافحتها. وليعلم الجميع أن إعادة نشر أي مشاركة تعني قبولك وتصديقك لما جاء فيها، فإن كانت كاذبة أو فيها تحريض معين فإنك بنشرها تساعد على ذلك. وكذلك أدعو الجميع إلى عدم استخدام صور غير لائقة، حتى لا تساهم في نشر الرذيلة، وأدعو الأخوات بالتفكير مرتين بنشر صورهن الشخصية، وإن كان لا بد فلتكن صوراً مقبولة ومناسبة. نصيحة أخيرة لا بد من التطرق إليها ألا وهي الانتباه إلى الخلوة الإلكترونية، فلا تدعو الشيطان يدخل إليكم من هذه النافذة وأنتم لا تدرون، مهما كانت نواياكم طيبة من هذا التواصل الخاص والمباشر. أمور عديدة ممكن أن تكتب في هذا المجال، ليس بآخرها أننا مع أنفسنا مع أهلنا مع شعبنا بحاجة دائماً إلى... تواصل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق